في تعز مؤسسات تبحث عن المتعففين
عبدالهادي ناجي علي
عبدالهادي ناجي علي

عندما يتأمل الواحد منا اليوم حماس الشباب، يشعر أن اليمن لازالت بخير مادام أمثال أولئك الشباب يعيشون على أرضها وتحت سمائها، اليمن بهم ستكون ذات شأن عظيم وبهم سيكون اليمن في مصاف الشباب العربي الذي يطمحون لخدمة أوطانهم، بعيداً عن الألوان وبعيدا عن قذارة السياسة التي لوثت اليوم كثيراً من الناس وحرفتهم عن مسار البناء والتنمية إلى مسارات أخرى، بل وغيرت كثيراً من القيم والمفاهيم التي يفترض أن تظل حية بين المجتمع ومنها قيم التكافل والتراحم وحب الخير.
استرجعت كثيراً من المواقف التي استطاع شباب صناع الحياة بتعز (ذكوراً وإناثاً) أن يحييوها في الواقع من خلال عدد من المناشط والفعاليات التي يقيمونها بين وفترة وأخرى بل ويبدعون في تقديم تلك المشاريع التي تحمل في طياتها الخيرية للمجتمع وتدعو الميسورين من أبنائه أن يسهموا في مزيد من العطاء معهم، لكي يصلوا بأهدافهم إلى نقطة النهاية التي يسعون للوصول إليها بمشاركة مجتمعية كبيرة.
شباب صناع الحياة في تعز بالرغم من عدم ثباتهم في مواقعهم، حيث يتجددون بتجدد الدماء المنضمة إليها كمؤسسة إلا أن عطاء هذه المؤسسة لازال مستمراً ولازال الدم في عروقهم يزداد حرارة، علهم يستطيعون بأفكارهم ومشاريعهم الخيرية أن يسهموا في التخفيف من معاناة عدد من الأسر الفقيرة في تعز وهم يقومون بتلك الأدوار الرائعة، واضعين أمام أعينهم "إنسانية " الإنسان، بعيدين عن لونه و جنسه و معتقده وحزبه وهم اليوم يرون أن دورهم لا يقف عند أي من تلك المفاهيم التي صار البعض يصنف المجتمع على ضوئها وبالتالي ذبحت "الإنسانية" وضاع العمل الخيري في زحمة التصنيف الظالم.
صناع الحياة يواصلون مشروعهم الخيري الرمضاني للسنة الثالثة " شمعة.. أحيت أملاً" الذي يهدفون من ورائه لتقديم خدمة الكفالة والتخفيف من معاناة "200 أسرة " في تعز، صحيح أن العدد قليل مقارنة مع ما أعلنته مؤسسات وجمعيات خيرية أخرى في تعز، لكن مصداقية الواقع وانسجاماً مع المبادئ التي تحتم على هذه الفئة من شباب صناع الحياة أن يكونوا صادقين مع وضعهم وواقعهم فهم لايريدون "جعل البحر طحيناً" بل يسعون إلى تقديم صورة صادقة للمجتمع عن أهدافهم التي يسعون لتحقيقها من وراء ذلك المشروع "شمعة.. أحيت أمل " والمتوج بعمل دورات تدريبية تعزز الحياة بالقيم التي دعا إليها الإسلام.
فتية صناع الحياة في تعز قد يكون هناك من يسير على خطاهم في محافظات أخرى ومناطق أخرى من اليمن ومع ذلك فإن الأمل في شباب صناع الحياة حيثما كانوا أن يكونوا نماذج يحتذى بها وصوراً يتقمصها كثير من الشباب اليوم لا لشيء وإنما للفكرة التي يحملونها وللهدف الذي يسعون لتحقيقه اليوم في ظل ظروف أكثر تأزما وأكثر معاناة من ذي قبل.
فكرة رائعة التي يقدمها شباب صناع الحياة بتعز للمجتمع اليوم من خلال ذلك المشروع الرائع الذي ينتظر أن يكون لهم دور كبير في المستقبل في كفالة عدد كبير من الأسر.
وهناك مؤسسات أخرى تعمل في تعز خلف الأضواء وتعتمد على جهود أعضائها، وتقوم بدور لا يقل عن دور صناع الحياة ومنها مؤسسة "أنوار المجد" التي تنفذ خلال رمضان حملة لا تقل عن الدور الذي تسعى إليها المؤسسات والجمعيات الأخرى، حيث كانت بمعية الفنان/ فؤاد عبد الواحد ومجموعة إنقاذ بتعز على موعد مع حملة المعونات الإنسانية والتي تسمى السلة الواحدة خلال شهر رمضان وتهدف إلى الوصول لـ(1000) مسكين ومحتاج ويتيم في محافظة تعز ومديرياتها.
هذه الأعمال الإنسانية التي تنفذ في تعز نراها ونحسبها كذلك ولا نزكي على الله أحداً إنها تسير بصورة رائعة بحثاً عن أولئك المتعففين في منازلهم، الذين لا يظهرون للناس حقيقة حالاتهم المادية والإنسانية وبالتالي وجب على مثل هذه المؤسسات أن تسعى إليهم وتصل إليهم وهذا ما تقوم به تلك المؤسسات التي نراها اليوم تسهم في التخفيف من معاناة كثير من الأسر المتعففة.
في السبت 06 أغسطس-آب 2011 02:52:09 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=65263