هل أتاك حديث المؤتمر؟
عبدالعليم الحاج
عبدالعليم الحاج

حديث المؤتمر الشعبي العام هذه الأيام عن الإقصاء والتهميش بحق كوادره في مؤسسات الدولة, لا يثير الاستغراب فقط, بل يثير السخرية والتقزز في آن واحد, لأن الحزب انتهج الإقصاء طوال مسيرته السياسية بشكل فاضح ليس بحق خصومه السياسيين فحسب, بل همش كل الكفاءات الوطنية والنزيهة بمختلف انتماءاتها وتوجهاتها ورهن الوظيفة العامة والمناصب الإدارية لأعضائه ومناصريه واستحوذ على مفاصل الدولة ابتداءً من رئاسة الفصل وحتى رئاسة الدولة وكأن البلد عزبة أو قطعة أرض ورثها عن أبيه عن جده.. وبالتالي فهو يعتقد أن أي تغيير يطال أحد الفاسدين في أي مرفق حكومي كأنه استهداف له ولكوادره التي يخيل إليه أنها ولدت وملعقة السلطة والعز في فمها وبالتالي من الصعب فطامها حتى وإن بلغت حولين كاملين.
ما يزال يصر بقايا المؤتمر الشعبي أن الثورة الشعبية التي خلعت زعيمهم من سدة الحكم هي مؤامرة خارجية وان شباب الثورة ليسوا سوى حفنة من المغرر بهم بحسب توصيف أمينه المساعد صاحب مقولة قلع العداد في عيد ميلاد سيده الرئيس السابق.. وكعادته في كل مناسبة وزار يقيمها الزعيم لحملة مباخره يذكرهم بما حل بهم وما يتعرضون له من إقصاء وتهميش, في أسطوانة مشروخة دأب عليها بهدف التغطية على جرائمه التي ما يزال يمارسها حتى اللحظة.. من يتابع لأول مرة حديث صالح وهو يندب الإقصاء والتهميش بحق حزبه سيظن أن هذا الحزب مسكين يرحم الله، حاله يفطر القلب مما حل به من إقصاء وهو من له الفضل في النعيم الذي يتقلب فيه الشعب اليمني عن اليمين وعن الشمال وهو بريء من تهم الفساد ونهب المال العام وليس له علاقة بتزوير الانتخابات وتسميم الحياة السياسية ولم يقود البلد إلى الفشل والفوضى ولم يستأثر بالسلطة والمال والوظيفة العامة ولم يسع لقلع العداد وتأبيد الحكم في أسرة بعينها, كما أنه بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب في حروب صعدة الستة وغزواته ضد شباب الثورة في جمعة الكرامة ومحرقة تعز وليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بتسليم محافظة أبين للقاعدة.. وإياكم يروح حسكم بعيد أن بقايا النظام السابق هم من يقفون وراء أعمال التخريب للكهرباء وأنابيب النفط وكل ما في الأمر أن هذه الأعمال أظن وبعض الظن إثم أنها صنيعة أشباح قدموا اليمن من كوكب آخر وقد يكونون أنفسهم من أشعل ثورات الربيع العربي عن طريق غرفة عمليات في تلابيب تلقوا تدريباتهم فيها, بحسب توصيف الزعيم لثورات الربيع العربي.. (صحيح اللي اختشوا ماتوا) وشر البلية ما يضحك.
لقد ظل المؤتمر على مدى السنوات الماضية وكيلاً حصرياً للجمهورية اليمنية ولم يكن حنيناً, مثل ما يقول إخواننا المصريون, مع شركائه في العملية السياسية ووصل به الشره إلى ترحيلهم وتصفيتهم من كل مفاصل الدولة.. وبالتالي فحديثه اليوم عن المشاركة السياسية والمساواة وحقوق الإنسان والشراكة في الثروة والسلطة, كحديث العاهرة عن العفة والشرف وهو من أدار البلد بالتفرد والإقصاء وعقلية الحاكم المستبد الذي يعتقد أن الباطل لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه, فأتاه الله من حيث لا يحتسب, وكان عاقبة أمره خسراً..
وحتى تتحقق العدالة لا بد أن يكون الجزاء من جنس العمل ومن العدل أن لا يظل القاتل خارج قفص الاتهام وان لا تبقى رجالات النظام البائد المتخلفة والفاسدة تدير مرحلة التغيير, لأن مكانها الطبيعي السجون وليس كراسي الحكم.

في الأحد 07 إبريل-نيسان 2013 04:17:22 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=71398