من يصلح حماة البلد؟
جواهر الظاهري
جواهر الظاهري

أرادت مشيئة الله عز وجل أن يكون لثورتنا انتصار مختلف عن بقية الثورات العربية لن نقول إنها رغبة بعض الدول في تحديد الصورة النهائية التي خرج بها رئيس النظام ولكننا نوقن أنها إرادة الله وحده.
نهاية لمذاقها بعض المرارة في نفوس الكثير، لكن نرجع ونقول كما قال الكثيرون إنها أفضل من استمرار نزيف الدم الذي كان سيطول أمده في ظل تعنت الرئيس السابق وإصراره على البقاء تحت أي ثمن.
وطننا الآن منهك وفي مرحلة صعبة على الجميع، لذا علينا أن نوحد القلوب ونرص الصفوف ونبدأ بمرحلة العمل الجاد والمخلص لكي نعيد بناء هذا البلد بالصورة التي يحلم بها ذلك الجيل الثائر الذي ضحى وبذل في سبيل ذلك الحلم دماً وروحاً، وعلى من في السلطة أن يدركوا جيداً أنهم وصلوا إلى مقاعد الحكم بفضل تلك التضحيات الغالية كما أن على من ضحوا أن لا يقلقوا من مشروع الحصانة لأن هناك رباً اسمه المنتقم الجبار، يمهل ولا يهمل ومن حينها لا يستطيع أحد أمام قدرته أن يمنح قاتلاً حصانة ممن بيده ملكوت السموات والأرض.
البلاد الآن في حالة انفلات أمني وتدهور بيئي رهيب والكل مشغول بحكاية الانتخابات فقط، لا أدري لماذا الانتخابات مادام أن الجميع اتفقوا على مرشح وحيد لا منافس له لما إذن لا نركز الجهود في ما هو أهم وهو إصلاح الأجهزة الأمنية أولاً لأنها الجهاز الأكثر أهمية لارتباطه بأمن وأمان البلاد والعباد.
نعلم جميعاً حجم الفساد في هذا المرفق الهام، ليس فقط لأن أغلب الأمور فيه تسير بطريقة الرشوة والمحسوبية فحسب، ولكن الطامة الكبرى تكمن في أن أغلب منتسبي الجهاز الأمني هم إما أميون أو راسبون دراسياً وبعضهم من أصحاب السوابق وإنما انتسبوا للجهاز الأمني عن طريق الرشوة أو الوساطة فكيف يؤول إلى مثل هؤلاء حماية أرواح الناس وأعراضهم والدليل هو الانفلات الأمني الذي يعم أغلب محافظات الجمهورية.
مثل هؤلاء لا يفقهون حتى معنى كلمة قانون ولا يدركون ما هو واجبهم تجاه مواطن أجبرته الظروف أن يدخل قسم شرطة وهو يعلم جيداً أنه لن ينصف فيه إلا إذا كان جيبه عمران أو له شيخ ذو سلطة تفوق سلطة القانون نفسه.
هؤلاء الأفراد وقبلهم المدراء يحتاجون للتدريب وإعادة التأهيل سواءً علمياً أو أخلاقياً ثم بعد ذلك تكون لهم رواتب تغنيهم عن مد أيديهم وتحفظ لهم المكانة التي يجب أن يكونوا عليها في عيون الناس، حينها سيدركون المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتقهم حين يصبحون مؤهلين لها بالشكل اللائق بمن هم وجه البلد وصورته التي يجب أن تبدو نظيفة ومحترمة أمام الكبير قبل الصغير وفي عين الشيخ قبل الغفير..

في الأحد 05 فبراير-شباط 2012 01:41:20 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=66966