ماذا يفعل الحوثي في بلدنا؟
لينا صالح
لينا صالح

‏ إيران تقتل العرب الآن في سوريا والعراق، وتريد أن تكمل مسلسلها الدامي لتقتل العرب في اليمن أيضاً.. أمريكا سلمت العراق لإيران في ٢٠٠٣م لتفعل إيران بالعرب هناك ما فعلت من حرب إبادة بكل ما تحمله الكلمة من معنى دامٍ، هل لا زال في هذا أي شك بعد اليوم عند أحدهم؟.. ماذا نفهم هنا؟.. أظن أن الأمر صار واضحاً وتكشفت الحقيقة بأنصع صورها.. عرف الجميع الآن أن ما يجري بسوريا اليوم هو تتمة لمسلسل إيران الدموي بحق العرب والذي بدأته في العراق، عرف الكل الآن أن ما جرى بسوريا ما هو إلا حرب بالوكالة لإيران عن الغرب ومع الغرب ضد العرب, أي بضوء أخضر ودعم مباشر , من تحت الطاولة, من أمريكا ومن خلفها إسرائيل و كل الغرب.. كل الغرب!.
****
توحد الجميع على أمة العرب.. روسيا والصين وأمريكا وأوروبا وإيران وإسرائيل.. انظروا.. واسمعوا.. وعوا بني أمتي.. كل هذه المتناقضات توحدت علينا.. واتفقت على شيء واحد.. هو: إبادة العرب.. وكل هذا الحقد على العرب ما هو إلا البداية!.
*****
في بلدنا الذي يحكى أنه كان سعيداً.. يفعل الحوثيون في أهل صعدة واليمن عموماً ما يفعله الأسد وشيعته والإيرانيون وحرسهم الثوري في الشعب السوري.. وما يفعله المالكي والعصابات الطائفية المحترفة للإجرام التي اكتسحت العراق بعد ٢٠٠٣م والتي فتح لها الاحتلال الامريكي كل الارض العراقية وسلمها هذا البلد العظيم تفعل به ما تريد، وتدمر فيه ما شاءت.
*****
الأخبار التي تتوارد من ضواحي صنعاء ومحافظات حجة وعمران والجوف عن التوسعات الغير مسبوقة لعصابات الحوثي وميليشياته المسلحة، دون أن تتحرك القيادة السياسية والعسكرية والجيش اليمني أو يخرجوا علينا ويصارحوا الشعب بأنهم عاجزون ولا يستطيعون الوقوف أو مجابهة عصابات الحوثي وإيقاف نزيف هيبة الدولة التي مسح بها الحوثي الأرض، وأهدر كل قيمة ومعنى للدولة والكرامة والسيادة اليمنية.. فقط نريد منهم صدقاً ومصارحة: ما الذي يجري الآن في بلدنا؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟!.. سؤال هام يجب أن يجيب عنه الرئيس شخصياً ووزير دفاعه: هل ستنتظرون أن تتحول الأوضاع في اليمن وتتدهور حتى تصبح اليمن مثل سوريا من حيث حرب الإبادة التي ستحصل من قبل عصابات الحوثي الطائفية (التي تدربها إيران الآن وتجهزها على أعلى مستوى ومن كل النواحي العسكرية والقتالية والمادية لفعل شيء ما في اليمن وليس عبثاً)؟.. إنهم جماعات تمثل الطائفية والعنصرية والغدر بأبشع صوره.. لا يقول لنا احدهم العبارة البلهاء:(اليمن ليست سوريا).. بلى.. نؤكد للجميع.. اليمن ممكن جدا أن تكون سوريا، إذا استمر أصحاب القرار ورجالات اليمن يصمون آذانهم، ويقنعون انفسهم ويطمئنوها بأن اليمن ليست سوريا، الفاشل فقط هو من لا يأخذ العبرة من غيره، ولا يعترف بالواقع على الأرض، ونحن يجب أن نعتبر مما يجري لإخواننا هناك في سوريا، لا يجب أن تنتظر قيادة البلد حتى تقع الفأس في الرأس، عندها.. لن تنفعنا أعذارهم وتبريراتهم أبداً!.
