اتحاد القدم.. دكتاتورية موجهة!!
عبدالهادي ناجي علي
عبدالهادي ناجي علي

القرارات التي خرج بها مجلس إدارة اتحاد كرة القدم أمس الأول الإثنين عكست مدى (دكتاتوريته) الموجهة نحو الأندية التي يفترض أن تكون لها كلمتها الفصل فيما يقوم به الاتحاد، وما يصدر من قرارات مجحفة بحقها، فالاتحاد بدون الجمعية العمومية لا شيء لو كانت هناك فعلا جمعية عمومية؟!.
البلاد دخلت في دوامة ومواجهات أزهقت الأنفس، وسالت الدماء خلالها، فخلفت حالة من الرعب والذعر وأقلقت الأندية من التحرك بين المدن، ونتيجة لذلك قررت عدد منها أن تتوقف عن مواصلة الدوري لأسباب كانت كافية أن تحرك الشعور بالخوف الذي تملك الأندية لدى من له قلب، ولكن المواقف والحسابات السياسية طغت على الحقيقة وألزمت الأندية التابعة والموجهة بـ(الريموت) باستئناف الدوري الذي انتهى بلا طعم أوشم أو رائحة.
ويوم صدور قرار الاتحاد بحق (حسان والصقر والرشيد) وتهبيطهم إلى الثانية قلنا (معليش) الاتحاد يريد أن يثبت قوته على أمل أن تتحرك الجمعية العمومية (الأندية) بعد القرار ذلك لإسقاط، وإلغاء القرار بعد ذلك عن تلك الأندية، لكن نفاجأ أن مجلس الإدارة بدأ بالتلويح بعصاه (عدم قبول أية مقترحات مطروحة من قبل بعض الأندية بخصوص إصدار قرار بإلغاء هبوط أندية الدرجة الأولى الصقر تعز والرشيد تعز والوحدة صنعاء وحسان أبين ) مبررا بـ(كون ذلك يخالف اللوائح ويشكل عبئا ماليا ثقيلا في حال رفع عدد الأندية إلى (18) ناد بالإضافة إلى أن أمر ذلك لا يتم دون موافقة الجمعية العمومية في حال موافقة مجلس الإدارة.).. انظروا كيف تمارس الدكتاتورية الرياضية!!.. أيهما أعلى.. مجلس الإدارة أم الجمعية العمومية؟!.. كان أفضل للاتحاد أن يراعي ظروف الأندية، ويحترم رغبتها لو طلبت مناقشة قرار إلغاء الهبوط للظروف التي عاشها الكل وخاصة حسان أبين الذي عاش لحظات حرجة بسبب الأوضاع الأمنية هناك فلم يكن لديه مفر من التوقف عن مواصلة الدوري، ويليه الرشيد والصقر، فالظروف التي مرت بها تعز كانت كذلك كافية لمراعة الظرف الأمني حينها، لكن نظرة الاتحاد كانت غريبة الناس في قلق من التنقل والوضع غير مطمئن، فكانت رؤية الاتحاد لا تراعي مصلحة اللاعبين وظروف الأندية بقدر ما هي نظرة مصلحة لطرف واحد هو إرضاء ذاته وبالتالي استخدم سلاح الترهيب والترغيب مع الأندية في إكمال أسوأ دوري شهدته اليمن.
كنا ننتظر أن يراجع موقفه من مسألة الهبوط التي ظلمت فيها الأندية الثلاثة، لكن يبدو أن هناك حسابات أخرى لدى الاتحاد في إصراره بقراره عدم مناقشة الموضوع.. نتوقع أن يكون اجتماع الإثنين ذات جدوى في إعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي في الانتصار للمظلومين الثلاثة ومن لحقهم ظلم من الثانية، وهذا الأمر يتوقف على من يمثل الأندية في الاجتماع لا أن يكونوا (كمبارس) تمام يا فندم، فهم أصحاب الكلمة الأولى في مناقشة قضايا كثيرة ومنه قضية إلغاء الهبوط.. وفي حالة إصرار الاتحاد على موقفه فإنه لابد من تحرك جماعي حتى لو استدعى مقاضاته وإرجاع الحق لمن سلب منهم وإنصاف من ظلموا.

في الأربعاء 07 ديسمبر-كانون الأول 2011 04:59:43 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=66464