قل كل يعمل على شاكلته
أحلام القبيلي
أحلام القبيلي


قال سبحانه وتعالى":قل كل يعمل على شاكلته".
ويقول المثل:"كل إناء بما فيه ينضح".. وعندما مر عيسى عليه السلام على قرية وأخذ أهلها يشتمونه ويسبونه, قال حواريوه:ألا ترد عليهم يا نبي الله.
قال: كل ينفق مما عنده.
إحذر:
من الناس من تعطيه الدنيا والآخرة ولا يعطيك سوى بعض العواطف الزائدة والتي كان بحاجة إلى تصريفها كي لا تترسب في قلبه فتضره,فكما أن للجسم إفرازات إذا ترسبت شكلت ضرراً بالغاً عليه, كذلك الروح.. لذلك احذر أن يكون قلبك مقلباً لأي عواطف.
والعواطف ليست كلها إفرازات روحية, فهناك عواطف كاللؤلؤ كامنة في أعماق الروح لا تستخرج إلا بعد عناء طويل وعلى يدي صياد ماهر.
سهل:
من السهل علينا أن ننسى من لم يقدم لنا سوى عواطف خالية من أي تضحية ذلك الشخص الذي نتناساه وإن ذكرنا به كل شيء.
الحقيقة المرة:
من الحقائق المرة أن تكتشف بأنك ضحيت بعمرك وكل ما تملك من أجل من لا يستحق غبار التضحية ولكن بعد فوات الأوان وما أقسى أن يحصد غيرك ما زرعت يداك!!.
 
أبو وجهين أم قلب كبير
ذكر الدكتور عادل صادق أن الإنسان قادر على أن يحب أكثر من مرة أكثر من شخص وكل مرة يقع الإنسان في الحب يظن وكأنه يحب للمرة الأولى والأخيرة.
واثبت الدكتور أن الحب للحبيب الأخير وليس للأول كما يعتقد الكثيرون..لكن ماذا عن من يحب أكثر من واحد في وقت واحد,أنسميه أبو وجهين أم أبو قلب كبير؟؟.
سؤال:
وجهت هذا السؤال إلى العديد من الأفراد من مختلف الفئات, رجال ونساء, وجاءت إجاباتهم وآراؤهم متفاوتة في جوانب متقاربة في أخرى.
 
رأي الرجال :
يستطيع الرجل أن يحب أكثر من واحدة حتى وإن كان متزوجاً؛ بدليل أن الله عز وجل قد أحل للرجل من النساء مثنى وثلاث ورباع.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب السيدة خديجة رضي الله عنها حباً شديداً إلى جانب حبه الشديد للسيدة عائشة رضي الله عنها.
إذاً الرجل في هذه الحالة ليس أبا وجهين ولكنه أبو قلب كبير..أما المرأة فلا يحق لها ذلك مطلقاً شرعاً وعرفاًً وخلقاً وإذا فكرت في ذلك مجرد تفكير فإنها حتماً ستخسر الاثنين وأشياء أخرى.
 
رأي النساء :
لا يستطيع أي رجل أو امرأة أن يحب أكثر من واحد, لأنه "محد يحب اثنين إلا أبو وجهين"
ومن يحب اثنين لابد يختار, فالقلب لا يتسع لأكثر من واحد.
والدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج على السيدة خديجة رضي الله عنها حبه الأول
ولما توفاها الله عز وجل وتزوج بعائشة رضي الله عنها وأمهات المؤمنين كان يقول: اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما لا أملك.
 
اتفاق:
واتفق بعض الرجال والنساء على أن العلاقة الزوجية لا تقبل الشراكة أو التعدد وعلى أن " اللي يحب اثنين أكيد أبو وجهين".
أما العلاقة فيما بين الأصدقاء فهي قابلة للتعدد " ومن يحب أكثر قلبه أكبر", فبالإمكان أن تحب ألف صديق ورفيق ما دمت تؤدي لكل ذي حق حقه.
ولله در الشاعر حيث قال :
ليس كثيراً ألف خل وصديق
                 لكن عدواً واحداً فكثير
إذاً لا بأس علي إن أنا أحببت انسجام وسوسن وانتصار في يوم سعد واحد, لأن لي قلباً كبيراً يتسع لكل طيب وحبوب.
 
خواطر قبيلية:
من الناس من تزرع فيه كماً هائلاً من المبادئ والقيم والأخلاق ويأبى إلا أن يعمل على شاكلته..
ما فائدة أن تصفو لي الحياة بعد ما تكدرت نفسي.
 
 alkabily@hotmail.com 
في الثلاثاء 31 يناير-كانون الثاني 2012 03:34:13 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=66911