اتحاد كرة القدم يعانق الطفرات.. ويزرع الهزائم للمنتخبات
مازن الشعبي
مازن الشعبي

نعم.. صدق أن فلاسفة اتحاد كرة القدم اليمني يشاهدون ما نشاهد!!.. بل ربما يرون بإحساسهم ما تخدعنا به عيوننا، وهم بذاتهم الذين يستطيعون يقدمون أحلا أمنيات في الوطن الرياضي!.
فرق شاسع بين اتحادنا واتحادات الدول الأخرى.. فدورينا يحول الموهوب إلى (مجذوب)!، في المنتخبات الوطنية توجد خارطة طريق كروية تتشكل من قبل اتحاد المعرفة والمقربين، وهذه الخارطة لها ساداتها المفكرين بالارتقاء من الأعلى إلى الأسفل!.. وهذه المرة جاء الدور على منتخبنا الأولمبي الذي تلقى خسارتين وسبعة أهداف من أستراليا في (سدني) بالمنطق واقعية من خلال الإمكانيات والعوامل المتوفرة للأستراليين، أما بلهجة البلدي (مش أول مرة نهتزم)، وما بيدنا أن نمسح دموع خيبة منتخبنا، وإذا تذكرنا حقيقة اتحاد القدم فأنهم يعانقون (الطفرات)، وأن أي حدث إعجازي نحققه يحتاج إلى حليب (العصفور)!.
وفي بطولة خليجي 20 الماضية كنت في مجالسة مع الزميل الصحفي القطري محمود الفضلي الكاتب في مجلة "استاد الدوحة" القطرية تناقشنا حول المنتخب اليمني، قبل أن أسأله سألني لماذا لم تحافظوا على منتخب الناشئين الذي تأهل إلى كأس العالم عام (2003م)؟.. فقلت له لله درك لو شغلوا عقولهم مسئولي الرياضة، وعملوا بحسب الكفاءات ودرجة توظيفها، وأيضا العقول الخالية من الأنانيات والكبرياء ستنتج رياضة حقيقية على الأندية واللاعب، وستبني منتخبات وطنية قوية لها وزنها الكروي المشرف، فسبب ضياع منتجات للناشئين هو غياب هذه الإستراتيجية التي منعدمة لدى الاتحاد، وعدم أيضا التقييم العام للمنتخبات بعد الانتهاء من المشاركات الخارجية أكانت عربية أم آسيوية بالرغم من وجود الكوادر الرياضية الفنية داخل أروقة الاتحاد التي شكلها أحمد صالح العيسي، ولكن للأسف اتضح الأمر لا دور لهم ملعوب في تحديد أبجديات الإخفاقات!!.
وهنا وبشكل موجز وسريع أوضح مكامن ضياع منتخباتنا الوطنية، وكيفية عدم استخدام مقومات الإستراتيجية التي يدعي به الاتحاد أنه موجودة، وبالأصح هي عالم الغيب ومحتجزة في أدراج الاتحاد وهي:
1- عدم انتقاء الكوادر الرياضية الفنية أصحاب الخبرات والكفاءات بتحمل المسئولية في الإشراف على إدارات المنتخبات الوطنية، وتعيين أناس دخلاء على الرياضة، وهم من المقربين لهم.
2- عدم اختيار الاتجاه الصحيح لإقامة المعسكرات الخارجية والبلدان المتطورة، وبالإضافة عدم اختيار منتخبات قوية تلعب مع منتخباتنا من أجل الاحتكاك، وتبادل الخبرات والاستفادة، بل تتم العملية واختيار منتخبات ضعيفة أشبه بفرق الأحياء الشعبية والسوق السوداء، وهذه المنتخبات يحددها عدد من السماسرة من أجل كسب الرزق من ولي نعمتهم.
3- المعسكرات الخارجية غير المتطورة التي يقيمها الاتحاد العام لبعض منتخباتنا تأتي إقامتها بعد زهق النفوس، وللأسف تكون مدتها قصيرة جدا ما يقارب (عشرة أيام إلى خمسة عشر يوما) وهنا يصعب على الجهاز الفني التدقيق في كشف مكمن الأخطاء التي ترافق المنتخب خاصة في مراكز اللعب، بالإضافة عدم الإرساء على تشكيلة الأساسية في حينها، لأن الوقت ضيق ما بين إقامة المعسكر الخارجي والمشاركة في الاستحقاقات الخارجية.
4- دائما مدربو منتخباتنا الوطنية يشكون من الرعاية والاهتمام والدعم المالي والمعنوي للاعبي المنتخبات، والاتحاد العام مع احترامي لهم مع انتهى كل مشاركة سرعان ما يسرحوا اللاعبين، وتقتلوا أحلامهم، وتدمروا معنوياتهم من خلال فك الارتباط معهم، وتوقيف أو قطع مرتباتهم، وعدم الحفاظ عليهم وإعدادهم الإعداد الصحيح بل يسرحوهم بواسطة الإجازات الطويلة ويرددوا شعار (عندما تأتي المشاركة القادمة وباقي لها قليل بانستدعيهم)، وهكذا رئيس الاتحاد وشلته المعرفين - دائما - يتغنون على انغام (( دقي يا مزيكا سلام لأصحاب البونيطا).
وبهذا اكتفي بما أوجزته مختصرا في السطور السابقة، وهنا بكل تأكيد هكذا تقع منتخباتنا الوطنية في شباك الاصطياد، ويتحقق مفاعل الإخفاق والهزائم، وضيع لاعبو المنتخبات بهذا الاتحاد العام.. فعلا يترنح باغتيال أحلا الأمنيات، وسيبقى لرياضة وطن اسمه اليمن، وهنا يقومون بحلب لبن (العصفور) الذي لا له حليب، ويعانقون الطفرات.. وكفى .. ولكن للحديث بقية.. وآه وا عجبي.  
 
في الإثنين 11 يوليو-تموز 2011 12:52:36 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=65002