لن تُقتل روح الثورة فينا
علي سعيد حسان
علي سعيد حسان

عبثاً تحاولون إصابة الروح الثورية فينا، ستبوء محاولاتكم بالفشل الذريع، لن تستطيعوا إعادتنا إلى الوراء قيد أنملة ولن نعود القهقري مهما بثثتم سمومكم بيننا، أيها المنتفعون الصغار المتناثرون هنا وهناك ولن نزداد إلا إصراراً وعنفواناً وقوة إلى قوتنا، فلا تحاولوا أيها البائسون فإننا لن ننثن ولن ننحن أبداً، فهدفنا عظيم وأملنا كبير وغايات ثورتنا أكبر وأسمى مما يجول في خواطركم المحشوة بعفن العبودية وذل الانكسار.
ثمة أناس لا هم لهم سوى بث الأكاذيب واختلاق الأراجيف والتنكيل بالآخرين، محاولين بكل ما أوتوا من قوة وأد ثورتنا العظيمة وإطفاء نورها الذي شع وسطع وتوهج في كل أرجاء اليمن، مكتسحاً عتمة ليل أسود حالك الظلام في حياتنا نحن اليمنيين على مدى ثلاثة وثلاثين عاماً، فلتحرثوا في البحر أيها القابضون ثمناً بخساً دراهم معدودة على حساب آدميتكم وحريتكم وإنسانيتكم ومستقبلكم ومستقبل أبنائكم وأهاليكم ومستقبل الوطن اليمني برمته، أما نحن فقد جعلنا من تحقيق الثورة حصان طروادة الذي يوصلنا إلى قيم الحرية والعدالة ونيل الحقوق ولن نحيد أو نميل عن ذلك ما حيينا.
إن للحرية ثمناً غال وقد دفعناه شلالات من الدماء الطاهرة الزكية التي أزهقت في كل ساحة من ساحات الحرية على امتداد ترابنا الوطني من صعدة حتى المهرة، وما هولوكوست ساحة الحرية في تعز وجمعة الكرامة في ساحة التغيير بصنعاء وعدن وحضرموت ...إلخ ببعيد، وإن الأمر الذي لن نتردد فيه للوصول إلى نهاية ثورتنا هو إزهاق مزيد من دمائنا إن تطلب ذلك، فعلمنا اليقيني أن الحرية مجموعة قيم لا تقدر بثمن، فهلاّ نطقتم خيراً أيها الصغار المنتفعون وإلا فلتصمتوا ولتغلقوا أفواهكم الناعقة بكل قبيح وزيف، لأنه من قبل ومن بعد لن يكون بمقدوركم وقف عجلة الثورة التي دارت إلى الأمام ولن تعود إلى الخلف، مضت الثورة إلى الأمام مأمورة من أجل استعادة الاعتبار لكرامة وآدمية الإنسان اليمني الذي امتهنت كرامته وسلبت حريته وحقوقه على مدى عقود من الزمن، ولأننا قد عاهدنا الشهداء وآتيناهم موثقاً أن لا ندع دمائهم المزهقة العطرة تذهب هباءً وسدى.
وإن نكثنا بما عاهدنا عليه شهداء الثورة نكون عندئذ قد خنا عهودنا ومواثيقنا وخنا دماء الثوار الأحرار ولم ننجز الثورة التي رووها بدمائهم لننعم بالحرية نحن ولنسدل الستار على أسوأ فترة حكم مرت بها اليمن على الإطلاق.
كل ما أسلفناه آنفاً وما سنأتي على ذكره لاحقاً هو رياكشن طبيعي من لدنا على محاولات قتل الجرينتا لدينا من قبل أولئك الناعقين بكل شر والذين يريدون العودة بنا إلى زمن العبودية والذل ومصادرة الحقوق، زمن التسبيح بحمد الحاكم الفرد الذي أتى على كل شيء فجعله ملك اليمين، ألا فلتعلموا ولتعلموا أن أمر الثورة قد نفذ وأن الطاغية قد ولى وانقضى عهده إلى غير رجعة رغماً عنكم وعن أعتى قوة رجعية، إيديولوجية، ثيوقراطية، راديكالية، عدوانية في المنطقة.
أخيراً.. أود إرسال رسالتين هامتين هنا إلى كل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية واللتين نصبتا نفسيهما وكيلتان حصريتان عن الشعب اليمني الأبي العظيم، مفادهما أنكما لستما وصيتين علينا، فلسنا قصاراً حتى يقرر لنا الأجنبي ماذا نفعل وكيف، فنحن اليمنيون أدرى بمصالحنا ونحن الذين نقرر ما نريد فعله بأنفسنا، كما ونحن اليمانيون الأكثر منكم عراقة والأقدم حضارة وتاريخاً ووجوداً، ونحن أصل العرب شاء من شاء وأبى من أبى، فلتتعايشوا معنا وفق مصلحة الشعب الجمعية لا وفق مصلحة الحاكم الفرد، لأن زمن الفرد انتهى وجاء دور الشعوب، فلتحذروا غضبنا ولتتقوا ردة فعلنا نحوكم وبكل فخر واعتزاز أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر بين أيديكم، فانظروا فيما تفعلون وفكروا كثيراً كثيراً حين تقررون، فأنتم جميعاً في حضرة ثورة الشعب الأصيل، أيها المرجفون المتآمرون المنتفعون على حساب القيم الإنسانية السامية النبيلة، قيم الحرية والعدالة.
في الثلاثاء 13 سبتمبر-أيلول 2011 04:05:08 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=65599