سفراء أغبياء وحُكم يحتضر
محمد علي محسن
محمد علي محسن
هل تذكرون خطبة علي عبدالله صالح القلقة جداً على الوطن والمواطن؟.. في ذاك الوقت وحين شعر الرجل بخطر صناديق الاقتراع على سلطته ومركزه كان أن أسمعنا خطبة شهيرة محذرة من وصول المعارضة ومرشحها الفقيد المهندس/ فيصل بن شملان - الذي مات غلباً وكمداً من التزوير- إلى البنك المركزي ووزارة الكهرباء والاتصالات والنفط وغيرها من المؤسسات الإيرادية الحيوية، فالسلطة بالنسبة للرئيس لا تعني سوى الزلط الذي لا ينبغي إهداره وإنفاقه من واحد غيره، فكل هذه الملايين البشرية ليس فيها رجل واحد مؤتمن على ثروته وماله.
اليوم يكرر صالح ذات الخطبة العصماء، فعلى ما يبدو أنه وكلما ضاقت عليه سبل البقاء في الحكم عاد يحدثنا عن سيرته الأولى، إنها ذات الكلمات الخائفة القلقة على البنك والكهرباء والضرائب والاتصالات والنفط، لا شيء في هذا البلد أهم أوراق البنكنوت، كأن الرئيس هو نفسه الذائد الأمين عن خزينة البنك المركزي.
مرتان اثنتان رأيت فيهما الرئيس متحدثاً عن كوامنه الداخلية النفسية والذهنية وبكل صدق وتجرد من أية اعتبارات، المرة الأولى كانت أثناء الدعاية لانتخابات الرئاسة 2006م وتحديداً في مهرجانه المنظم في محافظة صعدة، المرة الثانية كانت يوم أمس الأحد في صنعاء، فلقد حذر من إرهاب القاعدة في حال وصلت المعارضة إلى الحكم،مرتان فقط كان فيهما الرئيس صادقاً مع ذاته وشعبه، فباستثناء هاتين المناسبتين لم أجده سوى مراوغا ومخاتلاً.
هكذا إذن المسألة، فالسلطة لدى القائد الرمز لا تعني أكثر من رزم نقود سيتم نهبها وسرقتها، يا رحمتاه لهذا الشعب المغفل المسكين الذي لا يعرف أين مصلحته؟ يا لبؤس اليمنيين بعد رحيل صالح وعائلته! يا لخراب البيوت والمؤسسات والممتلكات إذا ما جاءت الثورة بالمعارضة إلى الرئاسة!.
 يا لهؤلاء السفراء الأغبياء السذج الذين لا يعرفون أين فرضة نهم ولا يعرفون أين هو نقيل ابن غيلان ولا يعرفون ما يحدث في جبل الصمع أو في فريجة ولا ما يحصل أثناء المسيرات من إطلاق نار وارتكاب حماقات واحتلال مساكن المواطنين والمرتفعات ولا نهب متاجر الذهب حق المواطنين ولا يعرفون قطع الطرقات"..
 يا لتعصب مجلس الأمن الدولي ودول الخليج! فكل هؤلاء لا يدركون بأنهم يدعمون انقلابيين على الشرعية الدستورية وإرهابيين من الطراز الأول، لن أوقع ولن أرحل عن دار الرئاسة حتى يصير الدم إلى الركبة، ليذهب الشعب اليمني إلى الجحيم ويبقى الزعيم المشير، يا لهذه المأساة والعاقبة التي حلت باليمن وأهله! فهل كان أحدكم يتصور أننا لا نساوي قرشاً واحداً من دون هذا الرئيس المرفوض شعبياً وسياسياً وإقليمياً ودولياً؟.
كان الحاضرون ينتظرون من رئيسهم أن يسمعهم خطبة وداع أخيرة تتواءم مع الثورة الشعبية العارمة المطالبة بإسقاطه ورموز نظامه، ما حدث كان مخيباً ومحبطاً ولحد القرف والمهزلة، لا شيء تبدل أو تغير سوى أن الرئيس في مثل هذه الأحوال يكون صادقاً ومحقاً بما يقوله، فالسلطة بتعريفه لا تعني إدارة الدولة وشؤونها وبما يعود بالفائدة والنفع على المحكومين بل تعني البنك والصندوق والزلط لا سواه، شخصياً أظن الرئيس سيقتل ويدمر ويخرب ما بقيت هذه الثورة مهددة بزوال حكمه.. ربما أعتقد خطأ بأنه ابرع وأذكى واهم من الجميع، يمكنه أن يبقى لبعض الوقت ؛لكنه لن يحكم اليمن وشعبه بعد أن صار اليمنيون يعلمون ويدركون كافة أساليبه ووسائله المخادعة والملتوية. 

في الإثنين 17 أكتوبر-تشرين الأول 2011 04:53:51 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=65970