ثلاث خيارات هل يكون اليمن خياراً رابعاً
محمد حمود الشرجي
محمد حمود الشرجي

من زهور الربيع العربي قطف العرب ثلاث وردات لثلاثة نماذج رئاسية في ثلاث دول فكانت وردة تونس بيضاء بهروب بن علي وبدون دماء أو قتل وكانت وردة مصر بنفسجية بقليل من الدماء لطخت تلك الوردة واختار رئيسها البقاء ويواجه المحاكمة عن سبب تلطيخ تلك الوردة التي كانت بيضاء وتحولت إلى اللون البنفسج، وقطفت الليبيون وردتهم الحمراء المليئة برائحة الدم الجيف على كل أو معظم المدن الليبية كان على إثر ذلك اللون نهاية رئيسها كما اختار لنفسه لون تلك الوردة الحمراء، لون الدم ونهاية بقتل. وتتجه جميع الأنظار إلى سوريا واليمن على أي لون سيقع خيار رؤسائها برغم أن الوضوح قد يكون أكثر في النظام السوري وخياره الذي قد يكون في اليمن غامضاً نوعاً ما برغم أن هناك مؤشرات ودلائل تصب في الضبابية التي قد تحجب نوع الاختيار لوردة الربيع اليمني فمن باب تتولد القناعات لأركان النظام بسقوط وتهاوى الأنظمة في الدول العربية التي لم ولن تصمد أمام إرادة الشعوب تتنامى قناعات أخرى أمام جيل من المراهقين السياسيين المتحمسين الذين لم يعوا المرحلة وطبيعتها وأن عهد هذه الأنظمة قد ولى وأنه لا بد من قادم جديد بروح جديدة يبعث لهذه الأمة روحاً جديدة ودماء جديدة تنعش الجسد المنهك. ومن خلال النماذج السابقة للأنظمة أو الحكام الذين سقطوا نلحظ ثلاثة نماذج "الهروب ـ المحاكمة ـ القتل" ونضع هنا سؤالاً مهماً أي، الخيارات سيختار الحاكم في اليمن وهل سيستطيع تقديم نموذج رابع ويشذ عن هذه القاعدة وهذا النموذج يقوم على أساس انتقال للسلطة وفقاً لما هو متاح من خيارات "مبادرة خليجية ـ حوار صادق مع المعارضة" ضمانات عربية ـ ضمانات دولية .. الخ" من الخيارات المتاحة لنقل السلطة بصورة سلمية بلا محاكمة أو متابعة أو ملاحقة على أساس أن يكون نموذجاً فريداً لنقل السلطة بدون محاكمة وبدون قتل.

في السبت 29 أكتوبر-تشرين الأول 2011 04:17:17 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=66073