اليمن بخير! ....
أحلام المقالح
أحلام المقالح

في البداية دعوني أعترف أن قلمي متعثر كثيراً وكلما شددت همته ليكتب، تقاعس بعذر وبدون عذر.. اليمن التي طالما حلمت بها تتنهد ويخال لي أنها مازالت تتنفس، ومازلتُ اطمئن هاجسي أن اليمن بخير دام وأن هناك ثلة من أبناءها يحلمون ويطمحون ويتكاتفون ويتصدون ويصبرون حتى تنهض ويرونها بخير..
اليمن التي يتصارع على نهش جسدها (س) و(ص) وجهات أخرى تئن بصمت وكلما قلنا ستكون بخير تبدو نواجذ الشر أشد شراسة!
الآن وبعد سلسلة من الأحداث مازال الحديث عنها يدور ويتلكأ وبالرغم من أن أحداث القرارات الأخيرة مضت، إلا أنه مازالت قضية المشايخ والقبائل هي السائدة على موائد الحديث وحيثما سمعنا رئيس الحكومة يصرخ "لن يدفع" لاحت مؤشرات خطيرة من جهة المشايخ والقبائل والذي طالبوه بالإعتذار من شخصهم الكريم!
لا أنوي الخوض في تفاصيل الحديث وما يهمني بالموضوع هو حقيقة اليمن المُرة والذي باتت فيه وجبة شهية لأصحاب الكروش والدقون وذوي المطامع الشخصية والحزبية وبدلاً من تطبيب أوجاعها بات النهش أعنف وأبين..
مسألة الميزانية التي أقرها مجلس النوّاب خطوة متعجرفة،إن صح القول، في وقت مازالت اليمن تلملم بقايا خيراتها المنهوبة لأجل استخدامها في تخفيف وطأة المعاناة التي تعاني منها أكثر بسبب الحروب والدمار..
السؤال الأكثر أهمية الآن هو ما الذي ستفعله الحكومة إزاء إصرار المشايخ على صرف الميزانية هل ستوّقع على مجاعة اليمن أم ستملأ فم الحقيقة بأحقية البسطاء وأهالي الشهداء والأسر المتضررة بهذه الميزانية؟!
من منطلق آخر ماذا لو فكر مشايخنا ورجال الدين بعقلانية أكثر، هل سيشعرون أن دورهم هو القادم وعليهم أن ينقذوا اليمن من هوة الفقر بدلاً من دفنها في سراديب الظلام!
الدور سيكون أعظم إن سمعنا يوماً عن شيخ تبّرع لأي مشروع خيري من شأنه تخفيف وهج المعاناة في بلادنا أو حتى قادته أفكاره إلى رسم طريقاً محفوفاً بالخير والعلم والنهضة لأجل اليمن ولأجل أن تكون بخير أم أن القضية باتت ميزانية وأفلام أكشن!
ما أتمناه أنا شخصياً لهؤلاء أن يعودوا لرُشدهم كما عاد رشد أحد أبناء هذا الشعب المغلوب على أمره حينما قال "لن ندفع".
اليمن ستكون بخير متى ما أحببناها كما هي ودون تحيّز لحزبٍ ما ومصلحةٍ ما..اليمن بخير متى ما تطهرت قلوبنا من أدران اللؤم والشؤم والـ "أنا".
في الجمعة 18 مايو 2012 01:52:48 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=68173