أبين.. بين من خذلوها وتساؤلات مواطنيها!!
فهد علي البرشاء
فهد علي البرشاء

كلنا نعلم حال أبين وحال أهلها,وكلنا نعلم أنها كانت كبش فداء وقرباناً أكلته نار السياسات والمنكافات والمكايدات ونزعة الانتقام والعداء لهذه المحافظة وأهلها البسطاء..ولو سلمنا جدلاً أنها تحررت من براثن المفسدين والمخربين وعادت الحياة فيها لطبيعتها وعاد أهلها إليها وتخلصنا كلياً من المعاناة التي رزح تحتها أهل أبين ردحاً من الزمن والتي كان سببها موت الضمير وعدم مخافة الله, وإيثار مصالح الذات على مصلحة الجماعة, واللهث خلف مغريات وملذات شخصية كانت دائماً على حساب المحافظة برمتها.. للأسف كان سادتها وكبرائها هم من أوصلها إلى هذا الحال وهذه النهاية التي منيت بها أبين وأهلها البسطاء والشرفاء الذين كانوا هم الضحية والطرف الخاسر في هذه المعادلة التي لم تكن يوماً متزنة أو متعادلة,بل كانت تميل لجهة السادة وكبار القوم وأصحاب النفوذ الذين لا زالوا حتى اللحظة يتربعون كراسي العروش,ويتقلدون المناصب ويزاولون أعمالهم ونشاطهم وكأن المحافظة لم يحدث فيها شيء ولا تعاني من ويلات الحرب التي أتت على كل شيء فيها وحولتها إلى مدينة أشباح وأطلال محافظة بالأمس كانت واليوم أصبحت لاشيء..
هؤلاء من ولوا الأدبار وقدموها على طبق من ذهب وتركوها عرضة للأخطار وفريسة سهلة للعابثين وللحرب والدمار..هؤلاء الذين احتضنتهم في الأمس وأمنتهم على خيراتها ومدخراتها كانوا أول الهاربين وأول الفارين, ولم يعقبوا ولم ينطقوا ببنت شفة,ولم يؤازروا المحافظة أو يقفوا إلى جانبها ويساندوها في لحظات ضعفها وانكسارها وضياعها,ولم يشفقوا على أهلها النازحين والمشردين الذين يذوقون صنوف العذاب والحرمان والجوع والفقر والحنين للوطن ولم ينالوا حقهم الكامل أو حتى أقل القليل منه بل ذهب إلى " كروش" السادة والمسئولين والى جيوبهم.
أما هؤلاء النازحين فلم يصلهم سوء فتات "لا يسمن ولا يغني من جوع" حتى بلغ بهم مبلغاً, ونال منهم العناء والحرمان والحزن والقهر,وسادتنا يفترشون الديباج ويلبسون الحرير ويسكنون الشقق المفروشة ويعتلون الفنادق الفارهة وينعمون بملذات الولائم والعزائم وأطايب الأكل,متناسياً كلياً المحافظة وما تعانيه والنازحين وكافة أهلها وما يقاسون ويتجرعون جراء النزوح والحرب الضروس التي تدور رحاها في المحافظة ولم تضع أوزارها حتى اللحظة,ولم يكلف هؤلاء السادة أنفسهم عناء الإدانة والتنديد أو حتى المواساة,متناسياً أنهم سيعودون يوماً إليها وأنها أمهم التي أرضعتهم من "ثديها" وأعطتهم خيرها ولا يجوز أن يكونوا "عاقين" لها، ناكرين معروفها وخيرها وفضلها بعد الله عليهم ولولاها لما وصولوا إلى ما وصلوا إليه وأصبحوا من سادة القوم وكبرائها..
تناسى هؤلاء أنهم يطمحون للعودة إليها محتفظين بمناصبهم ومكانتهم وأعمالهم، رافعين أنوفهم رؤوسهم، متباهين بأنفسهم وبمكانتهم,ولكن أنى لهم هذا؟ وبأي وجه سيدخلونها,ويمشون على ترابها؟ أنى لهم هذا وهم لم يحركوا ساكناً ولم يسكنوا متحركاً؟ وهل ستقبل هي بمن خذلها وتخلى عنها؟وهل ستعفو وستسامح كل من تآمر عليها؟هل سيقبل أهلها أن يحكمهم ويسير شؤونهم أناس لم يلتفتوا نحوهم,ولم يشعروا بمعاناتهم وألمهم وحزنهم؟ هل سيتناسون كرامتهم التي أهدرت وهم في المدارس والخيام والشوارع؟ هل سيتناسون عويل نسائهم وصراخ أطفالهم ودموع أمهاتهم وأنين أبائهم، لحظات جوعهم وسهدهم وأرقهم؟ هل سيقبل أهل أبين بالمفسدين والخربين وبمن يؤثرون أنفسهم ومصالحهم على حساب محافظتهم وأهلها؟هل سيقبلون بالمزايدين والمنافقين؟ هل سيقبلون بأصحاب النفوس المريضة وأصحاب المشاريع الصغيرة وأصحاب الأطماع الذين يضحون بكل شيء ويتخلون عن أي شيء في سبيل أن يحققوا غاياتهم وأهدافهم وأطماعهم ومآربهم؟ هل؟.
 وهل؟ تساؤلات تحتدم بها أفكار المواطنين، تبحث عن الإجابة عن أبين وأهلها، تحمل في باطنها الخوف الحرص والحزن على هذه المحافظة ليس فيه مصالح أو غابات أو أهداف وليس فيها حقد لأحد أو تحريض ضد أحد إنما هي معاناة نابعة من حرقة وقهر وألم على محافظة تنكر لها أهلها وتركوها تنزف وتئن وتتوجع..
fahdalbarsha2011@hotmail.com
في السبت 04 فبراير-شباط 2012 01:36:20 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=66950