من المسؤول؟!....
فواز العبدلي
فواز العبدلي

"من لم يدع السحر دعه" مقولة بسيطة تحمل على طياتها رسالة واضحة وعظيمة في غاية الأهمية، فلا داعي للتحديات أو صنع المبررات، سئمنا الكلام، طفشنا الظلام، لا ماء، لا بترول، لا صحة، هرمنا ونحن أطفال صغار، وضع يرثى له، تسارعت فيه الحيلة، فأصبحت مهنة مميزة يتمنى الكثير الوصول إليها ويلهث وراءها باعتبارها شرفاً كبيراً، رغم حقارتها ودناءة ممتهنيها.
لم تكن هذه الثقافة وليدة اللحظة، بل عاشت وترعرعت تحت سقف المسميات التي لا تمت للحقيقة بمعنى.
جماهير بائسة من رداءة الواقع المرير تحاول الخروج منه وجماهير تصفق لمزيد من الفقر والجهل والتخلف، تكاد أن تكون قد فقدت صوابها، أسعار تشتعل كالنيران ومشتقات نفطية تكاد أن تكون معدومة لا تباع إلا في السوق السوداء وبأسعار خيالية، مجتمع متخلف لم يستطع حتى اللحظة تميز الضحية من الجلاد, حراك سياسي فريد النوعية لا نُحسد عليه.
عجيب.. كل هذا حاصل في بلد الإيمان والحكمة، شرعية دستورية مزعومة، بقناع ديكتاتوري من الطراز الأول، يا إلهي، لقد تألقت اليمن في صنع الأنظمة المتنوعة الفريدة التي ترفض التوريث وتمنح الرئيس الصلاحية بنقل السلطة بدون قيد أو شرط وبشكل سلس وفوري إلى نجله مع فرض العقوبات واستخدام العنف ضد من يقف بوجه هذه الفكرة واعتباره خارجاً عن إطار ما تسمى بالشرعية الدستورية.
مسيرات مناوئة للنظام المتهالك، تبحث عن حقها الشرعي من مواطنة حقيقية وحرية الرأي، مسيرات أخرى موالية للنظام لا ندري عن ماذا تبحث، صواريخ تقصف منازل المواطنين في تعز، طيران يحلق في سماء أرحب ونهم وزنجبار، يروع الأطفال ويحكم على الأرواح البريئة بالموت السريع؟، معسكرات تحاصر المواطنين وكأنهم غزاة دخلوا الأراضي المقدسة؟، مدن تغرق بالدماء وعائلات تشرد والصمت ما زال سيد الموقف، صمت جائر يجتاح المنطقة وكأن الأمر لم يكن، من المسؤول يا عالم؟.
 عجيب.. إلى هذا الحد أصبحت دماء اليمنيين رخيصة؟ وهل كل من يبحث عن حقه يحكم عليه بالإعدام؟، هذا غير منصف، بل مخالف للسنن الإنسانية. 
أخي القارئ الكريم، كل ما يحدث اليوم هو سيناريو متكرر للنظام يعني إما أن تحكم تحت وطأة ذلك النظام المتهالك أو يحكم عليك بالقتل الفوري إذا خالفت، هما خياران لا يوجد لهما ثالث, أخي العزيز لعلك أدركت قراءة هذا الواقع المزري وعلى ضوء ذلك يمكنك تحديد مسارك الوطني لإخراج هذا الوطن الحبيب من هذا الوضع الراهن، فلا تظل صامتاً أمام هذه الأحداث، ضاعف من رصيدك الوطني كي تضاف لك نقطة نضالية في المستقبل القريب.

في الأربعاء 20 يوليو-تموز 2011 05:19:23 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=65100