*****
فهناك أوجه شبه كثيرة بين اليمن وسوريا.. تأملوا.. الذي حصل في سوريا: أن شعبا تعداده قرابة الـ٢٥مليون نسمة مسلماً وسنياً في غالبيته تعرض ويتعرض لحرب تطهير عرقي من حفنة أقلية قليلة تمثل الطائفة الشيعية (وهي نفس طائفة الحوثيين!).. ثم انظروا الى مشهد اخر وقارنوا: الذي حاصل في اليمن الآن أن شعباً تعداده قرابة الـ٢٥ مليون نسمة مسلماً سنياً في غالبيته الساحقة تجرى الآن- ومن قبل- الترتيبات والاستعدادات الكبيرة والكبيرة جدا لسحقه وتدميره، ثم مشهد آخر للمقارنة والتأمل بشكل ملفت، قارنوا أيضاً: الاستعدادات تتم بدعم مباشر وقوي من ايران بالدعم المالي والعسكري واللوجستي، وبدعم حزب الله عن طريق تدريب الرجال على القتال بشكل احترافي في الارض اللبنانية كما تواردت الأخبار، روسيا أيضاً لها أياديٍ مشبوهة في اليمن ولو سياسياً بحكم موقعنا الهام جداً.. فلنتأمل: نفس الجهات الخارجية الإجرامية (إيران روسيا) التي تدعم وتمول عمليات القتل والإبادة في سوريا الحبيبة، هي نفسها من تمول وتجهز وتدرب وتدعم مليشيات الحوثي وبقايا النظام المخلوع المتمتع بحصانة غير شرعية ولا اخلاقية منحها اياه حلفائه وشركائه (الجارة الكبرى وأمريكا وأوروبا)..ثم.. وبعد كل ما رأيناه من فظائع يندى لها الجبين ..ويشيب لها الرأس.. لا زال إلى الآن، في صنعاء.. عاصمتنا الحبيبة.. لا زال يرفرف هناك علم ايران ،وروسيا والصين فوق سفاراتهم ..شركاء الاسد وبقايا نظامه الدموي في ابادة عرب سوريا.. وشعبها الحر المقهور.. بل لازال يرفرف علم نظام الاسد الطاغية فوق السفارة السورية، التي رفض الرئيس السابق (فهو مازال يحكم ويأمر) عن طريق ممثليه في الحكومة شبه المشلولة رفضوا تسليم مقر سفارة سوريا بصنعاء للممثل الحقيقي للشعب السوري ،وهي ائتلاف المعارضة السورية .!! هل بعد هذا خزي على أبناء اليمن الذين ثاروا ضد نظام الظلم والاستبداد والقهر، ثم لا يزال علم احد الطغاة المستبدين يرفرف في هواء صنعاء النقي.. علم عائلة الأسد.
*****
 أنها كارثة كبرى لو حصل(لا قدر الله) وان نجح الحوثي وباقي القوى الأخرى الخارجية والداخلية من وراءه في تفجير الوضع في بلدنا ..ونجحوا في تكرار ما يجري على الأرض السورية وتطبيقه على الأرض اليمنية.. هكذا بدون أن يفعل الجيش والحكومة وقيادات القوات المسلحة والأمنية أي شيء يوقف هذه المليشيات الطائفية ومرتزقة ايران الذين يتخذون من صعدة مقرا ومنطلقا لجرائمهم وحربهم على الشعب اليمني ومصالحه العليا وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه و مواطنيه.
*****
فلينظر أصحاب القرار الذين تصدوا لقيادة هذه المرحلة الحساسة في بلدنا في هذا الوقت الحرج، وجاملوا الخارج كثيراً على حساب امن اليمن وكرامة وحقوق الشعب، ومنحوا حصانة للقاتل وبقايا النظام السابق ليضع هو الآخر بصماته الآثمة فيما يجري من تدمير لليمن ،تحت انظارنا منذ بداية الثورة الشبابية.. ورأى الشعب اليمني أثناء الثورة الشبابية كيف نهب وسرق أبناء المخلوع واتباعه أسلحة وترسانات الجيش اليمني من المعسكرات التي كانت في عهدتهم وأوصلوها للعصابات والجماعات الخارجة عن الدين والوطن في أبين وصعدة وغيرها.
*****
إن عمليات القتل والحرق والتعذيب والتشريد لآلاف المواطنين اليمنيين الأبرياء في صعدة، أمام مرأى ومسمع من الرئيس وحكومته ورجالاته ، وأمام مرأى الجيش اليمني الباسل بكل وحداته وأفرعه وترسانته وتعداد جنوده وضباطه وكوادره، لهي عار وخزي سيسجله الشعب اليمني ولن ينساه لمن تولوا أمانة حماية الوطن وسلامته.. ثم ها هم يقفون صامتين أمام ما تفعله مليشيات الحوثي ومليشيات المخلوع ومن خلفها ..ما يجري ليس له اسم سوى انه عار يتم امام مرأى ومسمع رجال القبائل الأشداء في كل أرجاء اليمن عموماً، بل وفي المحافظات المنكوبة نفسها في حجة وعمران وصعدة والجوف ..هذه المناطق معروف كم هي القوة واللحمة المتماسكة لقبائله ،كم هو عجيب ومريب ما يجري من رجال وشيوخ قبائل تلك المناطق التي يمارس فيها الحوثي في الأهالي هناك والناس ابشع صور الأذلال والإهانة والقهر.. هذه رسالة لقبائل حاشد وبكيل تحديدا وباقي القبائل عموما :هل يرضيكم كل الذي يجري في محافظة صعدة وما حولها والمحافظات الأخرى؟ .. إن الدولة والسلطة اذا تأخرت عن أداء واجبها وقصرت، فالواجب على القبائل أن تتحرك هي، وتقوم هي بدورها وواجبها الوطني والأخلاقي والديني الذي عرفت به طوال تاريخ اليمن، والتاريخ المشرف لقبائل اليمن عبر كل عصور التاريخ في الملمات والمحن.. في الأخير، دعونا ننتظر ونرى.. فالأيام القادمة ستكشف لنا الكثير.. وسنرى معادن رجال كثيرين ،لا نعرف بعد معدنهم الحقيقي، ونتمنى أن يكون باطنهم وجوهرهم مثل ظاهرهم.. نرجو الله ألا يخيبوا ظن الشعب فيهم.

في الأحد 26 مايو 2013 03:26:02 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=71931