كل عام والجميع سعداء
أحلام المقالح
أحلام المقالح
 
انتهى العام الهجري1433هـ وأتى عام هجري جديد، فهل يأتي العام الجديد بلباس كما العام الماضي؟؟...الجواب لا يعرفه فقط سوى الأيام وما تحوي في جوفها...
قبل دخول العام الجديد وبنهاية العام السابق يتسابق الناس إلى تقديم الأمنيات بعامٍ سعيد وكأنما السعادة أمنية خاصة بالأعياد والمناسبات التي تُذكرنا فقط بخساراتنا السابقة وجروحنا وآلامنا وتُمنينا بعام جديد أكثر بهجة وسعادة , نحن فقط بحاجة إلى توسيع دائرة الرؤية الحياتية حتى نلمس مكامن السعادة الحقيقية وحينما يقول أحد الحكماء (السعادة في بيتك فلا تبحث عنها في حديقة الآخرين)، فمعناه أننا كثيراً لا ننتبه إلى مكونات السعادة التي تكون في متناولنا ومُلك يميننا، فننصرف عنها إلى المراقبة والطلب والتمني لما في حوزة الآخرين، فحقيقة السعادة تكون بالحفاظ على ما نملك من مكامن للسعادة وليس بضياع العمر في البحث عن شيء ليس بأيدينا وربما قد يصنع تعاستنا لو حصلنا عليه وكما يقول أوسكار وايلد (ثمة مصيبتان في الحياة: الأولى أن لا تحصل على ما تُريد والثانية أن تحصل عليه)....
هناك أشياء يمتلكها الإنسان لا تجعله سعيداً منها الشباب والصحة والوظيفة والوجه والملامح الجميلة والمنزل الفخم والسيارة الفارهة فالسعادة هنا تختبئ خلف نظرات الإعجاب لا لشيء ولكن بمظهر الثراء وبما أن السعادة لا تُشترى بالمال، فمن يبحث عنها لن يجدها إلا في العلاقات الإنسانية الجميلة والبهجة البسيطة للحياة اليومية وهذا ما يفتقده الأثرياء لإحساسهم بأن ليس هناك أحد يحبهم لأنفسهم وأن كل من حولهم يستغلونهم...
عوامل السعادة وحسب دراسات أُجريت في اثنين وعشرين بلداً بينت أنها تنحصر في عاملي الأسرة والصداقة والتي يتساوى فيها تأثير الفقر والغنى ولعل التفسير الأنسب لسعادة ملايين الجياع والفقراء في أرجاء العالم هو في قول جيمس بروير: (السعادة إحساس تحصل عليه عندما تكون مشغولاً لدرجة لا تستطيع معها أن تحزن))...
إذاً حقيقة السعادة تتضح جلياً في كلمات أحلام مستغانمي حين قالت: ((السعادة طائر على أهبة الإفلات من يدنا عند أول سهو وعلينا أن نعيشها كلحظة مهددة , كي نكون أهلاً لها، فبعضنا يتسلق شجر المصادفة ويتعلق بأغصانها وقد يقع أرضاً ويُصاب بخدوش أو كسر ما وهو يُطارد طائراً لن يمسك به ثم قد يحدث أن يحط ذلك الطائر يوماً على (درابزين) شُرفته أو يذهب متى تناول ما تساقط أرضاً من فُتات عند أقدام مائدته وتغدو السعادة عندئذ مرهونة بتنبه المرء إلى وجودها عند قدميه...))....
وها هو العام الجديد قد حل على الأيام، فماذا عسانا أن نتمنى سوى أن يكون عاماً حاملاً في جعبته كل السعادة وكل الحب وكل الخير لنا ولأوطاننا...
ولا يسعني شخصياً إلا أن أقول للعام الذاهب:
           وأنت ذاهب...لا تنس أن تحمل زبالتك معك...
وللعام القادم:
           وأنت داخل علينا...لا تنس أن تمسح قدميك عند الباب...
                         وكل عام والجميع سعداء..

في الإثنين 26 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 03:30:25 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=70070