سلمية الثورة..ودموية النظام
جواهر الظاهري
جواهر الظاهري

ثورة سلمية أرادها الشباب, كذلك ليثبتوا للعالم أن في اليمن الذي يهتم أهله بامتلاك السلاح أكثر من اهتمامهم بتوفير قوت يومهم،إلا إن فيه أيضاً أناس يدركون جيدا خطر السلاح ويعرفون حق المعرفة قيمة الأمن والأمان وهم من حرم منه طيلة سنوات أعمارهم
أرادوها سلمية لأنهم قد سئموا الحروب وعافوا روائح الدماء وكرهوا منظر الخراب وسماع أصوات الرصاص،لذا ابتدعوا طريقة جديدة استقوها ممن سبقوهم من جيلهم الحالم بالتغيير ثورة سلمية لا موت فيها ولا دمار ولا خراب فقط أرادوا أن يقولوا للعالم نحن ايضا بشر وقادرون على صنع ثورة متحضرة في محاولة مستميتة منهم لخلق حياة كريمة وآمنة لكل فرد في هذا البلد أيا يكن لونه وعرقه ونسبه
بدأوا ثورتهم سلمية عفوية لم تخطط لها قوى خارجية ولم تقدها ايدٍ ملوثة بأحقاد السياسة واطماعها التي لاتنتهي،إنما كانت بأيدي شباب ارادوا أن يثبتوا للعالم ولأنفسهم أنهم يستطيعون العيش بطريقة متحضرة ومختلفة لما رسمها لهم نظام بائس عمل طيلة فترة حكمه على زرع الفتن وغرس الأحقاد بين أفراد الشعب الواحد ليوهم نفسه قبل الآخرين أن هذا البلد لا يكون ولا يستكين إلا بوجوده وببقاءه حاكماً على رقابهم،أرادها الشعب سلمية ولكن النظام جعلها موتاً يخطف الأرواح ويلطخ بالدماء وجوه صغيرة حالمة بمستقبل جميل..أرادها موتاً وخراباً ظناً منه أن أولئك الشباب الذين خرجوا من بيوتهم وافترشوا الشوارع والأرصفة سيصابون بالخوف واليأس ويعودون إدراجهم مستسلمين لوهم يراه الحاكم وحده كحقيقة وهو أن " علي" يجب أن يبقى وإلا فإن الشعب سيموت قتلا وذبحاً
ثورتنا سلمية ولكن مع حاكم عاش على الدم والقتل وتحول من راع إلى مغتصب, فكيف تكون ثورة سلمية مع من لا يفقه معنى ثورة ولا يعرف من الديمقراطية إلا اسمها كيف تكون ثورة سلمية ضد حاكم يعتبر البلد ارثاً وملكاً له وحده سيقاتل من اجله ويموت دونه وكيف لحاكم بهذا الجهل وغباء لا يفهم إلا لغة الدم ولا يسمع إلا لصوت البندقية, كيف له أن يفهم أن الناس إذا ما خرجوا إلى الشارع ليطلبوا منه الرحيل عن وطنهم عليه أن يستجيب طوعا أو كرها وليس يعنيه من الأكثر من خرج رافضا لحكمه ممن بقي على عماه, راغبا في بقائه, أما لجهل أو لمصلحة
سؤال يطرح نفسه بشدة،هل تنفع ثورة سلمية مع نظام كهذا ان كانت قد اتت ثورة تونس ومصر ثمارها بطريقة سلمية, فذلك لان من حكموهم يملكون شيئاً من الوعي والحكمة مكنتهم من الخروج عن سلطتهم بأقل الخسائر الممكنة
أما نحن فهيهات أن يفقه علي ونظامه أن عهده قد ولى وان لا رجعة له إلا إذا استطاع أن يرجع بعقارب الزمن إلى الوراء
ثورتنا ربما ستكون هي الأطول بين ثورات الشعوب لان من حكمنا لا مثيل له بين حكام الأمم كافة.
 وجع الحروف...
يا دماء الثائرون الزكية اغسلي عار السنين
واطمسي عهد الظالمين
وعطري القادم الجميل
بروائح الياسمين
في الثلاثاء 20 سبتمبر-أيلول 2011 04:53:18 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=65671