تعز.. عاصمة الكلام
أحمد عثمان
أحمد عثمان

 تعز عاصمة ثقافية لليمن... تعز ممنونة كعادتها، فهي تسكر من زبيبة وتدوخ من كلمة طيبة، لكن الكلام ـ كما يقولون ـ لا يؤكل عيش ولا يحل مشاكل ولا يلبي طموحات.. تعز، ومنذ مدة (حانبة) بالكلام المعسول من باب (تعز هي اليمن واليمن هي تعز) وعليها أن تدفع كل الأثمان ربما لأن تعز عندما تتحرك تتحرك باسم اليمن ولا مطالب ضيقة لها جعلت الناس يركنون لهذا الحس الوطني فيكتفون بإكرامها بالكلام، حتى المشاريع أصبح أبناء المدينة يحفظونها عن ظهر قلب وهي تعاد كل يوم وفي كل فترة وكل مسؤول يأتي ليقرأ القائمة ذاتها بالميزانية المقررة مثل ميناء المخأ والمطار الدولي وتحلية المياه وحتى الشوارع رغم أنها قديمة وبميزانية معلنة من القدم وتبقى أغلبها كلاماً في كلام مسدودة نفتح كلاماً، بينما العشوائية هي المسيطرة على كل شيء، لأن الجميع يعتقد أن أهم شيء أن تردد لتعز الوعود لأنهم ينسون ويرضون (بموزة خاسع) ثم تذهب الجهود لتفتيت أبنائها بأيدي أبنائها وأيدي الحاقدين دون إدراك للمتغير الجديد في المزاج الشعبي الحساس والثوري ضد التنويم والاستهبال الذي يمارس عليها ...
تقريباً كل المسؤولين الذين بتوءوا مناصب رفيعة من أبناء تعز لم يقدموا شيئاً لتعز إن لم يكونوا وبالاً عليها لأنهم كانوا يختارون بعناية لأداء دور الخادم السخيف ويتحول مثل الخاتم في أيدي الآخرين، ملكيين أكثر من الملك وخدماً رائعين على حساب المحافظة ولا يحتاج إلى ذكر الأمثلة فهي لا تخفى ...الآن نخاف أن تتكرر نفس الاسطوانة على تعز؟؟.. فتصل الثورة والتغيير إلى كل المحافظات وتعز تبقى محلك سر....
منذ سنة وأبناء تعز يطالبون بالتغيير يومياً، خصوصاً الوكلاء والمسؤلين الذين تورطوا مع قيران وكانت بينهم قرابة دم؟ وبدلاً من ذلك تصدر قرارات تغيير لوكلاء في العديد من المحافظات وتعز تصدر لها (فريحة) قرار (تعز عاصمة للثقافة) يعني كلام في كلام ويبقى حرام عليها التغيير وحرام عليها وحدة أبنائها.... يموتون من اجل الوحدة ويموت الآخرون من أجل تمزيقهم وإعاقة وصول الثورة إليهم..
وأنا هنا استعير كلمة أحد أبناء تعز إياهم الذين استماتوا مع أعداء المحافظة واليمن وهو يقول في لحظة صدق (تعز مثل منى علي زفت كل الأعراس وماتت عازبة) لا أريد أن أقول صدقك وهو كذوب، لكنها حالة من المكاشفة والاعتراف بالحقيقة المرة وشهد شاهد من أهلها ....
نعم تعز عاصمة الثقافة، لكن الثقافة هي خلاصة للتنمية والسلوك الحضاري وأهم مظاهرها الدولة وترسيخ القانون ومحاربة الفقر والبطالة وتغيير مستوى نمط العيش بين المواطنين والشعور بالمواطنة المحترمة، وهذا أمر يتأخر كل يوم وكأنه أمر دبر بليل ومتفق عليه ضد هذه المحافظة وأخطر ما فيها تغييب المواطنة المتساوية وتغييب الشراكة الوطنية ومحاولة محاربة التغيير بأيادٍ ظاهرة وباطنة وإدخال المحافظة غرفة الإنعاش لينتعش الجميع بعدها ولا بأس أن يتغنوا بعدها ويرددوا الحديث عن غرفة إنعاش اسمها (عاصمة الثقافة)..
المرحومة تعز التي يستكثرون عليها حتى الشهداء والمصائب التي يصنعونها (عبد الله قيران) المتهم بتدبير وقيادة المحرقة ظهر قبل أيام لينكر المحرقة من أساسها حتى عمل مثل هذا ينكرونه، إنهم يريدون أن تكون تعز وتظل نكرة وهذا أمر لن يكون... الثورة أعطت تعز روحاً أخرى أكثر مقاومة وأكثر وعياً وأكثر قدرة على تجاوز سلبياتها ونقاط ضعفها.
ahmedothman6@gmail.com
في الإثنين 14 يناير-كانون الثاني 2013 03:20:25 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=70566