في ذكرى التأسيس التنظيم الناصري تاريخ من نضال
صالح المنصوب
صالح المنصوب

ظل ومازال وسيبقى التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وطنياً عربياً وحدوياً وقومياً أصيلاً يغرس بذور العزة والكرامة والحرية وسط الشعوب،بفكره وبرنامجه الأصيل الذي سعى ولازال يواجه بقوة في الدفاع عن قضايا الأمة العربية ولم يتخلى يوماً عن قضية عربية،وإنني في البداية وفي ذكرى تأسيس التنظيم في25ديسمبر1965م في اليمن أوزع ألف قبلة لكل المخلصين في التنظيم الذين لم يتغيروا ولم يتبدلوا ولم تغيرهم المواقف أو الخوف أو يشدهم جاه السلطان، لهم ألف تحية وسيبقون وسام شرف على صدورنا،وأنا اشعر بالفخر والشرف أنني انتمى إلى هذه المدرسة العربية القومية العريقة الذي نستمد منها فكراً عربياً أصيلاً،منها شربت منهل الحرية والثقافة واستمد منها شرف الدفاع عن قضايا الأمة ومواجهات صلف الرجعية ومصاصي دماء الشعوب،منذ لحظات انتمائي للتنظيم تعلمت الكثير ومن خلال الغور في أعماق التنظيمات السياسية وجدت في الناصرية ما لا أجده في التيارات الأخرى من قيم وأخلاق وحرية رأي وتعبير وتوجيه النقد،تعلمت أيضاً ثقافة الحوار والكتابة والعمل السياسي،من تلك المدرسة العريقة والمتجددة.
ومن خلال قراءتي للتأريخ اتضح لي جلياً وبلا مزايدة أن عظماء الأمة العربية هم من ينتمون للناصرية وهم من لم يسقطوا أو يرتهنوا للعمالة للخارج مقابل حفنة من الريالات ولم تأتي مرحلة من المراحل لينجروا وراء مواقف تتآمر على الأمة،إنني وكعضو عادي في التنظيم أشعر بالفخر ولا يشرفني الإنتماء إلى غيره ولو في سلم القيادة.
في هذه الذكرى يجب أن يدرك الجميع أن التنظيم هو الحزب السياسي الذي أسس أول الأحزاب وكان من أوائل الأحزاب أثناء التعددية السياسية الذي فتح مقره وقدم طلباً للجنة الأحزاب عام 90م هذا إذا دل فإنما يدل على عراقة ونضال التنظيم الناصري بالرغم من المعاناة الذي ظلت تلاحقه طوال سنيين حكم المخلوع صالح الذي أُعدم وسجن ونكل بهم، لكنهم ظلوا أقوياء سياسياً وشعبياً لم يتراجعوا عن مشروع نضالهم،إنهم صاعدون من دمائهم فعلاً.
أنني كأحد المنتمين لهذه المدرسة الناصرية منها تعلمت الكثير عرفت معنى الوطنية والعزة والكرامة كنت لاشيء قبل ذلك جامد مع بعض رفاق تيارات تتناقض مع ما تقول، ولا تؤمن بالتجديد والتغيير،ترفض النقد،حينها قبل أن أعرف معنى الناصرية أدركت أن موقعي ليس بين هؤلاء من الناصرية، تشربت زلال الحق والفكر والنضال دونما إكراه وفيها رسوت إلى مرفاء القيم والأخلاق بعد أن أبحرت في ثقافة تحررية تحب البسطاء وتمقت الظلم والقهر وتناصر المظلومين وهكذا انطلقت مناصراً لقضايا البسطاء والمقهورين.
