من أجل أن تتهيأ مدينة تعز لاحتضان مؤتمر الحوار الوطني
محمد مقبل الحميري
محمد مقبل الحميري

في مؤتمره الصحفي يوم الاثنين الماضي بديوان المحافظة الأخ محافظ محافظة تعز تحدث أنه أثناء لقائه بالمبعوث الأممي/ جمال بن عمر قبل أسبوع في صنعاء قال له إن مدينة تعز مرشحة لاحتضان الحوار الوطني الذي سيجمع كل أطياف المجتمع اليمني.
   والحقيقة أن احتضان تعز الحوار الوطني ـ الذي يتوقف عليه مستقبل اليمن الجديد ـ حدث وطني هام لاشك إنه سيضاف إلى رصيد هذه المدينة المحورية صاحبة التاريخ الوطني العريق ولاعبة الأدوار التاريخية على مستوى الوطن كله شماله وجنوبه فهي قلب ثورة٢٦ سبتمبر وهي حاضنة ثورة ١٤ أكتوبر وكانت قاعدة الانطلاق لتحرير الجنوب من المستعمر وهي المدينة التي احتضنت أهم حوارات الوحدة وهي أيضاً كانت المدينة التي يلجأ إليها الأحرار حين تضيق بهم الأنظمة فقد احتضنت كثيراً من العمالقة الذين خرجوا من عدن هرباً من البطش أمثال المناضل عشال وغيره
وتعز هي مدينة قادة الثورات ورواد التنوير للوطن كله أمثال المناضل/ عبدالغني مطهر والأستاذ/ النعمان والأستاذ/ عبده محمد المخلافي والمناضل/ عبدالفتاح إسماعيل والشيخ/ ياسين عبدالعزيز والشهيد/ عيسى محمد سيف وغيرهم من أبطال ثورتي سبتمبر وأكتوبر.
 وتعز دائماً هي الحضن الدافئ لكل أبناء الوطن ومعظم القادة تربوا وعاشوا في تعز في أهم مراحل عمرهم رغم تنكر البعض منهم لفضلها وتعمد معاقبتها ولكنها تظل المدينة المعطاءة النابضة بضمير الوطن وتحمل المشروع الوطني على مر التاريخ فمشروعها عظيم بعظمة هذا الوطن، مترفعة عن الدعوات الضيقة والمشاريع المتقزمة ولهذا أطلق عليها الكثير بأوصاف وطنية كما قال عنها الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر ـ رحمه الله ـ تعزهي اليمن واليمن تعز وكذلك المناضل/ ياسين سعيد نعمان كثيراً ما يتحدث عنها بنفس السياق والمناضل/ محمد غالب أحمد ـ الذي قال قبل قيام الثورة الشبابية المباركة ـ إذا استيقظت تعز استيقظت اليمن وهذا ما حدث بالفعل فعندما نهض شباب تعز في ١١فبرايًر٢٠١١م وأشعلوا الثورة الشبابية ضد الفساد والظلم ومشروع التوريث اشتعلت الثورة في ربوع الوطن استجابة للشرارة التي انطلقت من تعز..
ولهذا فتعز هي المدينة الأنسب لإحتضان الحوار دون منازع والجميع يهفو إليها وكل واحد من الأطراف المتناقضة من أي مكان كان يجد نفسه في تعز بين أهله وذويه.
ولكن إذا أردنا أن تكون تعز بكامل جاهزيتها، بحيث تضفي على جو الحوار روحاً طيبة وعطراً زكياً هو إحساس الجميع بروح الوحدة الوطنية والألفة في هذه المدينة التي دائماً خيارها المدنية والتحضر والإخاء وحب النظام والقانون، علينا جميعاً أن نهنئ هذه المدينة نفسياً ومكانياً وسياسياً لهذا الحدث وهذا يتطلب اتخاذ إجراءات سريعة تنعكس على جو المدينة وسلوكها ومن هذه الخطوات :
١ _ تفعيل ميثاق الشرف الذي وقع في رمضان الماضي والتزام جميع أبناء تعز بما ورد فيه وخاصة ظاهرة السلاح وانتشاره الغير مبرر والذي لم تعهده تعز من قبل ووضع حد صارم لهذه الظاهرة
