زيارة بن عمر والعبرة لمن لا يعتبر !
محمد المسودي الفضلي
محمد المسودي الفضلي

تكللت زيارة المبعوث العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر التي بدأها في 18 أبريل واختتمها 5 مايو الحالي بالنجاح ، والتي جاءت في إطار زيارته الدورية اليمن ونشاط الأمم المتحدة في اليمن للاطلاع عن كثب على الوضع والتشاور مع الرئيس هادي والحكومة وكافة الأطراف السياسية في اليمن حول إمكانية الدفع بالعملية السياسية للأمام لإتمام جميع ما ورد في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وبحث القضايا المتعلقة بالمرحلة الانتقالية ومعالجتها، كما ركزت الزيارة بصورة خاصة على احتواء تصاعد الخلافات بين فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وقيادات عسكرية موالية للرئيس السابق رفضت الانصياع لقراراته الصادرة الشهر المنصرم ، إلى جانب ذلك عقد بن عمر عدداً من المشاورات واللقاءات، تناولت موضوع تنظيم مؤتمر الحوار الوطني الشامل لحل القضايا الشائكة في اليمن وبحسب ما تضمنته بنود المبادرة الخليجية .
 وأثمرت جهود بن عمر وتهديدات المجتمع الدولي بنقل قضية عدم تنفيذ قرارات الرئيس هادي إلى مجلس الأمن الدولي خلال هذه الزيارة، عن إنهاء تمرد العميد/ طارق محمد عبدالله صالح - ابن شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح - على قرار الرئيس الجديد عبدربه منصور هادي وتسليمه للواء الثالث حرس جمهوري إلى قائده الجديد العميد/ عبد الرحمن الحليلي ، وفي إقناع اللواء طيار/ محمد صالح الأحمر في 24 أبريل وإنهاء تمرده وتسليمه قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي إلى القائد الجديد اللواء الركن طيار/ راشد علي الجند وفقاً لقرار الرئيس هادي. ولقد عودتنا زيارات وجهود المبعوث ألأممي جمال بن عمر المتكررة إلى اليمن للإشراف على تنفيذ خارطة الطريق التي ارتضى بها طرفا الصراع في صنعاء وعلى ضوءها أجريت الانتخابات الرئاسية المبكرة في 20 فبراير واختيار المشير الركن/ عبدربه منصور هادي رئيساً جديداً لتجنيب البلد الانزلاق إلى حروب أهلية لا نهاية لها ، فالزيارات السابقة لما قبل تسليم الرئيس الجديد زمام السلطة والجهود المضنية للمبعوث الأممي وللأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور/ عبد اللطيف الزياني، كانت تكرس لإقناع الرئيس السابق/ علي عبد الله صالح للتوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والذي كان في كل موعد يتذرع بحجة جديدة يمانع بها التوقيع على المبادرة وذلك لكسب مزيد من الوقت وإهداره وتحسين شروطه وابتزازه السياسي لليمنيين وللغير.
أما اليوم وبعد أن قال الشعب اليمني كلمته واختار عبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية فلا شك أن الجميع يدرك أن الوضع قد تغير ولم يعد مكاناً للمحاولات اليائسة التي يطل علينا بها بعض المقربين للرئيس السابق عند كل قرار جمهوري يصدره الرئيس هادي ، ولم يبقَ لممارسات الرفض أي مبرر أو قبول في حياة اليمنيين الذين أصبحوا يلتفون حول الرئيس الجديد عبدربه منصور الرجل الذي فاجأ وأدهش العالم بحنكته ودهائه السياسي وأثبت أنه رجل المراحل الصعبة وقادر على صنع اليمن الجديد وتحقيق السلم والسلام في ربوع اليمن وبرهن أنه أيضاً بارع في الرقص مع الثعابين وترويضها وتحجيمها لتعرف انه لم يعد بمقدورها بث سمومها في جسد ضحيتها بكل غدر وترصد خبيث ممقوت، فكل يوم يفاجئنا بكشف المستور بطريقة ذكية وببراعة سياسية أكسبته حب الجميع بكشفه وجوه الزيف والخداع لهؤلاء الذين يحنون إلى زمن الماضي، محاولين إعاقة خطواته العملية الرامية لإنهاء الوضع المتأزم في اليمن وتنفيذ خارطة الطريق لإخراج الوطن من أزمته التي يدفع ثمنها اليمنيون الأبرياء.
 لذا فنحن نقول لهم اليوم: كفى عبثاً بالوطن وإهدار الوقت وعليهم الانصياع وتنفيذ خطط وبرامج الرئيس هادي وقراراته والاندماج والتكيف مع الوضع الجديد والتشافي من شرور أنفسهم ومرض الوهم والاعتقاد الخاطئ بأنهم فوق القرارات الجمهورية وإرادة الشعب ، وأن يتعظوا من ما حصل والتسليم بأمر الواقع وتوفير عناء السفر عن جمال بن عمر للتدخل لإقناعهم في أبسط الأمور في المرات القادمة التي أصبحت زياراته عبرة لمن لا يعتبر.
في الإثنين 07 مايو 2012 04:26:53 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=68077