طلقات .............
أحلام القبيلي
أحلام القبيلي

أحلام القبيلي
 تأملت في رصاصه " طلقه" فإذا هي قطعة حديد محشوة بالبارود فقلت ما أرخص الإنسان في هذا الزمان, تقتله رصاصة لا يتجاوز سعرها خمسمائة ريال يمني فقط لا غير أو أقل.. طلقة واحدة تنهي حياة إنسان تزهق روحاً وتفتح قبراً تيتم طفلاً وتتعس زوجاً وتقهر أماً وتخرب بيتاًً، تحرم الأبناء من والداهم فتتركهم أيتاماً يقهرهم القريب وينهرهم الغريب، ترمل زوجة كانت تعيش مستورة في ظل شريك حياتها فتتركها الطلقة أرملة تتكفف الناس لتقضي حوائج أطفالها اليتامى طلقة واحدة تحرم أباً وأماً من ولد بذلاً لأجله الغالي والرخيص، سهراً وتعباً وعملاً وتضحية.. هذه الطلقة تنهي حياة إنسان كان له آمال وأمنيات وأحلام , مشاعر وعواطف وأحاسيس ثم يأتي مستهتر أو متوحش أو طائش أو متهور لينهي كل ذلك بطلقة واحدة، ثمنها بخس دراهم معدودة ولا أدري كيف أصبح هذا الشيء اللعين الذي يسبب كل تلك الماسي مظهراً من مظاهر الزينة عند البعض؟؟
وطلقة ثانية:
وبطلقة من نوع آخر تنتهي حياة كانت قائمه وتنقطع علاقة كانت وثيقة ويتشتت الشمل ويتهدم البيتوي تشرد الأبناء أنه الطلاق الذي جعله الله تعالى حلاً سماوياً لمشاكل الزواج التي لا حل لها سواه لكن بعض الرجال اتخذوه سلاحاً للعبث أو تحقيق الرغبات وإتباعاً للشهوات يقول الشيخ القرضاوي:"إن كثيراً من الناس أساؤا استخدام الطلاق, ووضعوه في غير موضعه وشهروه سيفاً مسلطاً على عنق الزوجة واستعملوه يميناً يحلف به على ما عظم وما هان من الأشياء "إذن قبل أن تتسرع، تذكر أن "طالق" كلمة إذا خرجت عبثاً تخترق شمل الأسرة فترديها مفرقه مشتته وينتج عن ذلك قلب امرأة جريح معاق , وأبناء يفتقرون إلى الحنان والأمان طول العمر.
وطلقة ثالثه:
 والكلمة السيئة طلقه تقتل أشياء كثيرة قد تتهم أنساناً في عرضه أو شرفه أو أمانته بكلمة فتقضي على مستقبله أو تتسبب بقتله بكلمة واحدة " نعم" أو" لا" قد تقتل شعبا بأكمله بتصويتك لشخص غير جدير بالمسؤولية بكلمة قد تفرق بين زوجين أو صديقين أو محبين والكلمة الجارحة طلقة قد تقتل المشاعر وتذبح العواطف وتميت القلب.
والكذب قد يكون طلقة كهذه:
 ذهب رجل للكشف على ابنته الشابة العذراء, لأنها تعاني من آلام المغص, وبعد أن تركا عينة عينه عند الطبيب المخبري انسكب "البول" أعزكم الله على الأرض وعندما عاد الأب مع ابنته ليأخذ النتيجة قال الطبيب المخبري للرجل " مبروك حامل"ليخفي إهماله وتسبب في قتل تلك الفتاة البريئة وطلقة لا يعرفها أهل العقوق, إذا لم تؤد حقها ستعود حتماً إليك وتذيقك ما أذقته لوالديك يخبرك عن حقها عبد الله بن عمر عندما رأى طائفاً يطوف بالكعبة ويحمل أمه على كتفيه ويقول يا [ابن عمر] أتراني أوفيت أمي حقها والله إنها لعلى ظهري من كذا إلى الآن قال لا والله ما أوفيتها طلقة من طلقات الولادة..



في الأحد 20 مايو 2012 03:08:41 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=68197