لا شك أن هناك ما تخفيه !
أحلام المقالح
أحلام المقالح

لم يكن مخترع نظام الباسوورد بأعلم ما الذي ستؤول إليه مفاهيم كلمة السر وماذا ستخبئ وراءها، فلقد بدأت بكنوز مغارات وانتهت بصور ومقاطع فيديوهات بذيئة وفاضحة وأسرار مما دفعني للوقوف قليلاً على خلفية وجود كلمة السر في الحياة بشكل عام والأجهزة الإلكترونية خاصة ولماذا يصب الإتهام لمن يستخدمها بأن هناك شيئاً ما يخفيه !.
أعلم أني لا أعيش في هذا المجتمع المفتوح بمفردي ولكن هل هذا مانع أن لا أقوم بأشياء أريدها فقط، لأنهم لا يريدون هذا أو بالأحرى لا تُعجبهم؟!.
إحداهن تترك هاتفها بجوار صديقة لها ولكن واضح أن صديقتها تحب التطفل فتمسك الهاتف وتفتحه لتراه مقفلاً برمز حماية، فتكون ردة فعلها بأن تتحدث (لا شك أن هناك شيئاً تخفيه !) مع العلم أن رموز الحماية وكلمات السر باتت عادة متفشية لدى الجميع..
فتىً يغلق خزانته بالمفتاح فتقوم أخته الصغرى بمحاولة فتحها ولكنها لم تستطع فتخبر والدتها بذلك لتسأله السؤال المتوقع : هل تخفي شيئاً لا تريدنا الإطلاع عليه؟.
أتساءل الآن: هل كل باب مقفول يجب أن يخفي وراءه سراً من الأسرار؟ وإن كنتَ لا تُخفي شيئاً فلماذا كلمة المرور؟.
الخصوصية، الخوف من العبث، نوع الشخصية، هذه الأسباب التي تقف خلف كل كلمة مرور إلا في حالات سأتعرض لها آنفاً، ولن تسلم أبداً من أقوال القوم مهما فعلت!.
قد لا تجد مراهقين تخلو هواتفهم أو حتى حواسيبهم من رموز حماية، فيتبادر لذهنك أن هناك شيئاً تخفيه وراءها رموز الحماية والحقيقة أن هناك فعلاً ما تخفيه إلا من رحم ربي، إحداهن تحدثني عن ابن شقيقتها (المراهق)الذي يغلق هاتفه وجهازه المحمول بكلمة مرور لا ليحفظ حاجياته بعيداً عن أعين الناس ولكن لأنه يخفي أغانٍ وأفلام هابطة ومقاطع بذيئة، ستتساءلون كيف عرفت بذلك وسأخبركم: عبر برامج الكترونية لكسر كلمات المرور باتت المنفذ الوحيد لمعرفة ما تخبئ خلفها رموز الحماية، رغم أنها قد تستعصي أحياناً ويصعب كسرها..
في نهاية المطاف يظل الأمر متمايزاً فليس دائماً وراء الأبواب المغلقة ورموز الحماية والأقفال أسرار تخفيها، فهناك حاجيات تضطرنا أحياناً أن نحفظها بعيداً عن أعين الناس وعن متناول العابثين والفضوليين كملفات ضرورية للعمل أو صور عائلية وشخصية مع تحفظي على موضوع الاحتفاظ بالصور في أجهزة بات من السهل اختراقها عبر برامج في متناول الجميع ونشرها بأسرع ما يمكن عبر البلوتوث أو شبكات الإنترنت ولعل أكثر الفضائح اللااخلاقية التي تنشرها شبكات الإنترنت جاءت عبر اختراقات لأجهزة الكترونية كالموبايل أو المحمول وتسببت في تدمير بيوت كانت تنعم يوماً بالدفء الأسري..
لذا فالحذر واجب ومراقبة أجهزة المراهقين من قبل أرباب الأسرة ضرورة، خاصة وأننا في زمن اختلطت فيه الأمور وأصبحت رموز الحماية لمغارات تحوي الخبيث أكثر منها للطيب.

في الأحد 21 أكتوبر-تشرين الأول 2012 03:02:27 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=69706