عُشاق البَقْبَقة! ....
طارق فؤاد البنا
طارق فؤاد البنا

إذا كان الكلام من فضة، فإن السكوت من ذهب، كان هذا قديماً، أما الآن فلم يعد (الصمت) موجوداً، ولم يعد بالإمكان شراءه بأعلى الأثمان وبأكثر التكاليف الممكنة وغير الممكنة!
ظهر في بلادنا صنف جديد من الناس، يظنون أن الكلام و( الهدرة) تجعلهم وجوهاً بارزة في المجتمع، وتجعل دائرة الاهتمام والأضواء تسعهم وتحتويهم، حاولوا أن يصلوا إلى (الشهرة) ولكن من باب (البقبقة) وكثر الكلام، وليس بالصمت والفعل الذي لا يحتاج صاحبه إلى لسان طويل بقدر حاجته إلى عقل وقلب وتفكير.. ونية صادقة!
عُشاق (البقبقة) أغرقوا دنيانا بحروفهم، وجعلوا طوفان (الهدرة) يحاول جرف ما تفعله الأفواه الصامتة، والعقول المدبرة، والأرواح المخلصة، والنوايا الطيبة، والسواعد القوية، والألباب المخطِطة، والأجساد المنفِذة والتي لم يوهنها تكالب الأكلة على (قصعة) الثورة، ولكن أنى لهم ذلك، فكيف يمكن دحض قوة ثورة، وكيف يمكن تغطية قرص الشمس الكبير بمجرد (أصابع) واهنة لا تقوى على شيء..... إلا (البقبقة)!!
حينما كان الرجال يناضلون في (الميادين)، كان عشاق (البقبقة) يتسامرون في المقايل و(الدواوين)، وحين كان حماة الثورة ينافحون عن أهلهم وأهل (المبقبقين) بدون استثناء، كان عُشاق (البقبقة) يتوزعون على مجالس (التفرطة)، أو يتنزهون في العواصم الأخرى، أو يُنظِّرون لأفكارهم عبر القنوات والإذاعات، مدعين بأنهم قادة الثورة، ومن سواهم مجرد ملتحقين، ومتسلقين، و(متعبرين) على (هايلوكس) الثورة التي لم تسع إلا بضعة أنفار من (الإنقاذ) داخلها، ومثلهم في الخارج، والذين لم يكتفوا بكل أكاذيبهم، حيث يحاولون إيهام الجميع بأن (الفرزة) التي يقف عليها الجميع ليست سوى ملكاً شخصياً لهم، وأشياء أخرى تبعث على الضحك أحياناً وعلى البكاء أحياناً، وعلى أشياء أخرى مقززة لا أريد أن (أغثيكم) بها مرات أخرى!
ولا يزال عشاق (البقبقة) حتى الآن يحاولون إيهام (الجُهال) بأنهم صناع الثورة وقادتها، وأنهم منقذوها وحافظوها من كل الأخطار المحدقة بها، وأنهم هم (الكل في الكل)، وأنهم هم (السطور) الفاعلة، فيما أن ما سواهم هم مجرد (حواشي) و(هوامش) لا تنفع ولكن تضر الثورة كثيراً، متناسين تاريخ سقوطهم الطويل، وغاضين النظر عن انكشاف زيفهم، وانتهاء فترة صلاحياتهم أمام الجميع.... أيها (المبقبقون) و(المبقبقات)، أشفق عليكم، فلو كان لكلامكم (عداد)، فإن الأرقام ستنتهي قبل أن تصل إلى عدِّ ما تقولون، وإن كان الكلام بـ(زلط)، فإن أرصدتكم ستفوق كل إمكانيات الدول الكبرى والعظمى، يكفيكم هذياناً، ويكفينا تقززاً من سماعكم، لا أريد أن أحدثكم طويلاً، حتى لا أتحول إلى (مبقبق) من جيزكم... ولكن، كل واحد الله يرعيه بطبعه، أما نحن فقد عرفنا (المصل) الواقي من (بقبقتكم)، واهتدينا إلى السبيل الأمثل لمواجهتكم، الصمت خير.. ف(الديوك) لا تصيح دائماً، وإنما لمنفعة الناس كإيقاظهم في الصباح الباكر.. أما الدجاج فلهن (البقبقة)..ولا شيء سواها! 
في الإثنين 09 يوليو-تموز 2012 03:04:29 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=68758