الحوار الوطني قيمة أساسية ومهمة وطنية إنسانية
صالح المنصوب
صالح المنصوب

ايام فقط تفصلنا عن موعد الحوار الوطني والذي تقرر عقده في18/3/2013م والذي يترقب موعده المواطن اليمني ويتابع أخباره باستمرار متفائلاً به كونه الخيار والمنقذ بل والفرصة الذي ستخرج اليمن من مربع الفوضى ويدرك ان الحوار هو القيمة الاخلاقية والحضارية الذي من خلالها ستحل وتعالج كل القضايا، فالجميع سيقعدون على طاولة الحوار الهادئ منهم والصامت والمتشنج والرزين والمختزل وغيره كل هؤلاء مع كل المتناقضات سيجتمعون لكن المطلوب منهم هو وضع حلول وعلاج لكل معاناة الوطن, ولندرك جميعاً معنى فشل الحوار, معناه هو التدخل لإدارة البلد من رعاة المبادرة والمجتمع الدولي ان المتحاورون فشلوا في الوصول الى نتيجة..
كما يتطلب منهم ان يتم التعاطي مع القضية الجنوبية بأولوية ووضوح ومصداقية ووضع حلول لها.. يليها قضية صعدة, كونها قضايا هامة يجب التعامل معها بشفافية وعدم تجاهلها, كون ذلك قد يدق مسماراً في نعش الحوار ويجعل الحوار يتشظى..
فالمشاركون في الحوار كل له وجهة نظر وله مطالب وشروط, لكن اتمنى ان لا يكون ذلك توجه للعرقلة وضرب مشروع الحوار، ومنهم من يطرح التفاوض دون ان يدركوا ان الحوار هو اصلاً سيكون تفاوضياً مع كل الاطراف للخروج بنتائج تنقذ البلد وتوفر تربة خصبة للعيش والتعايش بسلام دون الفرض والاستئثار.. فكل المشاركين هم مسئولون وكل له رؤية والتعامل مع الحوار يجب ان يكون بكل وطنية ومصداقية ووفاء وتعالي وترفع عن كل الصغائر وليتجهوا جمعيا من اجل الوطن ولتضع المكايدات والخلافات جانباً وليكن الوطن هو فوق كل اعتبارات, لتغرس هذه القيمة وندرك اننا جمعيا ابناء اليمن ومسئولون عن بناءه والانتقال به من الفوضى الى المدنية والمواطنة والحكم الرشد وهذا حتماً سيكون محسوباً لمحبي الوطن ومن يسعون لنهضة الوطن وتجنيبه الويلات.
الوطن يعيش حالاً يرثى لها بعد مخاض طويل من الشد والجذب والخروج من هذا الحال يتطلب من الجميع وكل الشرائح سياسية واعلامية وغيرها ان نتعامل بإنسانية ونجتهد ونتنازل ونتحمل ونصبر حتى نخرج من حالة الاستقواء والاستفراد.. 
الحوار قادم وعلينا ان نقلل من الخطاب المتوتر ويجب ان يتحول الخطاب ويتغير من خطاب متشنج ومستفز الى خطاب مرن ومتفائل على قاعدة حب الوطن والانتماء اليه ولنشارك في حملة التوعية بقيمة الحوار الوطني ونهيئ له ليس من أجل فلان او علان بل من اجل الوطن من اجل عزته ونهضته والخروج من محنته ولنقطع الطريق امام من يسعون لإفشال الحوار ونسأل الله لهم الهداية..
فالوطن في الأصل تواجهه تحديات عدة ومشاريع ورؤى متنوعة, لكن على المشاركون ان لا يصبوا الزيت في النار مهما حاول البعض ذلك فليتبنوا قواعد للحوار تضمن للجميع المشاركة بدون استثناء وليأخذوا الرأي من الجميع، فالحوار هو وسيلة للوصول الى غاية وهي التعايش بين ابناء الشعب الواحد بسلام وحرية واقامة دولته المدنية الحديثة الذي ستحقق المواطنة والعيش الكريم لكل ابناء الشعب الواحد.
إخوتي في الحوار لا تخذلوا الشعب, فهو يعلق امله فيكم وترفعوا عن الصغائر ودعوا المواطن والوطن يتنفس الأمل والسلام والأمن والاستقرار, لأن الانقسام في الحوار يعني ضرب الحوار والاتجاه نحو العنف, من يفضل خيار العنف بدلا للحوار يعني انه سيقبل على الانتحار..
دعائي لكم ان يكون الحوار ليس من اجل الذات, بل من اجل الوطن والمواطن الذي عانى كثيراً.   
 
في السبت 16 مارس - آذار 2013 04:10:42 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=71148