عن الأستاذ العميد عبدالله الناخبي وخطابه الراقي
محمد مصطفى العمراني
محمد مصطفى العمراني
 
لا أستطيع أن أخفي إعجابي بالخطاب الناضج لعميد الحراك الجنوبي السلمي الأستاذ/ عبدالله الناخبي، وقد تابعت منذ فترة تصريحاته وحواراته وأحاديثه في الفعاليات والأنشطة المختلفة التي يحضرها ويشارك فيها واللقاءات التلفزيونية التي أجريت معه، فوجدته صدقاًَ يتفاعل معه القلب وراقياً ونضجاً يثير الإعجاب والاطمئنان بأن الحراك الجنوبي السلمي الذي سبق ثورة تونس والربيع العربي عموماً لن يتخطفه أصحاب المشاريع الصغيرة الممولة من الشرق أو الغرب، بل سيمضي منسجماً ومتناغماً ومتوحداً مع الملايين من شباب ورجال ونساء هذه الثورة العظيمة التي بدأنا نلمس ثمارها في التغيير وإسقاط رأس النظام وتطهير بعض المؤسسات الحكومية من الفاسدين وغيرها من الثمار التي تحققت كخطوات ممتازة يجب أن تتبعها خطوات حتى تحقيق كل أهداف الثورة الشبابية السلمية وبناء دولة جديدة وصنع مستقبل مشرق بالتنمية والرفاهية والازدهار والأمن والاستقرار.
أبناء الجنوب عانوا حقيقة من نظام صالح الذي تعامل معهم كفيد وكغنيمة حرب، ولكن هذه الممارسات هي ممارسات نظام إجرامي إرهابي ثار عليه الشعب كله من المهرة إلى صعدة ولم يسلم من نظام صالح الإجرامي لا شمال ولا جنوب ولا شرق ولا غرب وفي السنوات الماضية نهب عتاولة نظام صالح في الحديدة بمقدار ما نهبوه في الجنوب لسنوات وقدمت لجنة من مجلس النواب معنية بالأمر تقريراً مخيفاً عن هذا الأمر حتى أنني أتذكر أن النائب المؤتمري الشيخ/ ياسر العواضي كتب مقالاً حول هذا الموضوع بعنوان "البسط على الآخرة!!"، ومع هذا فالنهب لا يبرر النهب وإن كان قصدنا أن نظام صالح لم يفرق بنهبه وظلمه بين شمال وجنوب.. الأستاذ عبد الله الناخبي من وجهة نظري يعد أكثر وجوه الحراك إشراقاً بخطابه العقلاني الراقي ورسائله الإيجابية لشباب الثورة في عموم الوطن.. ومن المؤكد أن خطاب الأستاذ الناخبي وأفكاره وتصوراته ورؤيته لحل القضية الجنوبية تعبر عن تيار كبير، بل وأغلبية داخل الحراك الذي لا يخلو من مندسين ومخربين ومن الذين دخلوا مؤخراً ضمن التيار الإيراني التخريبي وبالتعاون مع عصابة الحوثي الإجرامية ومن الذين يوجههم علي سالم البيض وهو في ضيافة حسن نصر إيران في لبنان وهؤلاء قد يفتعلون المشاكل وتصدر عنهم ممارسات مناطقية تشوه صورة الحراك السلمي الناصعة، وهؤلاء يجب أن يوقفوا عند حدهم فلا يشرف أبناء الجنوب وناشطو الحراك أبداً تلك الممارسات الصبيانية الحمقاء، كالاعتداء على صحفي في فعالية أو مهرجان أو التقطع لأحد المواطنين من تعز أو إب أو حتى من صنعاء أو مضايقته أو إحراق محله ونحن متأكدون بأن هؤلاء لا يمثلون الحراك ولا يشرفون الأستاذ الناخبي وأبناء الجنوب الشرفاء وهمل أو من يتبرأ من أفعالهم وممارساتهم.
الحراك من وجهة نظري ينبغي أن يقدم بديلاً راقياً وإيجابياً عن ممارسات نظام بائد وهمجي ومجرم حتى يظل بذاك التوهج والتألق وتظل القضية الجنوبية بذلك الزخم الرائع والتفاعل الإقليمي والدولي الذي سيصب في صالح معالجة القضية الجنوبية معالجة جادة وفاعلة وحقيقية تحت سقف الوحدة.. أصحاب الرأي الآخر الداعين لفك الارتباط نحن نحترم وجهة نظرهم، ولكن ليدعو إلى مشروعهم بسلمية وأنا أستغرب أن يكون الداعون لفك الارتباط وبالعمل المسلح وهم، ولكن لهم صوت بارز ربما بسبب تبني بعض قادة الحراك والشخصيات الجنوبية لهذا الأمر وأيضاً بسبب حصول البعض على دعم بعض الأطراف والقوى الإقليمية وبسبب المظالم التي سببها النظام البائد والذي في طريقة للزوال وأوجدت عقدة لدى البعض من كل ما هو شمالي ومن وجهة نظر كنت أتمنى على هؤلاء أن يجربوا السلطة الجديدة خلال الشهور القادمة وما ستتمخض عنه نتائج مؤتمر الحوار الوطني، فقد صبروا عقوداً ولن يضرهم الصبر شهوراً خاصة وأن قيادة البلد والحكومة من أبناء الجنوب ولديها اهتمام بملف الجنوب الذي يمثل لديها أولوية.. وأعدوا في هذا المقام الأستاذ الناخبي وعقلاء الحراك إلى مواصلة جهودهم وسط أبناء الحراك وشباب الثورة وسيثمر بإذن الله, إنها تحية محب إلى الأستاذ الناخبي من تلميذ بسيط يتتلمذ كل يوم على رؤاه الثاقبة وخطابه الناضج وطرحه الراقي.
في الأحد 25 مارس - آذار 2012 02:39:07 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=67582