إلى سيدة النساء
فهد علي البرشاء
فهد علي البرشاء

إليها أكتب كلمات، وإليها أخط عباراتي، ولها وحدها أهدي أشعاري وقصائدي وكل ما يعتمل بداخلي من مشاعر حب وشوق.. إليها فقط لأنها دون سائر النساء، ولا تشبه الأخريات وشتان بينها وبين النساء، فهي نبع الحنان ومصدر الإلهام ومستودع الأسرار وصانعة الرجال، هي التي احتاجها في الصغر وكلما تقدم بي العمر، وهي التي أحن إليها مهما بلغت بي العادة، وهي التي لا أتخيل كيف ستغدو حياتي دونها أن شعرت أنها بعيدة عني أو أحسست أنها تنوي فراقي وهجري.. هي التي أطلب رضاها واخطب ودها وأنشد وصلها، وهي التي أخشى أن تتزلزل تحت أقدامي الأرض أن غضبت، وتوصد الدنيا أبوابها في وجهي أن بكت، وتكفهر السماء في ناظري أن تألمت، وتضيق بين الدنيا بما رحبت أن تأوهت.. هي وحدها دون النساء يظل القلب معلق بها حتى وأن عاشر ملايين النساء، وتحن الروح لها في حلها وترحالها وفي حياتها ومماتها وفي كل لحظة أعيشها.. وحدها فقط من تمتزج مع نبضات قلبها نبضات كل القلوب، وتختلط مع أنفاسها كل الأنفاس وتعانق روحها كل الأرواح، هي وحدها من أستظل تحت غماماتها في لحظات السعير، وأرتوي من نبعها في لحظات الشوق والحنين.. هي من أتوق لأن أرتمي بين أحضانها وأضع رأسي المتخم بالمآسي والهموم على محراب صدرها، فتربيت على كتفي بأكفها وتداعب بأنصالها خصال شعري وتخاطبني نبضات قلبها في صمت أبلغ من لغة الكلام، فتخفف عني وتهدأ من روعي فيذوب كل همي وتتبدد آلامي وأحزاني.. هي وحدها من تستحق أن أجثوا بعد الله لها على ركبتي وأبكي وأنتحب وأطلب رضاها وحنانها، وهي وحدها من تستحق أن أتمرق على تلك التربة التي تسير عليها وأتحسس وقع أقدامها وأستنشق من التراب عبيرها وعبقها الذكي.. هي التي لو كتبت عنها بمداد كالأنهار وأقلام كالأشجار وصحف كالبحار ما استطعت أن أعطيها الجزء اليسير من حقها، وما استطعت أن أعبر لها عن أقل القليل مما يعتمل بين جوانحي من مشاعر تجاهها لأنها أعظم من كل هذا ومجرد أسمها أبلغ من كل الكلمات التي يتفننا لناس في كتابتها ويتباهى المبدعون في صياغتها.. هي وحدها من تفردت بصفات العاطفة والحنان واختصت بحمل أجمل الخلال ودوماً يسعى الأنس والجان لئن يحظوا بشيء من الإحسان والحنان.. هي من تملك مفاتيح الجنان، وهي من أوجب الطاعة لها الرحمن، وهي من حث على برها سيد الأنام، وهي من قيل فيها أجمل وأعذب الكلام، وهي من عجز عن وصفها البيان، وهي من تفنن وحاول أن يصفها ببراعة الإنسان، وهي من تعطي دون مقابل ولا تنتظر جزاه أو أحسان، هي من أن أطعتها فزت برضاء السلام، وأن عصيتها تكدرت حياتها واستحال عيشك إلى ظنك وحرمان، هي أرق قلب وألين فؤاد، هي أحن ملمس وأعذب صوت، هي كل ما تبحث عنه في الحياة وهي كل غاية وهدف وهي الوسيلة لبلوغ المراد وهي أن أردت أن ترتقي وتسمو وتعلو وهي أن أردت تظل حياتك صافية مرحة سعيدة لا يمكر صفوها شيء ولا يقلقها شيء.

 







 

في الثلاثاء 26 يوليو-تموز 2011 02:12:40 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=65154