أنا عايز أعيش في كوكب ثاني
أحلام القبيلي
أحلام القبيلي

كم تؤلمني صور الظلم في هذا العالم، وما أبشع تلك الأحداث والمواقف الخالية من الرحمة والإنسانية التي تعرض علينا كل يوم..
لماذا يقتل الإنسان إنساناً مثله؟..
لماذا يعتدي الأخ على أخيه؟..
لماذا يسعد البعض بإذلال وقهر الآخرين؟..
لماذا يظلم بعضنا بعضاً؟..
لماذا أصبحت حياتنا كالغابة يأكل الكبير فيها الصغير، ويعتدي فيها القوي على الضعيف؟..
لماذا ماتت الرحمة في قلوبنا؟..
أي أخبار نسمع؟ وفي أي عالم نعيش؟..
زوجة أب تعذب أبناء زوجها حتى الموت، فتنزع أظفارهم وتحرق أجسادهم.. وابن يقتل أمه خنقاً وزوجة أخ تكيد لأخت زوجها وتتهما في عرضها.. وشاب يختطف طفلاً ليغتصبه ثم يقتله؟!.

صور مؤلمة:
جاءتني تحمل طفلة مكسرة العظام لم تتجاوز العامين، قالت إن عمها أبا زوجها هو من قام بهذا الفعل الشنيع، لأنه معارض لزواجها من ابنه.
وفتاة مسكينة غرها ذئب بشري لا يعرف لله تعالى حرمة ودمر حياتها.
وأسرة كريمة دمرت عن بكرة أبيها بسبب شاب بلا دين ولا أخلاق ولا إنسانية، نشر مقطع فيديو كان يجمع بعض فتيات الأسرة في مناسبة خاصة حصل عليه من ذاكرة كاميرا فيديو أُحضرت إليه لإصلاحها..
ربااااااااااااااااه رحماك.. رحماك يا الله.
ورجل يتزوج بأخرى، فيحرم أولاد الأولى من كل حق وكأنهم ليسوا أبنائه.
وصديق يتنكر لصديقه، فيخون الأمانة ويكشف الأسرار ويهتك الأستار أو يتركك تغرق في لجّ البحار.
هل هذا إنسان؟:
هي قصة طالما تكررت وسمعناها لأكثر من مرة مع اختلاف الأبطال، يذهب الأخ إلى بلاد الغربة، طالباً لقمة عيش هنية، فيشقى ويكد ويتعب ويضع الريال على الريال، ويحلم بذلك اليوم الذي يعود فيه إلى بلده لينعم بما أخفاه عن أخاه وشقيقه الذي وكله ببناء دار أو شراء حافلة، فيعود ولا يجد شيئاً ويا لهول ما يجد.. يجد أخ قد أخذ ماله وعقاره وأنكر ما استأمنه عليه..
ما أقسى دموع المظلومين وآهات المقهورين!!..
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى.. وصوت إنسان، فكدت أطير.
المفترسون:
جلست أنظر للطريق من سطح منزلنا في ظلمة الليل وأقول في نفسي: ما الذي يمنع إنسان أن يخرج في هذا الليل إلى الشارع؟.. هل الحيوانات المفترسة؟ أم الأشباح؟ أم شيء آخر؟.. وتجاوبني نفسي لن يمنع الإنسان من الخروج في مثل هذا الوقت إلا الخوف من إنسان مثله سكيراً أو قاطع طريق أو سارقاً أو مدمن مخدرات أو ربما مجنون.
يا لهذا الكوكب المضرج بالدماء، المليء بالجثث والأشلاء, الخالي من الرحمة والعدل والإنسانية.. كوكب المعارك والمجازر والمعتقلات.. وأجدني أردد مع القائل:
رافضك يا زماني
يا مكاني, يا أواني
أنا عايز أعيش في كوكب ثاني..
إضاءة:
يقول رب العزة: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرماً فيما بينكم فلا تظالموا".
ويقول صلى الله عليه وسلم: "الظلم ظلمات يوم القيامة."
مع تحياتي مع مواطنة يمنية عايزه تعيش في كوكب ثاني
alkabily@hotmail.com
في الجمعة 06 يناير-كانون الثاني 2012 01:49:35 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=66697