معتقلون بتهمة (حب الوطن)
صالح حسن أبو عسر
صالح حسن أبو عسر

قضية واحدة فقط تجعلني أشعر بعدم الثقة في قناعاتي، وتجعلني- أيضاًـ عاجزاً عن الدفاع عند أي هجوم بلطجي بوابل الأسئلة التي تنهال علي بين الحين والآخر، فحينما سألني أحدهم: ما الذي أنجزته الثورة خلال عامين؟, أجبته: تحاول إصلاح ما تم إفساده خلال 33 سنة، وحينما سألني: لماذا أنتم كشباب لم تستفيدوا من ثورتكم شيئاً؟!, أجبته: إننا يوم أن خرجنا للثورة لم تكن مصالحنا الشخصية هي التي دفعتنا, لذا فنحن غير مبالين بذلك..
لكن حينما سألني ساخراً: لماذا لم تستطع ثورتكم تحرير معتقليها؟!، صعقت ولم أجد جواباً إلا جواباً واحداً أسررته في نفسي ولم أبده له وهو أن ثمة مداهنة، وتواطؤ لا لشيء وإنما لإرضاء غرور بقايا نظام سابق نجح هؤلاء الأبطال وأمثالهم في تركيعه فأراد الانتقام منهم بتلفيقه بهم تهمة سخيفة هي:(محاولة الانقلاب على نظام الحكم).
أية محاولة انقلاب وأي نظام حكم يتشدقون به!!، إن تهمة هؤلاء الأبطال هي أنهم أسهموا ورفاقهم في صناعة ثورة أطاحت بنظام احترف الكذب، وأدمن الخداع، فكافأتهم حكومة الثورة بأن جعلتهم قرابين لمد جسور الغزل- غير العفيف- بينها وبين بقايا الفساد، والظلم، والطغيان.
أتساءل بمرارة: أية حكومة نصف أعضائها من المجلس الوطني لقوى الثورة لا تستطيع إطلاق سراح ثوار كان لهم الفضل بعد الله في وصول هذه الحكومة إلى مكانها الآن؟!.
إنني أدعو كافة المكونات الثورية لكسر جدار الصمت الرسمي عن هذه القضية، والضغط على الجهات المعنية التي تبدي تعنتاً في إطلاقهم، وتمارس ابتزازاً مفضوحاً في هذا الجانب.. دمتم ومعتقلو الثورة أحراراً. 

في الخميس 06 يونيو-حزيران 2013 03:07:49 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=72060