للفقراء كرامة أيضاً
جواهر الظاهري
جواهر الظاهري
         
محمد المحمدي مذيع محبوب عند أغلبية مشاهدي الفضائية اليمنية لبساطته وقرب ما يقدمه من برامج من حياة الناس وهمومهم ولاشك أنه أراد من برنامجه (أحلام البسطاء ) مساعدة المحتاجين وإدخال السرور إلى قلوبهم بالذات ونحن في شهر الرحمة، لكني هنا أود أن أذكر الأستاذ/ محمد أن الله سبحانه يحب أن تكون الصدقات سراً، قال جل وعلا (إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم)، وما يحصل في هذا البرنامج هو كشف لأسرار الناس وتشهير بهم مما يجعل المشاهد يشعر أن كل الحكاية ما هي إلا دعاية لمؤسسة الصالح التي يتردد ذكرها في البرنامج بشكل ملفت ومزعج وأود هنا أن أذكر القائمين على البرنامج أن المساعدات التي تقدمها مؤسسة الصالح هي في النهاية من أموال الشعب أو من الهبات المقدمة من مؤسسات خيرية خارجية وهذا أمر لا يخفى على أحد؟ فلما كل هذا التطبيل للمؤسسة وفي هذا الوقت بالذات؟ ولما لا تقدم مساعداتها للمحتاجين بشكل يحفظ لهم كرامتهم ويصون إنسانيتهم إن كانت نواياهم خالصة لوجه الله تعالى؟ وعليهم أن يعلموا أن هذا من واجباتهم أصلاً وليس فضلاً منهم، لأنهم أولياء الأمر وهم من يملك ثروات البلد وخزائنها ولو كان هناك عدلاً لما وصل الناس إلى هذا الحال الذي يدمي القلوب من الفقر والحاجة في بلدٍ كان يسمى ذات يوم "اليمن السعيد".

  • وقفة:
شهر رمضان هو كنز منحنا إياه المولى لنطهر القلوب ونجدد إيمانها وهو فرصة ثمينة نتذكر فيها أننا مسلمون أمرنا بالتراحم والتعاون فيما بيننا، فكيف يعقل أن نتقاتل في شهر الرحمة؟ وأي قلوب يملكها أولئك الذين يسمون بالحرس الجمهوري وهم يصوبون بنادقهم تجاه الأبرياء ليردوهم في لحظات إلى قتلى دون ذنب أو جريمة ارتكبوها سوى أن احدهم مر من طريق القصر الذي يحتمي فيه مدير الأمن؟ وأي مدير أمن يتخفى من الناس؟ وكيف يمكن له أن يمنحهم الأمن والأمان وهو من يتسبب في قتلهم؟ وكيف لمدير امن أن يسد أهم شوارع تعز ويتسبب في ازدحام خانق للمدينة فقط لأنه يريد حماية نفسه ممن يفترض أنه يحميهم؟.
لمدير أمن تعز وحراسه ولمن هو مسؤول عنهم أقول: خافوا دعوة امرأة ثكلى حرمتموها الفرحة بقدوم العيد، لأنكم اغتلتم منها ابناً أو زوجاً أو اخاً في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ولا سلطة.
في السبت 20 أغسطس-آب 2011 04:05:17 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=65376