أنقذوا تعز ولو بشق قطرة!
سمية الفقيه
سمية الفقيه

اخبرنا الشعر والشعراء أن أركان العشق ثلاثة(ماء وخضرة ووجه حسن) وفي تعز تحولت مقومات العشق إلى أركان وخز ومعاناة وصارت وبكل فخر( عطش وجدب ووجوه شاحبة).. وفي تعز أيضا يخبرنا الجدب أن أركان العشق هذه كلها ألم يفرض معاناته على كل من يسكن هذه المدينة وبلا استثناء من كبيرها ورجالها ونساءها وعجائزها مرورا بأطفالها الذين تحملوا وحدهم تبعات أزمة انعدام الماء الخانقة لأكبادهم قبل حناجرهم,, تحملوها بتركهم لمدارسهم ولمستقبلهم وحملهم دباب الزيت والذهاب للمساربة من مسافات مضنية,, بمعنى أن أزمة عقود تحملتها أكتاف الأطفال النحيلة والجميع يقف مكتوف اليدين أمام أزمة عصفت بهذه الحالمة الصابرة على مرارات الجراح..
لماذا يُغض الطرف عن همومها وكأنها مدينة لا تعني احد وكأن من فيها أناس من كوكب آخر ولا يستحقون الحياة؟ لماذا كلما لاحت بوادر حلول غطاها تراب النسيان واللامبالاة وكأنه مكتوب علينا العطش واللظى والحرمان والشقاء وبتر كل مقومات العيش والحياة الكريمة لهذه المدينة.
قد كتبت الأقلام كثيرا عن هذه الأزمة وسالت بدلا عن الحبر سالت دما جارفا لجدب تعز إنما حبرها وللأسف الشديد ذهب وولى أدراج عجز الدولة وإعاقة المسئولين الدائمة بحجة أن ما باليد حيلة وليس بالإمكان أفضل مما لم يكن.. اجل تحولت دولتنا بمسئوليها إلى حفنة من المشلولين دماغياً والمعوقين حركياً والعاجزين عملاً وفعلاً ولم نعد نرتجي منهم رجاء ونجهل من أين نأتي بمن يحمل قضايا هذا الوطن على مهجته وكأنه نبض وريد.!
في تعز وبكل فخر,,, شهران وأحيانا أكثر تظل بيوتنا عارية ومحرومة من زيارة قطرات المياه فيها,, فكيف تتوقعون أن يكون حالنا من كافة النواحي؟؟ مخطأ جداً من يظن أن نتائج هذه الكارثة والجدب التعزي هي نتائج وقتية وتنتهي لمجرد أن الماء يزورنا كل شهرين ساعة,, بالعكس تماما, لأن نتائجها قاتلة وقد ألقت بمخالبها المخيفة على كل شيء في تعز,, ومنها تفرخت أزمات كثيرة اجتماعية وثقافية وفكرية وتعليمية تتمثل في إجبار الأطفال ترك مدارسهم لسأب الماء ,,,ومشاكل بيئية تمثلت في قذارة البيوت والشوارع وانتشار الآفات والأمراض والأوبئة والتلوث العظيم ,,,ومستقبلية وهذه أخطر النتائج وتتمثل أولا في الجفاف الذي يهدد تعز نتيجة استنزاف الآبار بسبب تزايد عدد وايتات الماء التي تستنزف هذه الآبار.. ثانيا هجر الجيل للدراسة وبما ينذر بتحويلهم مستقبلا إلى بلاطجة ناقمين على هذا الوطن...ثالثاً حصر الناس بمشكلة إرواء عطشهم فقط بمعنى لا تفكير آخر ولا إبداع ولا تنمية ولا تطوير لهذه المدينة مادام أهلها فقط يفكرون بقطرات الماء.
رابعاً وهو الأهم يقين التعزيين أنهم غرباء في بلدهم وما عاد لهم وطن يحتوي ألمهم وحرقة أكبادهم,, إنما ورغم ذلك لن ينقموا عليه أو يكرهونه بل يتمنون له الخير والسلام لكن من سيعي ذلك ويعاملهم بالمثل ويتمنى لهم الخير أيضا؟ أجيبونا أيها المسئولون النائمون في ركامات العجز والإعاقة والكسل؟؟
أنجدوا تعز ولو بشق قطرة,, رمضان على الأبواب ونحن بلا قطرة ماء منذ ثلاثة أشهر.

في الجمعة 05 يوليو-تموز 2013 05:26:50 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=72330