مرحباً بالحوار ونترحم على شهداء الثورة الأخيار
صالح المنصوب
صالح المنصوب

في البداية قبلة من أوساط قلبي وأعماق روحي أمنحها لكل شهداء الثورة وهي واجب الأداء منا لهم وهي قليل, كيف لا وهم نور في افئدتنا وبلسم يداوي جروحنا, بدمائهم الزكية والطاهرة أزاحوا كابوساً وكسروا حاجز الخوف وحضرت الحرية ولولا هم لما وصلنا إلى هذه المرحلة، إنهم فتية خرجوا من أجل الوطن لمواجهة الظلم والقهر, وبلا استثناء فكل من استشهدوا وجرحوا شمالاً وجنوباً كلهم من أبناء الوطن وهم إشراقة مضيئة سنظل نتذكرها دائماً.
بصراحة اليوم أشعر بحزن شديد، بالرغم من فرحة إنطلاق موعد الحوار الوطني، لأنه يوم لا ينسى، يوم مجزرة جمعة الكرامة التي لم تتضح فصولها إلى اليوم وهي مذبحة بلا عقاب بناء على تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش" الذي اسمته بذلك, مجزرة سقط فيها عدد من خيرة شباب الثورة عقب أدائهم للصلاة برصاص لا تعرف الرحمة، متصورون برحيلهم أنه سيغادر الثوار الساحة لكن زادهم ذلك صلابة.
إنه يوم حزين بكل المقاييس يذكرنا برحيل نخبة وكوكبة كان لديهم حلم بالتغيير بدولة مدنية تحقق كرامة المواطن والوطن, تحقق جزءاً من احلامهم, والباقي لن يتم السكوت عنه في حال تم التغافل، فالثورة مستمرة وفاء لدمائهم, أهداف كبيرة وأحلام بوطن تتحقق فيه المواطنة والعدالة والمساواة والحكم الرشيد, لكن علينا أن لا نخون تلك الدماء ونسكت بالمساومة والتغاضي, هم من صنعوا جذوة من التغيير, وعلى إخوة الثورة أن لا يتناسوا أنهم قطعوا عهداً وعليهم الوفاء به.
اليوم ذكرى مجزرة الكرامة أتمنى أن نحييها جميعاً وأن لا يقتصر الحزن لتلك الأسر، فهم إخوة لنا, لا أنسى قول الأستاذ/عبدالملك المخلافي ذات مرة في كلمته بذكرى تأبين الدكتور/عبدالقدوس المضواحي، رحمه الله مخاطباً رئيس الحكومة: الثورة أمانة في أعناقكم أنت وزملائك الذين توليتم المسئولية ودماء المئات من الشباب الذين أرووا هذه الأرض بدمائهم بالثورة الشعبية السلمية، هذا الإرث أمانة في أعناقكم أمانة تتحملونها من أجل تحقيق المبادئ والأهداف.
أما الحوار الوطني فمرحباً به وتحية لكل المشاركين والذين نقول لهم: دماء شباب الثورة أمانة في أعناقكم واعملوا من أجل الوطن حتى نرضى عنكم ولتضعوا الوطن فوق كل اعتبارات وتوجهات, سيبدأ جرس انطلاقكم اليوم وسنسمعه ولو بعد حين, فأحلام اليمنيين وتطلعاتهم تتجه نحوكم وتتابعكم, وتتمنى أن تكون خطوة إلى الأمام بدون شد وجذب وعناد وحماقة, ونخاف أن يتحول إلى حوار الطرشان ليسحق كل الآمال..
 يا ليت أن تحضر العقول والوطنية والحلم والوفاء والصدق والإخاء والقضية الجنوبية, وأن يكون الحوار مدنياً بكل المقاييس، فهو أشبه بدورة تدريب سوف يتعلم منها المشاركون قواعد الحوار وأبجدياته, لأنه من خلاله سوف نجسد نوع الدولة الذي ننشدها بالمستقبل وبعيداً عن منطق الإقصاء والتهميش والهمجية وشيخ القبيلة والجنرال، يجب أن يكون لإخواننا في مناطق الجنوب نصيب وليعترف الجميع بالمعاناة والأوجاع والظلم الذي لحق بهم، فما يجري هو تراكم للماضي المقيت والقضية الجنوبية تعتبر الاهم في الطاولة، لأنهم بعد أن يأسوا وفقدوا الثقة برفاق الأمس فضلوا التصعيد والعصيان، لأنها أهملت وأغفلت, ولا ندع للماضي المقيت أن يحضر، فهو يجدد ويعيد الجراح.
يوم حواري جميل بامتياز أن يلتقي الجميع لتناول فنجان قهوة للتعارف على طاولة واحدة, وليعمل الجميع للنجاح من أجل اليمن وليكونوا صادقين ولينصحوا من يسعون إلى إشعال الموقف أنهم يعملون ضد وطن قد يلعنهم بالغد وكل يحشد طاقاته والمشاركة من أجل اليمن لا من أجل الفتات البسيط الذي سينتهي وليدعوا قمصان الشر وليلبسوا قمصان الخير وليصنعوا عهد اليمن الجديد..
أتمنى أن تكونوا جميعاً قدوة مخلصين لشعبكم, وأجدد بالقول: مرحباً بالحوار ونترحم على شهداء الثورة الأخيار، رحمهم الله ووفق أبناء شعبهم لتحقيق أهدافهم.. ولله في خلقة شؤون.

في الإثنين 18 مارس - آذار 2013 01:24:36 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=71178