الطفولة المنكوبة ....
أحلام المقالح
أحلام المقالح

أطفالنا في اليمن أطفال منكوبون يعيشون أوضاعاً لا يتوفر فيها الشروط الضرورية للبقاء والصحة والنمو، فنجد أكثرهم يعيشون في ظروف تفتقر إلى ضروريات الحياة، ناهيك عن إفتقار طفولتهم إلى الدفء وحياتهم إلى الإثارة ...
طفولة منكوبة تجدها خارج المنازل أو داخلها , أطفال يتسكعون في الشوارع أو في مواقع العمل  كأفران الخبز وورش السيارات والمزارع وشواطئ صيد السمك، فبات أطفالنا مشردين ومهملين وسَخره!!!
الأطفال المشردون من بيوتهم سكنوا الشارع , وتمت مقابلة البعض من الذكور ومع أن لكل منهم تجربته الخاصة إلا أن التشابه واضح جداً فيما بينهم، فالجميع يفتقدون العناية الصحية فتنعدم النظافة في الأجزاء الظاهرة من أجسادهم، بالإضافة إلى إتساخ وتهلهل ملابسهم ...
الجميع محرمون من التعليم فيقضون أوقاتهم في أجزاء محددة من المدينة وينامون حول المساجد والأسواق القديمة إذا توفر فيها الضوء والضوضاء والغالب تجدهم ينامون في مجموعات سعياً للشعور بالأمن والأمان ...هؤلاء الأطفال يسترزقون إما بالتسول في أسواق القات والتقاطعات الرئيسية حيث أضواء المرور وأثناء صلاة الجمعة فتجدهم يتسابقون لأبواب المساجد الكبيرة للتسول أو بالقيام بأعمال خدمية هامشية مثل مسح زجاجات السيارات وغيرها التي باتت طريقة للتسول لا تُقبل من الأطفال ,,, من خلال رؤيتي فصنعاء وتعز وإب أكثر المدن ازدحاماً بالأطفال المشردين ..
أما الأطفال المهملين هم أطفال يقضون أوقاتهم في الشوارع دون فعل شيء ودون إشراف أو متابعة أولياء أمورهم وقد تقل نسبتهم في بلدنا , إهمال الطفل من قِبل أسرته يجعله يجوب المدينة طوال اليوم ويفعل ما بدا له ولا يدري أحد كيف يتعامل مع الغرباء وكيف يقاوم مغريات الانحراف (الشذوذ الجنسي والتدخين وتعاطي القات والمشروبات الكحولية والمخدرات) وكيف ينتهي به الأمر وغالباً ما يأتي هذا بسبب ارتفاع عدد الأطفال في الأسرة أو الطلاق وتعدد الزوجات ..
النوع الأخير من الطفولة في اليمن هم أطفال السَخره وما أكثر الذين يقضون أوقاتهم في العمل للآخرين على حساب سلامتهم وتعليمهم ونموهم , هؤلاء يعيشون الكفاف ومنهم من لا يحصل على الطعام إلا ما يسد رمقه ويمكننا أن نميزهم في شريحتين أحدهما متفرغة لعمل من الأعمال المألوفة التي يمارسها الكبار والمجموعة الثانية متفرغة للتسول ...
بصفة عامة إهمال وترك مسؤولية تربيتهم لمصادفات الشارع أخطر المشاكل التربوية في اليمن، فيحتاج مثل هؤلاء الأطفال إلى حملة وطنية، خاصة وأن مئات الآلاف منهم يعيشون أوضاعاً تعرض صحتهم البدنية والنفسية إلى مخاطر جسيمة ورفع مستوى الوعي لدى الأهالي بأهمية الاهتمام بأطفالهم مهما كانت الظروف تربوياً ونفسياً، فهذه الخطوة الأولى لإنقاذ الطفولة في اليمن (طفولة منكوبة)!!!
في السبت 08 أكتوبر-تشرين الأول 2011 05:25:24 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=65863