٢ _ العمل على نقل القادة العسكريين الذين شاركوا في الأحداث الدامية التي شهدتها تعز عام ٢٠١١وراح ضحيتها كثير من الشهداء وهدمت كثير من المنازل.. وبصورة عاجلة دون تلكؤ أو مبررات، كون مثل هذا الإجراء سيهدئ كثيراً من النفوس المجروحة ومعظم تعز جرحت والكل يعرف ذلك.
٣-رفض وإدانة أي قطع للطرق والشوارع وإعاقة حركة الناس والوقوف ضد هذه الظاهرة بحزم وصرامة مهما كانت الأسباب والمبررات لمثل هذه الأعمال.
٤-حل قضية العسكريين المنضمين للثورة والذين مضى أكثر من عام على إيقاف مرتباتهم، كون ذلك مطلباً عادلاً وحقاً من حقوقهم بالإضافة إلى أن حل مشكلتهم وصرف مرتباتهم يصب في مصب الحفاظ علي أمن وسلامة المدينة وحتى لا يقعوا فريسة لأي جهة هدامة تحت ضغط الحاجة.
٥- بسط هيبة الدولة وتحسين الخدمات العامة مثل النظافة وانتظام وصول مشروع المياه إلي الاحياء في جدول منتظم وعادل
٦-جريمة القتل هي أكبر جريمة يرتكبها الإنسان على ظهر الأرض ولهذا عندما تحدث أي عملية قتل يجب أن تواجه بردع قوي والعمل على إلقاء القبض على القاتل دون تأخر أو مماطلة أو تسويف حتى لو كان المقتول ليس لديه من يتابع دمه فدم أي مقتول يبقى بذمة قيادة المحافظة والجهات الأمنية أولاً وفي ذمة المجتمع ثانياً وهذا سيحدث ردعاً لكل من تسول له نفسه بارتكاب الجريمة وسيقضي علي ظاهرة الثأر التي ما كانت تعهدها محافظة تعز من قبل.
٧-تقريب وجهات النظر بين أبناء المحافظة جميعاً بدون استثناء ماعدا من ثبت تورطه بالمساهمة بسفك دماء الأبرياء وتشكيل لجنة تنسيق يكون أعضاؤها من طرفي المعادلة التي أفرزتها أحداث الثورة عام ٢٠١١ م وذلك للتواصل مع كل الأطراف تهيئة لحوار تعزي -تعزي يفضي إلى الاتفاق على متطلبات المحافظة واحتياجاتها والعمل على تحقيقها على أرض الواقع بروح الفريق الواحد، كل في مجاله مع وضع تصور لكيفية بناء الدولة المدنية الحديثة التي يتوق لها أبناء اليمن عامة وتحقق رؤية وطنية تشمل الوطن كله وتقديمها إلى مؤتمر الحوار كتصور لأبناء المحافظة فى الحل الوطني خاصة أن تعز تحظى باحترام أبناء كل المحافظات وما ستقدمه من مشروع سيكون محل احترام الجميع وسيؤخذ بالاعتبار من قبل المتحاورين.
هذه مقترحات ليست لحل مشاكل واحتياجات المحافظة فاحتياجات المحافظة كثيرة ولكنها مقترحات لتهيئة مدينة تعز لاحتضان الحوار الوطني فقط أعتقد أنها في حال تنفيذها سينتج عن ذلك وضع إشراقات لمستقبل تعز وهي مقترحات قابلة للنقد والتعديل والإثراء، أضعها أمام أبناء المحافظة بمختلف توجهاتهم، آمل إثرائها من قبل الجميع وليكن همنا تعز وبالتالي همنا الوطن كله وإذا لم نكن لتعز فلن نكون لليمن .


                                                                                               محمد مقبل الحميري
                                                                                               عضو مجلس النواب
                                                                                               الثلاثاء٢٣أكتوبر٢٠١٢م



في الخميس 25 أكتوبر-تشرين الأول 2012 11:12:22 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=69754