مجزرة حسان تميط اللثام عن وجه السلطة وقاعدتها في أبين
محمد المسودي الفضلي
محمد المسودي الفضلي

ما ارتكبه النظام اليمني، بالتنسيق مع العناصر المسلحة وأطراف أخرى عسكرية وشيوخ من جريمة مجزرة بشعة يوم الجمعة 29 يوليو بحق قبائل أبين في "وادي حسان" وقصف الطيران الحربي لتجمعات رجالتها، الذين كانوا يتأهبون لدخول زنجبار لتخليصها وتطهيرها من العناصر المسلحة المفترضة بالقاعدة هي مجزرة إنسانية وحرب إبادة بكل ما تحمله من بصمات ووقائع التي تؤكد قطعاً بأن الإرهاب من صنع النظام ويمارس عدوانيته بنهج منظم ضد المواطنين مستخدما آلته العسكرية وقتلهم بالقصف الجوي المساند لهجوم مليشياته المسلحة التابعة له تحت مسميات العناصر المسلحة (أو أنصار الشريعة الإسلامية) "القاعدة" لوقف تقدم وزحف القبائل الهادف لتطهير عاصمة محافظتهم زنجبار من هذا العدوان انطلاقا من غيرتهم وواجبهم الأخلاقي تجاه محافظتهم وأبنائها.
تلك الغارة الجوية التي شنها الطيران اليمني في "وادي حسان" وقصفت مواقع يسيطر عليها القبائل منذ أكثر من أسبوع قرية الشيخ سالم والمدرسة والسنترال شرق "وادي حسان" - مواقع التجمعات القبلية - وخلفت أكثر من اثنين وثلاثين قتيلاً و50 جريحا من رجال القبائل، كانت قد نفُذت وفق خطة تكتيكية إعدادها أصبح واضحاً المعالم ويدل على التنسيق المنظم بين النظام ومليشياته "القاعدة" وطيرانه الحربي وتضمنت أولاً: قيام سلاح الجو بالضربات التدميرية أو ما تسمى" بالضرب التمهيدي" لمواقع التجمعات لوقف تدفق وتقدم زحف القبائل ويلها فور الانتهاء من الضربات الجوية سرعة تحرك مليشيات النظام "القاعدة" لتنفيذ الهجوم المباغت بالهاون والرشاشات وصواريخ قذائف ا آر بي جي والانقضاض على القوة البشرية بعد أن يلحق بها القصف الخسائر وتشتيتها  لتقوم القاعدة بتصفية من تبقى دموياً وفرض الحصار على الجرحى لينزفوا حتى الموت، كل هذا جاء كرد فعل على إعلان القبائل حسم أمرها للدخول إلى زنجبار وكرسالة مفادها ممنوع الاقتراب من زنجبار لأنها تحت سيطرة النظام وقاعدته التي أثبتت الأحداث والمجازر أنها الوجه الآخر للنظام،ولتحقيق أهداف خفيه أخرى أبرزها إدخال القبائل في حرب أهلية   ورسائل أخرى إلى نائب الرئيس لمواقفه الواضحة لمحاربة الإرهاب وإفشال أي خطوات يخطوها في هذا الجانب.
 كما تبين أن النظام، بالتنسيق مع قاعدته يريد من هذا العمل الإجرامي كسر معنوية وإصرار رجال القبائل للزحف تجاه أبين لخشيتها من استمرار زحفهم وقوته لأنه سيكشف عورة النظام وأعوانه وغرفة عملياته القائمة للتنسيق بين الجماعات المسلحة والنظام ـ شرق أبين ـ وسيميط الأقنعة الزائفة عن وجوه بعض المشايخ في زنجبار وتعاونهم في قتل الأبرياء بأيديهم الملطخة بدماء الرجال الأحرار الذين قدموا أرواحهم وشبابهم ثمناً للحرية وتطهير أرضهم من نجس هذا العدو الإرهابي الموجه ضد الأمة والإسلام، منطلقين من إيمانهم بأن محاربة العناصر الإرهابية وتطهير محافظتهم من خطر الإرهاب هو الجهاد الحقيقي لنصرة ديننا الإسلامي الحنيف .
مجزرة حسان هي عنوان واضح لمدى عدوانية ووحشية النظام وإرهابه الدموي ضد أبناء الوطن وإدارته الفعلية للإرهاب بكل صوره التي يستخدمها كأحد الأدوات كإدارة الأزمة السياسية لتحقيق المكاسب السياسية والدعم المادي والسياسي الخارجي الدولي لاستمرار بقائه ولأمد فترة بقائه في الحكم، وبقدر الألم والحزن الذي عم محافظة أبين وقبائلها عامة وأسر وأهالي الشهداء ضحايا هذه العمل الإجرامي الذي أقدمت عليه السلطة بالقدر نفسه الذي يزيد ويشد من عزيمة وإصرار الجميع على المضي لمواصلة هذا النضال الوطني الذي ابتداه الشهداء وقدموا أرواحهم قربانا على مذبح الوطن وروت دماؤهم الطاهرة ترابه الغالي، لتحقيق هدفهم وتطهير أبين من الإرهاب، مع التأكيد بأن عزيمتنا جميعاً لن تنحني ما دام القبائل ورجالاتها قد وضعوا هذا الهدف السامي والنبيل أمامهم مهما عصفت بنا الرياح واشتدت علينا المؤامرات .. إلا أننا في الأخير سننتصر وسنسقط تلك العناصر ومن يقف خلفها من شيوخ في مزبلة التاريخ كما سقط إسلافهم وأثبت الوقع ذلك .
وختاماً نترحم على أرواح إخواننا الشهداء الذين تسابقوا للتضحية والفداء، من أجل الحق والعدل والخير والفضيلة والحياة الإنسانية الكريمة، أبطال الحرية والكرامة، فدفعوا ثمن الحرية الإنسانية أرواحهم الطاهرة، وأمضوا زهرة حياتهم في إعلاء الحق الإنساني وقدموا أرواحهم من أجل الوطن والعرض والكرامة والحرية, فسالت دماءهم الزكية على تراب أرضنا الطاهرة, داعين الله أن يتقبلهم برحمته ومغفرته، كما ندعو الله عز وجل أن يشفي جرحانا ويحفظ دماء أطفالنا وشبابنا من أيدي القتلة والعابثين, ونجدد العهد أمام الله عز وجل على العمل بقدر ما نستطيع لتطهير أرضنا من هذا الرجس لتبقى أبين حرة أبيه كريمة وشامخة.
في الإثنين 01 أغسطس-آب 2011 04:47:35 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=65224