عمود حشوش بوك :أول مرة فيسبوك
أحلام المقالح
أحلام المقالح

منذ دخول عالم التواصل الاجتماعي (فيس بوك) إلى بيوتنا حتى أصبح حديث المجالس والموظفين والمُقيلين وبتن البنات يجتمعن كلٍ مع لابتوبها وبدلاً من الحديث و الاستماع لبعضهن وجهاً لوجه بتن يستخدمن تقنية الفيسبوك للتحدث والإنصات من خلف شاشة.
مازلتُ أتذكر جيداً أول مرة فيس منذ أكثر من ثلاث سنوات تقريباً، كنتُ أجهل تماماً ما يدور بهذا العالم المُبهم الواسع وما كنت أعرفه لا يتعدى حدود صفحتي الشخصية وزواياها المكشوفة ولأنني من هواة الكتابة الأدبية، فلقد بدأتُ بكتابة الخواطر الشعرية وأعترف أني كنت أتلقى رسائل شتم وانتقاد لاذع ممن مازالوا ينظرون للمرأة من فوهة ضيقة بنظرة خبيثة وأخص بالذكر المرأة التي تتذوق الأدب وتكتبه فكان الأمر في بدايته يُشكل لي عود (غضب) ما يلبث أن ينطفئ قبل أن يشتعل ويوماً بعد يوم توّسعت رقعة إدراكي لهذا العالم الإلكتروني ..
دخلتُ هذا العالم باسم (الوردة البيضاء) من مبدأ الإيمان بأننا في مجتمع محافظ ما زال يرى البنت بنصف عين، خاصة بوجودها في عالم ذكوري أيضاً كالفيسبوك، حتى نصحتني زميلة لي بأن أفصح عن اسمي الحقيقي ما دام وأني أكتب بأدب واحترام ، والتهبت الشكوك والمخاوف في فكري في أن يظن المفسبكون أن الأسماء المستعارة تُخفي وراءها النوايا السيئة وبالطبع هذا الظن خاطئ فالكثير من الفتيات بأسماء مستعارة اللاتي سألتهن (لِما) أجبن بثقة : مازلنا في مجتمع فِكرهُ ضيق!.
أنا اليوم أحلام المقالح منذ ثلاث سنوات وما يدور بقلبي يستقر بحائطي ومع هذا ما زالت أبواب الإزعاجات مفتوحة وتحتاج ثورة لردمها ، وهكذا الحال للفتيات بشكل عام دائماً ما يخفن من الذئاب الإلكترونية خاصة أولئك الذين يختبئون خلف أسماء مستعارة إما ذكورية أو أسماء بنات أو حتى كُكنيات وأسماء مُركبة وسأتطرق أكثر تفصيلاً لهذه الجوانب في عناوين قادمة مُحاولة سبر غور هذا العالم المُخيف حقاً وبث التوعية لأبنانا وبناتنا حتى أطفالنا حول مخاطر هذا العالم الإلكتروني ، ثم لا تستغربون أن هناك أطفالاً هم اليوم أمام صفحات الفيس بوك أغلب الأوقات وبأعمار مزيفة .
السياسة إحدى موائد الفيسبوك الأكثر إثارة ولؤماً خاصة بموسم الربيع العربي، فالجميع يتحدث ويتفلسف ويسب ويشتم وحدث ولا حرج، الجميع أصبحوا محللين سياسيين فأصبحت السياسة مستنقعاً قذراً لردم سلالم الحوار البنّاء ونفث سموم الألفاظ النابية والسامة والشخص الذي يُقفل باب صفحته عن السياسة يُتهم بأنه من (أتباع النظام).
ومثلما أن هناك سياسة فيسبوكية هناك أدب وضحك وهنجمة وحرب وموسيقى فيسبوكية وستكون لي أكثر من محطة ومواقف سأرصدها للصفحة البيضاء في (حشوش بوك) كي تكون وِجهَة لمن هم جُدد على هذا العالم فيتخذوا الحيطة والحذر من الوقوع بمصائد الفسيبوك ومن جهة أخرى فهناك مُتسع للضحك والقفشات الفيسبوكية على هيئة نقد متزن ..
 علينا جميعاً أن نعي جيداً أهمية هذا العالم كواحة مُشرقة وواضحة للتعرف على حضارات وفِكر العالم الآخر بعيداً عن الفضائح والعاهات ، هذا العالم أتى به (مارك زوكر برج) يوماً ولم يندم أبداً بعدها.. لذا نحن أيضاً نأمل أن يُضيف هذا العالم إلى حياتنا الكثير من الإيجابيات ويهزم السلبيات لا العكس كما هو دارج ..
- نعم لثقافة الفيس بوك الإيجابية ولا لتفاهات الفيس بوك ...
في الأحد 04 مارس - آذار 2012 07:48:16 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=67323