تزوجتك بالصيف,, طلقتك بالشتاء
أحلام القبيلي
أحلام القبيلي

عندما كنا نصلي في الحرم المكي الشريف وكان إلى جواري فتاة يمنيه تتمتع بحظ وافر من الجمال
سألتها حاجة مغربية من أين أنت؟ فلما علمت أنها من اليمن استغربت واستعجبت " ولا أدري كيف يتخيلنا أشقاؤنا العرب"، وعلقت أخت سعوديه قائلة " بنات اليمن حلوات خصوصاً بنات إب"، قلت في نفسي " ما شاء الله عندكم سوابق "، فلازلنا نعاني من آثار الزواج السياحي، تلك الجريمة البشعة التي يرتكبها في حقنا أخوة لنا، نكن لهم كل التقدير والاحترام والمشاعر الطيبة، نفتح لهم قلوبنا قبل حدودنا، ونستقبلهم بحفاوة ونضعهم في حدقات أعيننا، إخوة يأتون لقضاء عطلة الصيف والاستمتاع بجو اليمن الرائع، ويصرون على أن يستمتعوا بكل شيء حتى بإنسانيتنا ومشاعرنا وأعراضنا.
 زواج سياحي:
 أمة الرحمن ـ فتاة في مقتبل العمر ـ كانت تحلم بفارس أحلامها، وبحصانه الأبيض الذي سيأتي راكباً عليه ليختطفها ويعيشا معاً في ثبات ونبات ويخلفوا صبيان وبنات وفي صيف إحدى السنوات دق بابهم رجل أخبرهم إنه يريد الزواج وأنه يرغب في ابنتهم، لم تتردد الأسرة في الموافقة على ذلك الرجل الذي ينتمي لدولة شقيقه وفيه كل المواصفات التي تحلم بها كل فتاة وتمت مراسم الزفاف بشكل سريع جداً، وانتقلت الفتاة من بيت أبيها إلى بيت زوجها الذي كان عبارة عن شقة مفروشة قضت معه شهر العسل، وبعد انقضاء ذلك الشهر أخبرها أنه سيرحل إلى بلده وسيعود إليها في أسرع وقت وأعطاها رقم جواله ومضى شهر وشهر وراء شهر وبطنها يكبر ويكبر وتريد أن تخبره بأنها حامل، ولكن دون فائدة وكأنه " فص ملح وذاب".
حاولت الاتصال عليه بالرقم الذي أعطاها ولكن الرقم خارج نطاق التغطية اضطرت إلى ترك الشقة وبيع ما كان معها من ذهب لتدفع الإيجار, وبعد أشهر عدة وضعت مولودها الذي لا تعلم أين أباه، هي نفسها لا تعلم هل هي متزوجة أم مطلقه؟ أرملة أم معلقة"؟ مضطرة إلى أن تقضي سنوات طويلة من عمرها في انتظار سارق أحلامها, علّ قلبه يرق ويتذكر فيعود وهكذا كل عام تتكرر هذه القصة مع الكثير من فتياتنا اللاتي يقعن ضحية من لا دين لهم ولا ضمير دون خوف أو وجل من رب الناس عز وجل وليتهم يتذكرون أن الجزاء من جنس العمل, وكما تدين تدان وليتذكروا قوله تعالى "وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت".
 نعم فقد قتل نفساً بغير جرم قتلا حسياً يموت بسببه في اليوم مائة مرة زوجات بلا أزواج، وأطفال بلا آباء ومستقبل مجهول، الزواج السياحي جريمة يحمل إثمها أسرة طمعت في حفنة من المال فباعت عرضها وشرفها وحكومة لا تحمي أبناءها حتى في بلادهم وذئاب بشرية أساءت لنفسها ولبلدها ودينها وحسبنا الله ونعم الوكيل.

في الأربعاء 22 أغسطس-آب 2012 08:24:47 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=69105