مكرم الطليعة.. واثق الخطوة يمشي مَلِكًا
عبدالهادي ناجي علي
عبدالهادي ناجي علي

عودة الطليعة من تعز إلى مصاف أندية الأولى لم تسعد أبناء الطليعة فحسب، بل أسعدت قلوب الكثيرين ممن يريدون لأندية تعز أن تكون كلها في الأضواء.. كثيرون - بدون شك - ساهموا في عودة الطليعة وفي مقدمتهم الإدارة والجهاز الفني واللاعبين وجمهور إلا أن هناك من كان يدير العملية بعقلية المتطلع لتحقيق منجز الصعود أكثر من كل من سبق ذكرهم، فهو بتحقيقه للصعود وعودة الطليعة إلى الأضواء - بدون شك - سيضيف الجديد إلى رصيده ورصيد الطليعة الغائب عن النجومية لسنوات مرت من تاريخه.
يشكل المدرب الوطني نبيل مكرم العلامة البيضاء في سجل الطليعة وغيره من الأندية التي تعمل معها كمدرب وحقق معها النتائج الإيجابية.. نبيل مكرم اليوم يعتلي صرح الصدارة، هو وفريقه ويعيش الفرح بتحقيق الصعود للفريق الأبيض العائد معه على بساط الريح إلى مربع التنافس على النجومية مع شركاء المرحلة القادمة (الدوري العام).
نبيل مكرم هو مدرب وطني حقق الكثير من النتائج الإيجابية مع فرق عديدة محلية دربها آخرها طليعة تعز، والإشادة في هذا الموضع قليلة بحقه بقدر المنجز الذي تحقق للطليعة بقيادته وبدعم إدارة تطلعت للمستقبل، فخططت له وحققت ما تمنت يساندها جمهور متعطش للعودة السريعة للأضواء.. مكرم مدرب وطني يعاني من كغيره من المدربين الوطنيين التهميش والتطنيش والإهمال ولو كان منجز الطليعة تحقق مع مدرب آخر غير يمني لكانت العدسات صوبت نحوه، ولكان الكثير تسابق للظفر بحوار أو تصريح مع ذلك المدرب الأجنبي، ولأن نبيل مدرب وطني صامت فإن أقل ما يمكن أن نقدمه له من خلال هذه السطور هو أن نثني عليه ونقدمه للقراء كمدرب حقق سمعة طيبة له، وأعاد الثقة بالمدرب المحلي من خلال ما تحقق لطليعة تعز.
نبيل مكرم مدرب لديه رؤية وأفكاره، وله مساحة من الوقت يتابع ويهتم بتطوير ذاته من خلال الإطلاع والمتابعة للجديد عبر وسائل تقنية حديثه قلما تجد مدرب محلي يبحث عن مصادر تطوير ذاتية لنفسه، لكن مكرم استطاع أن يفرض نفسه على الساحة الرياضية بعطائه مع الفرق التي دربها سواء في تعز أو خارجها في شبوة وإب، وبما تحقق له يقول عبر ذلك المنجز للمعنيين الذين يهملون المدرب الوطني.
إلى متى ستظلون تهمشون الخبرات المحلية؟!.. وإلى متى سيظل المدرب المحلي أسير أمزجة المسئولين عن الكرة اليمنية، فلاهم مشاركون مع منتخبات ولا هم مع أندية؟!.. إن المدرب المحلي اليوم يعامل كأي عامل يمني من حيث الأجور، وتمتهن كرامته بقليل من الريالات أمام التذلل والتدليل للمدرب الأجنبي الذي (يقرط) الأخضر واليابس دون أن يضيف أي جديد للكرة اليمنية عما سيضيفه المدرب المحلي.
نبيل مكرم رفع هامته وأضاف إلى سجله إنجازا جديدا بعودة طليعة تعز، وهو الآن أمام خيارين إما أن يواصل مع الطليعة في الأضواء أو يتركه لغيره.. وما بين الخيرين يظل السؤال لو فكر المكرم في ترك الطليعة هل سيكون خليفته مدرب محلي أم سيكون عربي أم أجنبي؟!!.
نبيل مكرم اليوم يعيش نشوة الفرح (واثق الخطة يمشي مَلِكا)، ومن حقه أن يفخر، ومع ذلك كان فخره تواضع وابتسامة، ولم يكن غرور وتعالي، حقق الصعود فصعد معه اسمه ولمع نجمه، حقق الفوز ففاز بحب جماهير الطليعة وكسب قلوبهم بما كان من الفرح الذي أدخله عليهم بتوفيق من الله له ولفريقه في تحقيق طموح وحلم العودة إلى الدرجة الأولى.. نبارك له وللطلعاويين المحبين لناديهم.

في الإثنين 14 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 02:42:24 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=66222