مساجد تتحول إلى مطاعم!!
أحلام المقالح
أحلام المقالح

بدأ الحديث بنكتة تقول "إن شخصاً بنا جامعاً وشاف المصلين كثيرين فقلبُه إلى مطعم" حتى وصلنا إلى حقيقة الجوامع في رمضان كيف تكون أحوالها؟
من المفترض أن تكون الإجابة على طرف اللسان بمعنى أن الجامع الذي هو بيت الله ينتعش في هذا الشهر الفضيل بالذكر وابتهالات المتضرعين لله عزو جل والمفروض أيضاً أنه يكتظ بالعباد الصائمين نهاراً والقائمين ليلاً ولكن.. ما نشاهده لا يعطينا أملاً بتاتاً بأن هناك من يُعمّر مساجد الله بالذكر والسبب ببساطه أن هذه المساجد إلى ما قبل الإفطار تكون شبه فارغة، فالصائمون بالكاد يدركون صلاة العصر في الجامع بسبب حبهم للمخدة والنوم في شهر العبادة ولكن مع قُرب مدفع الإفطار ينقلب الحال، حيث تكتظ المساجد بالصائمين وبين لحظة وأخرى تتحوّل الجوامع إلى مطاعم، كيف ذلك وكل صائم يجلب معه إلى الجامع مع التمر أصناف أخرى من الأكل وتمتد سفره "حنّانه طنّانه" وكأن الكل في شعبانية أو أنهم صائمون شهراً كاملاً والأكل كان معدوماً وظهر.. وليس هكذا فحسب، فالجميع لا يهتم بالمؤذن إلا في هذا الوقت وأكثر منه في وقت الإمساك وقد يصل الأمر إلى سب وشتم المؤذن لو تأخر بالأذان،هذا إلى أن البعض لا ينتظرون الأذان ويفطرون مع طلقة المدفع وبسم الله...
المشكلة الأكبر تتمثل في نوعية الأكل الذي يفترشه الصائمون والذي يتنوع، فذاك يحمل كبسة رُز وذاك سمبوسة وباجيا وسحاوق ولحوح و حامضه وشفوت و...(جِر لك يا أبي جِر)!!
وطبعاً هذه الأكلات لا تخلو من روائح الثوم والبصل والتي بعدها تتعطر أفواه المصلين وتنفر الملائكة من الجامع.. فهل من المعقول أن ينسى المُصلي أن رائحة فمه تؤذي الملائكة قبل المُصلين؟؟أم أنها والسلام((مقبرة ما ترد ميت)) والمهم أننا فطرنا!!
 أكثر ما يشد أنظارنا في البلدان الأخرى هو الذوق العام والروحانية في هذه اللحظات (لحظات الإفطار)، فمثلاً في السعودية لا نجد بأرض الجامع سوى التمر والماء والقهوة المُرة وإن وجدت أشياء أخرى فتكون خارج الجامع بحيث لا تصل روائحها إلى أنوف المصلين وجدران المسجد والأجمل من هذا كله أن الأيدي تجتمع وترتفع بالدعاء وقت الإفطار في الوقت الذي فيه الأغلبية عندنا ينسى فضل الدعاء وقت الإفطار بسبب همنا لبطوننا وبماذا سنُعبئها..
أما بعد العشاء والتراويح، فالمساجد إن لم تُغلق فإن بابها يكون مفتوحاً فقط للتهوية ونادراً ما نجد جامع تُحييه القلوب الخاشعة، فتُقام فيه جلسات الذكر وهذا ما تفتقده جوامعنا والسبب باختصار هو (زنابيل) القات والمداكي التي تنتظرنا أو المسلسلات التي ننتظرها و التفاريط بالأسواق فتسرق الوقت الثمين من تحت أيادينا ونحن لا نُفكر سوى بالأكل والنوم والتسلية ونتناسى أننا في شهر كريم يزورنا سنوياً وتنقضي أيامه كحبات المسبحة بكرمها وثوابها ونحن نعد أيامه فقط هرباً من الجوع والعطش...
اللهم كما بلغتنا أول رمضان فبلغنا آخره وتقبّل صيامنا وصلاتنا وقيامنا واختم بالصالحات أعمالنا ولا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا...آمين اللهم آمين...

في السبت 20 أغسطس-آب 2011 04:04:23 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=65374