هل وصل تعليمنا لمرحلة التجهيل؟
سمية الفقيه
سمية الفقيه

نكثر من انتقاد التعليم وما وصل إليه من تهالك لكننا عمرنا ما سألنا نرجسيتنا ماذا قدمنا له ولجعله أفضل؟, وهل نحن راضون عن أداءنا الكسيح والمتعثر في العملية التعليمية؟, وهل ما نقوم به كفيل بأن يعالج اختلالات واقعنا التعليمي الرديء؟, والأهم من ذلك هل نحن مخلصون في أداءنا؟, وهل وصلنا لمرحلة الانهزامية والعجز عن تحريك الوضع الآسن للتعليم؟..
ها نحن تسمرنا فقط عند حدود التشاكي والشكوى ونعجز عن تعديل سطر واحد في واقعنا التعليمي كل من موقعه وعند حدود مسؤولياته, المعلم من جهته والإدارة من جهتها والتوجيه من جهته والإعلام والأسرة والمسجد كل من جهته وبما يتوجب عليه من واجبات من شأنها الارتقاء بجيل الغد من التجهيل الحاصل اليوم.
لماذا أصبحنا لا نجيد إلا إلقاء اللوم على الآخر وتحميله تبعات وأسباب القصور وضعف الأداء ووصول التعليم لمرحلة التجهيل؟, لماذا وصل بنا المقام أن تخلو أدمغتنا من حلول منطقية وعقلانية وتربوية من شأنها حل مشاكل التعليم التي تتفاقم كل ثانية؟, هل هذا الوضع المخيف يرضي أرباب العملية التعليمة بدءاً من حارس إدارات الإدارات التعليمية وانتهاء بالرأس الكبير في العملية التعليمية وهو وزير التربية والتعليم؟.
لا نبالغ عندما نقول تجهيلاً, بل نحاول تشريح واقع تعليمي هش وركيك دونما تنميق وتجميل للعبارات النائحة ودونما تغطية لعين الشمس بغربال أكلته الديدان.. علينا أن نعترف بأن الجميع دونما استثناء قد ساهموا في تدهوره وشاركوا في اغتياله عن سبق إصرار وترصد.. فمازلنا نفتقد الوعي بأهمية العلم كمنهج لحياة وفكر أرقى وبه تُبنى وتُهدم أمم وممالك ودول.. فلم يرتق إلا لمجرد انه واجب من أجل الحصول على الوظيفة فقط.
ومن هنا يتوجب رفع منسوب التوعية الضحل لدى كل شرائح مجتمعنا اليمني وتعزيز معنى التعليم الحقيقي وليس المعنى السطحي الذي أودى بنا للخلف آلاف الخطوات.. لنرتقي بالتعليم أكثر وبحلول سريعة لمعالجته حتى يصبح وطننا كبيراً بعقول واعية وأكثر قدرة واقتدار على السمو لمراتب الرقي والنماء, لا أن نظل في الحضيض.. لنلغي من قواميسنا المهترئة فن التشاكي والنواح والذي يمجده الكثيرون ويمجدون مبدأ العجز واليد المغلولة ولننتقل لمرحلة إيجاد الحلول والكفر بالشكوى والنواح وإلقاء اللوم على الغير لتبرئة ساحاتنا البلهاء, ونحن نعلم جيداً أننا جميعنا مذنبون في حق تعليم لم يبق منه إلا اسمه, أما رسمه فقد صار مشوهاً جداً حد الرعب والنحيب والتجهيل المفرط.

في الإثنين 01 يوليو-تموز 2013 04:40:00 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=72296