عن تزوير التاريخ" عيني عينك"
أحمد عثمان
أحمد عثمان

على "علي عبد الله صالح " بعد كل ما جرى أن يسكت وإذا تكلم عليه أن يتكلم بالحقيقة كرئيس خلع كما يخلع الضرس ولم يخرج برضاه بل بإرادة الشعب وعزيمة الثوار وإرادة المجتمع الدولي وبحصانة تدينه إلى يوم الدين.
 في المقابلة التي أجرتها معه قناة العربية تحدث "صالح" كعادته عن كثير من الأمور الشخصية ومنها عن لقبه "عفاش" وكيف أنه لقب زعيم القبيلة وانه يفتخر به كثيراً، والملاحظ عند الجميع ان هذا اللقب كان يخفيه عن عمد ولم يعرفه أحد إلا بعد الثورة من خصومه وهذا أمر لا يقدم ولا يؤخر, فالألقاب ليست هي المقياس والناس سواسية، وما قتلنا إلا التسابق على الألقاب التي يتفاخر الناس على بعضهم البعض- أصلي وغير أصلي وابن أصول وبلا أصل-, تقاسيم جاهلية ما انزل الله بها من سلطان ولا احد يحتاج إلى إقامة ألقاب قديمة أو استلاف ألقاب الآخرين ولا إخفاء اسم عائلته ولقبها..
 والثورة بل والثورات جاءت لمسح هذه الألقاب والتمييز العنصري والقبلي والمناطقي وكان من أهم ميزات ثورة 26سبتمبر أنها أنهت الفوارق السلالية.. ولولا هذه الثورة ما تقدم ابن الرعوي والمواطن اليمني "عبدالله صالح عفاش" إلى مجرد "خفير" في قصر صاحب الجلالة والسلالة المميزة من الدرجة الأولى, وبدلاً من تكريس المساواة التي قامت من أجلها ثورة سبتمبر, ذهب هو لتأسيس الفوارق العائلية الجديدة وحصر وتوريث الحكم على أساس أسري ضيق، ولم يعلم أن الشعب اليمني يستفزه التمييز العائلي والسلالي في أعماقه.. هذه قضية لا تحتاج إلى جدل أو فلسفة سواء كان عفاش أو الأحمر ولولا وجود عقدة نقص, لكنا عرفنا اسم "عفاش" من زمان يرفع على كل مؤسسة ومكتب والأمر لا يحتاج إلى مكابرة وإنما إلى غرس قيم المساواة ونبذ التمايز الأسري والسلالي والقبلي, فلا يوجد بين المواطنين أصلي وغير أصلي, فكلنا يمنيون وكلنا أولاد تسعة وكلنا لآدم وآدم من تراب.
القضية المهم هو قوله: إنه كان باستطاعته حسم الأمر عسكرياً وشعبياً لولا انه لم يرغب في سفك الدماء، يعني نحن أمام قديس لا يرضى بقتل دجاجة ما بالك ناس من شعبه!!- استغفر الله العظيم- ترى ماذا عن جمعة الكرامة ومذابح القاع وكنتاكي والمدينة الرياضية ومحرقة ومذابح تعز وعدن والحديدة والمدن الأخرى، الذي كان الشباب السلميون يضربون فيها على رؤوسهم بمضاد الطيران والبوازيك؟ ألا يعد هذا دماً ومحاولة حسم عسكري، ألم يجرب حظه طيلة سنة كاملة وخاض حروباً بكل أنواع الأسلحة ومنها الطيران ولم ينتصر بأي منها, وخرج خاسراً.. هل كان يمزح في الحصبة وفي أرحب ومعارك كنتاكي وفي اقتحام تعز وضربها لعدة أشهر بعد حرق الساحة؟، هو لم يستطع ان يقول إنه فوجئ بمقاومة شعبية على كل الجبهات وفشل عسكرياً وشعبياً وفضل الخروج بأقل الخسائر ولم يقامر الى النهاية وهذه ميزة محسوبة يمكنه ان يفاخر بها بدلاً من تزوير التاريخ" عيني عينك" والتعالي وكأنه يعلن ندمه ونيته في استمرار حربه الى الآن، أما عن الحسم الشعبي فحدث ولا حرج من المحاولات الخائبة في السبعين الى فشله الذريع بالحشد في كل المحافظات التي كانت تعج بالحشود الثائرة بساحات الحرية والتغيير ومنها تعز رغم إنزاله وحشده كل إمكانيات وأركان الدولة وكان عليه أن يسأل المرحوم عبدالعزيز عبدالغني -الله يرحمه- ومازال رشاد العليمي موجوداً وحتى سلطان البركاني والمحافظ الصوفي, بل الشعب الذي مازال شاهداً وحياً يرزق، فعن أي حسم عسكري وشعبي يتحدث الزعيم ولماذا تزوير التاريخ على ثورة الشعب وتضحياته على هذا الشكل الفج والمفضوح؟.
ألا يكفي ما جرى خلال 33 عاماً حتى كدنا أن نكتب أن قائد ومفجر ثورة 26سبتمبر وداعم ثورة أكتوبر هو الزعيم إياه سليل سيف بن ذي يزن.

في الإثنين 10 يونيو-حزيران 2013 03:27:14 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=72107