مساعدات رمضان.. نَقش مجنونة!!
أحلام المقالح
أحلام المقالح

يهل علينا شهر الخير، حاملاً معه للمسلمين أبواب الجنان والرحمة والغفران والعتق من النيران، فيستبشر المسلمون لذلك.. وبدلاً من أن نستبشر (نحن) اليمنيون بقدومه ونعزم على استغلال ساعاته في الخير والعبادات، فإننا نتشاءم مُسبقاً قبل دخول هذا الشهر الفضيل، خاصة مع انطلاق قذائف الغلاء الذي سبقت قذائف مدفع الإفطار والتي أدخلت المواطن (الغلبان) في دوامة هم و(طِنّان) أولها مصاريف رمضان وآخرها مصاريف العيد..
ومع محافظة الراتب على وزنه (محلك قِف)، تتعلق آمال هذه الفئة على خيط المساعدات التي قد يحصلون عليها من جهات حكومية أو جهات أخرى، فتُعينهم على مصاريف شهر البركة، فبالرغم من كثرة أهل الخير في هذا الشهر الكريم وتدافعهم إلى توزيع مساعداتهم على أكبر شريحة من المجتمع إلا أن هذه المساعدات غالباً ما تُصرف إلى غير أهلها وتكون عملية توزيعها أشبه بـ(نقش المجنونة)، فمعظم المساعدات تُسلّم إلى يد عاقل الحارة الذي يوزعها (حجرة بجرة) ويوزعها بعد الجمركة والضرائب وأحياناً يبحث المواطن عن فيتامين (واو) ليحصل على المساعدة.
إذن ما الفائدة من هذه المساعدات وإن كثُرت إن كانت لا تُصب في المجرى الصحيح؟، طبعاً هذا الكلام ليس إنشاء (مُخرِف) أو تكييف (مُخزِن) وإنما هي شهادة أدلت بها إحدى الأمهات والتي تعول أبناءها اليتامى من دخلها المحدود جداً، فهي تجد صعوبة في وصول المساعدات إليها، خاصة في رمضان الخير.
قد يتبادر إلى أذهاننا سؤال: لماذا يكثُر المتسولون في شهر رمضان دوناً عن باقي أشهر السنة؟ وحينما نبحث عن الإجابة نجدها بأن في شهر رمضان تجود الأيدي ولكن (المُنقشين) يوزعونها عشوائياً، فلا ينتظر المغلوب على أمرهم وصولها لهم (بالبخت) وإنما يبحثون عنها بأنفسهم بدون جمارك ووجع قلب.
هي دعوة لكل من تجود أياديهم لمساعدة هذه الشريحة خلال هذا الشهر الكريم أو باقي أشهر السنة.. المسؤولية في عمل الخير تنتهي بضمان تسليم المساعدات إما لأهل الحاجة أنفسهم أو إلى ذوي ثقة.
أخيراً.. شهر كريم وجعله المولى عز وجل شهر أمن وخير وبركة، وكل عام والجميع بألف صحة وعافية.
 
في الأربعاء 17 أغسطس-آب 2011 03:57:17 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=65353