نار الطائفية تزحف ونحن غافلون
صالح المنصوب
صالح المنصوب

يومياً نسمع عن زحف الطائفية هنا وهناك وحملات تحريض مستمرة عبر منابر المساجد تطال البعض باستخدام التشهير والكراهية ضد بعض الفرق الدينية والخلاف مذهبي فقط.. خطاب خطير جداً يبشر بعدوى وداء خطير قد ينتقل وتفتت الجسد والنسيج الاجتماعي, وما شدني لذلك هو مساعٍ لبعض محاضرات في مساء الجمعة في أحد المساجد جعلت بدني يقشعر من العبارات الذي تستخدم وأثارت رعبي من القادم، وأننا جميعاً نخب وأفراد وأحزاب وسلطة ورجال دين يجب أن نقف أمام ما يجري خوفاً من أن تتغلغل الكراهية والطائفية المدمرة وسط الجيل ونضع حداً لها عن طريق الحوار والتقارب والمحبة والسلام, لأن البلاد اليوم قد تدخل إطار الدعوة إلى القتل عن طريق فتاوي الجهاد من الأطراف الدينية وإباحة الدم.. هناك تكفير خطير ووضع محزن ومؤلم جداً ونحن نتفرج ولم نتحرك ولم نراع ذلك سوى مساعٍ للتقارب والحوار نقدرها قادها الشيخ/ إسماعيل عبدالقادر منذ 2005 عن طريق صياغته أول وثيقة سلام في اليمن وآخر تحركه بين أنصار الله والسلفيين, مؤكداً أن هناك تقارباً إلى الحق من السلفيين وأنصار الله في محافظة إب.
والآن يجرى العمل على قدم وساق من قبل بعض النخب لترميم العلاقات بين أخوة الدين, بالرغم من أن البعض الغرض فقط هو التوظيف السياسي لخدمة أجندة مسمومة معينة هدفها نخر النسيج الاجتماعي وهناك تغاضٍ مفضوح من قبل الإخوة في مؤتمر الحوار الوطني عن وضع حد للطائفية والسعي لخلق روح المحبة, مع أنهم يدركون أنها خطيرة, لكنهم يصمتون إرضاءً لأطراف معينة كإحراج منها, لكنهم سوف يدفعون الثمن, لأنها سوف تلتهمنا جميعاً إن صمتنا وساعدنا على تمددها.
إن رأب الصدع بين الأطراف المختلفة عقائدياً يعتبر الاتجاه في الطريق الصحيح.. نتمنى من رجال الإعلام الالتفاف إلى هذا الجانب المهم وأن لا نغفل من ذلك الأداء الطائفي الذي يزرع بذور الكراهية والذي لا يخدم, بل يدمر ويجر الوطن إلى التفتت والاتجاه نحو العنف وعرض القوة نتيجة الشحن بالفكر المتطرف.
ونوجه دعوة إلى كل شريف في اليمن أن يتجه بعقله وقلبه إلى الحد من توسع هذه الظاهرة الطائفية: حوثي, إخواني, سلفي, وغيرها والتي ستأكل الأخضر واليابس إن تعاملنا معها بصمت ولا مبالاة ولن نسلم من نارها.. 
هناك من يسعى ويبذل جهد في ذلك من قبل أشخاص أسأل من الله أن يوفقهم ويعينهم لما يسعون إليه من لم الشمل بين المسلمين.. لكن الذي يجعلني أشعر بالأسى تجاه مؤتمر الحوار الوطني الذي لم يؤتِ أكله ولم يفكر في مثل هكذا قضية طائفية ومذهبية قد تضر بالوطن وتلتهم الجميع ولن يسلم منها أحد، استغرب أنهم لم يلتفتوا تجاه ذلك سوى بالنكاية والمكايدة ولم يكن هناك شعور وطني وأخوي تجاه قضية طائفية ومذهبية تزحف وتسكن العقول وأشك أن هناك قوى خارجية تغذيها وتلتزم الأطراف السياسية الصمت إرضاءً لتلك الأطراف, هذا ما يجعلني أشك تجاه صمت تجاه قضية هي الأهم.. إن نار الطائفية تشتعل وتزحف وتكبر وتتعاظم, لأنه لا يوجد من يقف في طريقها, لأنها قضية كل اليمنيين, لكن أسفي لأنهم غافلون!.






في السبت 29 يونيو-حزيران 2013 05:55:50 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=72270