شوقي وبداية النهاية !
طارق فؤاد البنا
طارق فؤاد البنا

يوماً بعد يوم، ولحظة بعد لحظة، تقترب الحقيقة من السطوع، وتتجلى كل يوم أشياء لم نكن نتوقعها، اليأس يضرب أرواحنا بقوة، والصبر يكاد ينفذ، والقلوب تكاد تبلغ الحناجر، فقد أصبحنا جميعاً نظن في شوقي الظنونا، رغم أننا في لحظةٍ ما قلنا أنه ليس لتعز إلا شوقي، وربما نُحاسب على هذه اللحظة التي لم نعمل لها حساباً من قبل!.
حتى اللحظة لستُ مع ترديد شعار (إرحل) لشوقي، رغم أن عشرات الآلاف من المواطنين هتفوا به في مسيرة (عائدون للتغيير) يوم الأحد في تعز، ففي اعتقادي أنه رغم كل ما جرى فإن هذا الشعار سابق لأوانه، فحتى لا يتهمنا شوقي أننا نعاديه، أو أننا نعيقه، أقسم له بكل ما هو مقدسٌ عنده أننا لا نريد منه شيئاً سوى أن يحقق لتعز شيئاً من أحلامها، لا نريد (دبي) التي وعد بها الآن، لا نريد (13) برجاً، بل نريد أن يزيح عن كواهلنا (13) شيخاً سيجثمون على صدورنا بقدر ما تجثم تلك الأبراج على الأرض، نريد فقط حياة آمنة بعيداً عن من قتلونا وأحرقوا جثثنا، والذين لا زالوا يتبادلون معه الضحكات في مكتبه، نريد حياةً حقيقية تنتزع منها كل الفاسدين، لا نريد تشبثاً بهم، ولا نريد تعيين أفسد محل فاسد..
أنا أؤمن يقيناً أن هناك ضغوط رهيبة تُمارس على شوقي من قبل أطراف نعلمها ونجهلها في آنٍ واحد، نعلم أنها لن تتركنا في حالنا خاصة أن تعز هي من سببت لهم (الصداع) الأكبر في رؤوسهم، ونجهل ماذا تقول لشوقي، وبماذا تضغط عليه، ولماذا يرضخ شوقي لكل هذه الضغوطات، فالفرق الذي نراه يبدو (شاسعاً) جداً بين أقواله وأفعاله، وإن المسيرات التي ينفذها الشباب في تعز ليست إلا من أجل الضغط بجانب شوقي، وليست كراهية أو عدائية له، وإن كان هناك تصرفات فردية فإنها لا تمثل الجماعة، فأنت تعلم يا شوقي أن شباب الثورة هم أكثر من رحب بك، قبل أي جهةٍ أخرى رحبت بك فيما بعد لأنها وجدت ضالتها فيك!.
ومن المؤسف جداً أن تتعرض مسيرة الأحد إلى الاعتداء من قبل بلاطجة لا نحب أن نقول أنهم يتبعون (فلان)، فما يهمنا هو أننا كنا نظن أن عهد (البلطجة) قد ولَّى وذهب دون رجعة، لكنه يبدو أن كل شيء يأتي (صادماً) لنا، ومن المؤسف أكثر وأكثر وأكثر..إلى ما لا نهاية، أن يتم الاعتداء على أسر الشهداء المعتصمين أمام مبنى محافظة تعز بعد عشاء ذات اليوم .. يا رب ما هذه الصدمات التي تلاحقنا، أبعد أن قدموا فلذات أكبادهم يأتي جنود الأمن البواسل ليضربوهم ضرباً مبرحاً، لا لشيء سوى أنهم قالوا: لا لقانون العدالة الانتقالية المزيف، نعم لمحاكمة القتلة، لا نريد (دِيَّات)، نريد فقط .. محاكمة وقصاصاً.
شوقي.. صدِّقني، لا نريد أن نراك في أسفل (دَرَجَ السقوط)، رغم أنك الآن تسير فيه بفعل حمق من يرشدوك، فهم يودوا بك إلى التهلكة، وأنت تظن أنهم يحسنون صنعاً، لذا أنصحك بأن تتجنبهم كي لا تصبحوا جميعاً من الأخسرين أعمالاً، لا تتمسك برأيي ولا برأي الإشتراكي ولا برأي الإصلاح ولا برأي أحد، تمسك فقط بحب تعز، وستجدنا جميعاً بقربك، أما إن ظل الأمر على ما هو عليه فلا أدري هل أبشرك أم أنذرك، فصرخات الرحيل التي سمعتها يوم الأحد ستكون أكثر ضجيجاً، وأشد قوة، فلم يصمد في وجهها من سبقك ، والأمر إليك ، فانظر ماذا تفعل!!.
إيماءة :
بخصوص التهديد الذي تعرضت له يوم السبت من قبل أحد ضباط الحرس والذي قال (ما بينكش سخى.. عايقرحوا رأسك) وبعد أيام من المراقبة والتجسس أقول: لم ترهبنا التهديدات في زمن (الخوف)، فما بالك الآن وقد خرجنا من ذاك (النفق) إلى متسع الحرية والقوة، أنتم لا ترهبون إلا أنفسكم، أما نحن فقد كبرنا على مثل هذه (التفاهات) التي أتت في الوقت الضائع لتستفرد عضلاتها ظناً منها أنها ستكمم أفواهنا، وستمنعنا من قول الحقيقة للناس، ثقوا بأننا سنوصل أصوات الناس إلى الجميع، وأنتم ستظلون في الدرك الأسفل من الحقارة والوضاعة.. مع من يرشدكم ويعلمكم، سواء كانوا يلبسون (الميري) أم البدلات الرسمية الجميلة و(الكرفتات) الأنيقة، لا فرق عندي، كلهم في البلطجة سواء.
 
في الثلاثاء 15 يناير-كانون الثاني 2013 03:38:31 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=70571