لا تعمموا هداكم الله
أحلام القبيلي
أحلام القبيلي

يقول الله تعالى:
" لا تز وزارة وزر أخرى" فمن الظلم أن يؤاخذ إنسان بذنب غيره حتى وإن كان والده أو ولده، فكل إنسان غير مسئول إلا عن نفسه.. ومن الأخطاء الشائعة بين بني البشر إلا ما رحم ربي التعميم، فكما هو معروف في شرائع بني البشر قاعدتهم القائلة "الحسنة تخص والسيئة تعم" وهذا ظلم وجور وتعدٍ وقد تعدى هذا الأفراد والجماعات فلم يعد يحكم على عائلة أو قبيلة من خلال تصرفات شخص واحد، فترى كثيراً من الناس يؤاخذ شعباً بذنب فرد من أفراده، بل إن الشعوب أصبحت مصنفة، فهذا شعب متخلف وآخر متكبر وسفيه وغيره مصلحي وهذا كما قلنا ظلم وجور وتعدٍ والخير والشر والسيئ والجيد والفضيلة والرذيلة والإجرام والإحسان موجودات في كل زمان ومكان حتى في عهد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فعمه العباس وآخر أبو لهب بل حتى في جوار الله عزوجل في الجنة وجد إبلييس الذي حقد وحسد وتكبر.. فهل يدعونا ذلك لذم الجنة؟.
يقول الدكتور حمزه الحمزاوي: كنت أحُضِّر إلى السفر لليمن وكان البعض يقول لي: ستذهب اليمن بلد متخلف ومجتمع قبلي.. وصوروا لي اليمن وكأنها لا تزال تعيش في العصر الحجري ولما وصلت اليمن وجدتها خلاف ما قالوا كلياً، وجدت الدكتور والأستاذ الجامعي والمثقف والأديب، وجدت شعباً حضارياً، فربما أن أولئك الذين حاولوا زرع تلك الفكرة السيئة قد صادف والتقوا ببعض يمنيين صدرت منهم بعض التصرفات الغير لائقة وهكذا مع كل الناس والشعوب أصبحنا نتعامل.

تصنيفات عربية:
اليمنيون : متخلفون
الخليجيون : متكبرون
المصريون : مصلحيون
 
وأخرى محلية:
أهل بعدان أصحاب فشره
أهل صبر أصحاب مشارعه ومحاكم
أهل شرعب عدوانيون
وكل نكتة وطرفة تُلصق بأهل العدين.
هكذا يطلقون الأحكام جزافاً وعلى خلق الله يعممون وقد قال الله تعالى عن أهل الكتاب " ليسوا سواء".. وجدت إحداهن تذم شعباً بأكمله، فقلت لها حرام عليك اتقي الله كيف حكمتي على تلك الملايين من البشر؟.. قالت: حدث موقف كذا وكذا .. قلت لها : ولما حصرتي ملايين البشر بشخص واحد أليس هذا من الظلم؟ ثم كيف بك يوم القيامة إذا جاء كل هؤلاء الذين اغتبتيهم وحكمتي عليهم ليخاصموك أمام الله تعالى؟.. وأخرى أفقدتني أعصابي قالت! يستاهل الفلسطينيون.. قلت لماذا.. قالت: قاسيين وما سلط الله عليهم اليهود إلا لقساوتهم.. قلت وكيف عرفتي وحكمتي؟ قالت: أتتني فلسطينية ولم يكن معي ما أعطيها، فدعت علي.. قلت لها: هكذا حصرتي المقاومة والجهاد والرباط والشجاعة والإيمان والعزة في شخص إنسانة يعلم الله تكون فلسطينية أم أنها تقتات على قضيتهم كما يفعل الكثير وحتى وإن كانت فليست كل فلسطين.. إلى متى سنظل نظلم الناس وإلى متى نطلق الأحكام جزافاً على خلق الله؟.. إخواني لا تعمموا هداكم الله.
kabilyah@hotmail.com
في الثلاثاء 06 مارس - آذار 2012 04:37:13 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=67357