الحديث عن المشروع الناصري والتنظيم الناصري بشكل خاص مر بمراحل ومخاض كبير، أحدث تغيرات في الواقع السياسي اليمني،لم يستطع المواطن أن ينسى مراحله،وحقبة هي الأروع بالنسبة لهم،منه انطلق المناضلون ضد الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن كالمجعلي ولبوزه،ومنهم في الشمال ثاروا ضد الحكم الأمامي البائد،إنها مراحل نضالية لا تنسى من تاريخ اليمن ،
الناصريون ظلوا يناهضون الرجعية والاستعمار ويوجهون صفعة تلو أخرى على المتآمرين،وهكذا ظل سلوكهم إلى اليوم،
 شاءت الأقدار أن يحكم مشروعهم اليمن في فتره من الفترات إبان حكم الشهيد الراحل إبراهيم الحمدي الذي أحب الوطن أكثر من نفسه ،هذه الفترة ظلت إلى اليوم شواهدها والحديث عن تميزها بالرغم أنها كانت قصيرة لم تكتمل سنوات ثلاث،لكنها لم تغادر ذاكرة اليمنيين وظلت تضرب بتلك الفترة الأمثال :فمن لا ينسى حركة التصحيح حينها،إنهم فتية أرادوا للبلد الخير،لكن كان المتربصون كثر والمتآمرون على هذا المشروع لم يرق لهم أيضاً بقائه لما يمثل من رقي لأنه مشروع الدولة المدنية الحديثة،هذا المشروع الناصري الذي بزغ نوره إرادة القوى المتآمرة أن تطفئ نور الخير والحق باغتيال هذا المشروع، بعدها حاول الرفاق أن يواصلوا المشوار، إلا أن المتآمرين ظلوا يلاحقونهم تحت اسم العلمانية تارة والتشويه تارة أخرى،فقد تعرضوا في عام1978م للإعدام والتعذيب والتنكيل والسجن بين المؤبد وغيره لكنهم ظلوا صامدين بالرغم من الجحيم الذي طالهم،إنها دروس عظيمة نستلهم منها العزيمة من خلال صمود هؤلاء الذي لم يتعرض تيار سياسي للتنكيل أكثر مما تعرضوا له والـتأريخ خير شاهد على ذلك،لان هناك محاولات حثيثة لضرب هذا المشروع الناصري لما يحمل من قضايا تهم الأمة ومنها قضية فلسطين وكذا دعم فكر المقاومة والوقوف إلى جانبه، لم يستطع المتآمرون أن يضعفوا من تبقى من أبرار الناصرية بالرغم من الإخفاء القسري والإقامة الجبرية وفي المنفى إبان حكم المخلوع صالح الذي ظلوا إلى اليوم تلصق بهم تهم لا ناقة لهم بها ولا جمل، لكنه أخيراً دفع ثمن استبداده وظلمه وتلطخ يده بالدماء من ينسى الشهيد عيسى محمد سيف وسالم السقاف وعبد السلام مقبل وعلي قناف زهرة ومحسن فلاح والمرزوقي وغيرهم من لا استطيع أن اسرد أسمائهم الطاهرة والنظيفة الذي رحلت عنا، لأنها قالت لا للظلم والاستبداد إرادة للوطن الخير وارد لها الفاسدون والطغاة الموت،لكننا اليوم نفرح أن جيلاً ثار وخرج ضد الطغاة والحاكم المستبد ورفعت صور هؤلاء في الساحات وطالبوا بالمحاكمات لأن دمائهم الطاهرة لازالت تلاحق القتلة،الذي أثار الشعب وقال لهم ارحلوا إنكم قاتلون ومجرمون.
يحق للناصريين أن يفخروا ويحتفلوا بتأريخهم العريق وبذكرى تأسيسهم فهم من أسسوا مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة وهم وراء مشروع اللقاء المشترك،ظلوا أقوياء صامدين لم يتعرض أي تيار سياسي لما تعرضوا له، لكنهم لم يساوموا أو يتراجعوا عن نضالهم الكبير..
أنني أبارك لكل الناصريين في اليمن وكل مؤمن بحركة التحرر ومشروع القائد المعلم الزعيم جمال عبد الناصر،واشعر بالفخر أنني انتمي لهذه المدرسة،فهي مدرسة تاريخية فكرية عظيمة تهتم بالأوطان وترفض الاتجار بدماء الشعوب،وسيظل ويبقى التنظيم الناصري الفكر المتجدد الذي يدعو إلى تعزيز التحالفات السياسية دائماً وكذا الدفاع عن حرية وكرامة الأمة.
 
في الجمعة 28 ديسمبر-كانون الأول 2012 10:27:15 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=70395