دموع باسندوه طهر الروح ونقاء القلب
فهد علي البرشاء
فهد علي البرشاء


كلنا نبكي.. كلنا نتألم..كلنا نتوجع..كلنا كان لدموعنا مناسبات,وكان لها أسباب,ربما خاصة وربما عامة..ربما مفرحة,وربما محزنة..لكنها في النهاية تجبرنا على أن نجهش بالبكاء ونذرفها بحرقة وألم..ولكن ما أجمل تلك الدموع حينما تكون من أجل الكل,وخوفاً على الكل..لا ننكر أن دموع الأم على طفلها تكون ذات أثر بالغ وتترك في النفس وقعاً خاص,وكذلك كل الدموع التي نذرفها حينما نفارق شخصاً أو نودعه..ولعل أجمل تلك الدموع التي تركت بداخلي شيئاً من التساؤلات والحزن هي دموع الأستاذ/ محمد سالم باسندوه, حينما ذرفها بحرقة وحسرة وقهر أمام الملأ وعلى مرأى ومسمع من العالم العربي والأجنبي ليؤكد لنا عدة أشياء منها أن قهر الرجال أشد الماً من أي شيء آخر وكلنا نعلم أن الرسول تعوذ من قهر الرجال لعلمه بمدى تأثيره عليهم,وبا سندوه ما ذرف دموعه إلا حسرة وحرقة وألم على حال وطن تمزق وأصبح أشتاتاً وكل محافظة فيه تغرد خارج سرب الوطن وتعاني من الحرمان ومن الجوع ومن الفقر ومن تردي الخدمات..وطن تناحر عليه أصحاب الكراسي والمناصب ومن يلهثون خلف الدنيا ومغرياتها وملذاتها ويخوون تلك الأمانة التي يحملونها على عاتقهم..وطن ذرف باسندوه دموعه لأجله حينما رأى دماء أبناءه تسفك,وخيراته تنهب,ومنازله تدمر ومصالحه تعطل والمتناحرون لا يكترثون بشأنه,بل ويستعذبون ويتلذذون بهذه الأفعال دون أن تتحرك منهم شعرة أو تهتز لهم قائمة, ولا يهم أن بات الوطن أشلاء وقتل كل أبناءه..حكومات توالت,وساسة توالوا,ومصائب ونكبات حلت بالبلاد والعباد ولم تسل أحداقهم دمعة واحدة,ولم تنتحب صدورهم أو تنوح أصواتهم على شيء,أما دموع با سندوه هي دموع براءة الروح وطهر الجسد ونقاء القلب وصدق النوايا والحرص على الوطن والخوف من الله..نوح باسندوه أمام الملأ ورغم كبر سنه دليل على دماثة أخلاق الرجل,دليل على معرفة الرجل بعظم المصيبة التي يعيشها الوطن واستشعاره بالخطر المحدق الذي يترصد.. باسندوه ناح وتكسرت الكلمات في فمه,ناح كالعظماء,ناح من القهر,ناح من الوجع,كان نوحه أبلغ من كل الكلمات التي يجيد كتابتها المتلاعبون باللغة..الدموع كانت خير شاهد لحالة الرجل المضطربة والقلقة على الوطن والخوف من أن تؤول حاله إلى الهلاك وينزلق إلى منعطف خطير ويدخل في أتون حرب أهلية تحصد كل شيء وتمزق البلاد كل ممزق ولا تذر فيه شيئاً يذكر غير الخراب والدمار والفوضى ورائحة الموت والجثث المتعفنة..باسندوه يكفيك فخراً أنك ذرفت دموعك لأجل وطنك وليس كما فعل المداهنون والمنافقون حينما ذرفوها لأناس لا يستحقون مثقال ذرة من شفقة أو رحمة.. fahdalbarsha2011@hotmail.com

في الثلاثاء 31 يناير-كانون الثاني 2012 03:23:45 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=66905