تعز وضريبة الثورة
عبدالهادي ناجي علي
عبدالهادي ناجي علي

الحال الذي وصلت إليه تعز اليوم لم يعد يسر أحد، فقد بات الناس فيها ينامون وهم مفتحي أعينهم وحواسهم خوفاً من المجهول الذي قد يطالهم بين لحظة وأخرى جراء الأحداث التي تشهدها والعبث الذي يطال منازل المواطنين جراء القصف العشوائي الذي لم يعد يميز بين مواطنين وبين مسلحين.
الضرب اليوم على تعز يستهدف منازل المواطنين دون سبب، فكثير من الأسر اليوم تعيش في العراء جراء القصف المستمر على المدينة من اتجاهات مختلفة، فيوم الجمعة مثلاً كان القصف من الصباح الباكر، وتبعه قصف بعد صلاة الجمعة على منطقة المسبح، هل يا ترى المسبح ثكنة عسكرية أو فيها قواعد حربية حتى تقصف بتلك القذائف التي روعت وبثت الخوف في نفوس الأطفال والنساء؟!.
اليوم تعز يعبث بها ويخوف أهلها وساكنيها والسبب الموقف المشرف الذي انتهجته المحافظة في مواجهة الفساد والظلم ورفض الوصاية على المدينة من قبل ثلة الفساد.
وأصبحت أكبر شاهد على عدم تحمل النظام للثورة المستمرة فيها وللمسيرات التي لازالت تشهدها تعز صباح مساء وأثبت تعز أنها عصية على النظام برغم محاولات التثبيط التي يلاقيها الشباب الثوار من بعض الأطراف في الساحة ويحاول الإعلام الرسمي استغلالها وإيجاد بؤر خلاف بين شباب الثورة من خلال أساليب الاندساس التي تزرع بين صفوفهم وخاصة وسط النساء، حيث بات الطرف المتضرر من الثورة يعمل جاهداً على أن يثير الخلافات بين شباب الثورة.
تعز تدفع ضريبة ثورتها بتلك الهجمات المسعورة التي توجه ضد منشآتها وضد ساكنيها ليل نهار ولكنها ممارسات يبدو أنها زادت من عزيمة الشباب في الساحة التي كان "قيران" يرى أنه قد محاها ولكنها عادت وعاد الشباب ومع القصف الليلي الذي تتعرض له تعز والساحة يرى الكثيرون أن تلك الممارسات هي سلوكيات تهدف إلى تطفيش الناس من ثورتهم والعودة بالبحث عن بقايا النظام.
المواطن اليوم يعرف أن التغيير لن يكون بسهولة ولن يتحقق بغمضة عين ولن يكون طريقه مفروش بالورد، بل على العكس، فطريق الثورة كله لون احمر ولذلك فمن يستعجل الثورة ويستعجل الخلاص من الأوضاع التي هي قائمة ويطالب بالتعجيل بالثورة مع قرب رمضان ينبغي أن يعيد التفكير بصورة صحيحة ويبحث عن مسببات تأخر الحسم وبعدها يبدأ التغيير النفسي في كل ثائر قبل أن يتغير الواقع، فالتغيير لا يكون هكذا دون ضريبة ودون تغيير جوهري وهذه سنة الله في الخلق (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

في السبت 16 يوليو-تموز 2011 02:25:37 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=65051