انكشفت اللعبة في مصر.. وسقطت كل الأقنعة!!
لينا صالح
لينا صالح

الشعوب العربية التي خرجت بمظاهرات ووقفات احتجاج على الانقلاب العسكري على الشرعية بمصر، تثبت كل يوم أنها حرة رغم كل المحن، وموقفها المشرف من مؤامرة إجهاض ثورات الربيع العربي، وموقفها وهبتها وتظاهراتها ضد الثورة المضادة التي تجري الآن في مصر الشقيقة، أثبتت أننا نحن الشعوب؛ لا زلنا أحياء بفضل الله، ولا زلنا أحرارا.
***
الخبر التالي تأملوا فيه : وفد وزاري إماراتي رفيع برئاسة وزير الخارجية عبدالله بن زايد يزور مصر الثلاثاء ٩/٧/٢٠١٣م،والإعلان عن تقديم الإمارات٣مليارات دولار كقرض أو منحة.. ثم الإعلان من السعودية أنها ستقدم لمصر ٦مليارات دولار ما بين وديعة ومنحة، الكويت أيضا انضمت للحفلة(!) وأعلنت أيضا هي الأخرى منحة(لمصر العسكر وليس مصر مرسي) مليار دولار، وملياري دولار كوديعة، أي المحصلة الكاملة ١٢مليار دولار لسلطة الانقلاب!.. كل هذا الكرم المفاجئ بعد الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب مرسي..
التعليق : هذا يسمى في العرف القبلي العربي والمدني وكل أعراف الدنيا (ابتزاز!) من حكومات الخليج.. هذا أقل ما يمكن وصف ما تفعله حكومات الإمارات والسعودية والكويت، سؤال يطرح نفسه وإجابته قد تدعو للضحك والسخرية : لو أن الأمور جد فيها جديد اليوم، وخرج مثلا عشرات الملايين من المصريين للميادين والساحات وأجبروا السلطة الانقلابية في مصر الان على إرجاع الرئيس الشرعي، وبالتالي أسقط الشعب المصري الحر سلطة الانقلاب هذه، فما هو موقف حكام الخليج حينها؟،هل سيطلب حكام الخليج من المصريين إرجاع أموالهم ال١٢مليار دولار احتجاجا على إرجاع مرسي للحكم؟!،حقا شر البلية ما يضحك!،فطوال العام الذي قضاه الرئيس المنتخب مرسي في الحكم.. لم تقم الإمارات والسعودية والكويت بإرسال أي وفود رسمية اقتصادية لمصر نهائيا، وكأن دول الخليج لم تكن ترى أو تعلم عن وجود أزمة اقتصادية خانقة لدى مصر إلا الآن فقط !،وأيام مرسي لم تكن ترى معاناة وحاجة مصر للمساعدة!.. عجبا لهؤلاء القوم كيف أن أوراقهم مفضوحة.. لقد كانت هناك مقاطعة شاملة من حكومات الخليج لمصر أثناء حكم الرئيس مرسي، وتم وقف أي مساعدات خليجية لمصر(عدا قطر)!،ثم بعد الإطاحة بالرئيس الشرعي بأيام قليلة ترسل الإمارات وفد رسمي كبير لسلطة الانقلاب! وتنهال مساعدات خليجية لسلطة الانقلاب.. إذن؛ هذا تأكيد آخر للأخبار والمعلومات التي تؤكد تورط الامارات والسعودية تورطا مباشرا بالإطاحة بالرئيس الشرعي المنتخب مرسي!. ضمن مخطط دولي كبير لإسقاطه، وتصديقا لما تكشفه كل يوم صحف بريطانية وأمريكية من حقائق مذهلة في هذا الشأن(لا أحد يقول أنها صحف موالية لمرسي، بل هذه صحافة مهنية وإعلام حر لا تشتريه حكومات أو رجال أعمال كما بعض الإعلام المصري الخاص الذي شكل فضيحة لمهنة الاعلام والاعلاميين)!.
***
يوم المجزرة بحق المعتصمين السلميين الابرياء في ٨/٧/٢٠١٣م؛وفي المؤتمر الصحفي المشترك للقوات المسلحة والشرطة.. قامت القوات المسلحة بتحميل مسؤولية المجزرة التي ارتكبتها قوات الحرس الجمهوري بحق المعتصمين السلميين حملت المسؤولية للمعتصمين العزل!!..لا تستغربوا، فهذه هي عادة الأنظمة البوليسية القمعية المستبدة التي عرفناها طوال المائة عام الماضية من تاريخ أمتنا!.
***
(كذبة كبيرة)..عرف الجميع الآن أنها ليست إلا كذبة!.. اسمعوا ما هي هذه الكذبة: كان معارضو وخصوم الرئيس مرسي قد صدعوا رؤوس العالم، وملأوا الدنيا صراخا وعويلا عن مصطلح جديد في العالم الديمقراطي ابتكروه هم وهو مصطلح(أخونة الدولة!)،كانوا يقولون في الصباح والمساء كذبا وبشكل مستمر ودائم: أن مرسي اعتمد في اختيار المناصب الهامة في الدولة على تعيين جماعته من الإخوان ومناصريه فقط، بدلا من الكفاءة!!..وهذه كذبة وفرية.. اتضح زيفها وبطلانها وسقوطها المدوي الآن في محنة الرئيس مرسي في هذا الانقلاب، إذ أين هم جماعته من الإخوان والمقربين والأنصار الذين عينهم مرسي حواليه في مناصب الدولة الحساسة الأمنية والعسكرية والمدنية لينفعوه الان؟!،أم هل يعقل أن جماعته وأنصاره الذين يفترض أنه عينهم في هذه المناصب قد انقلبوا عليه؟!، إذن.. كذبة أخرى من مؤامراتهم وادعاءاتهم الظالمة تسقط سقوطا مدويا ومخزيا !!..
***
إن مجزرة الحرس.. جاءت كنتيجة طبيعية لكم وحجم التحريض البشع والغير مسبوق على منتسبي التيار الإسلامي.. وانظروا، ربما الآن الخشية من أن يتم التحضير لمأساة ومذابح أخرى قادمة في مصر(نسأل الله السلامة لكل اخوتنا العرب)..حيث يتم الان في وسائل الإعلام المارقة الخارجة عن المهنية الاعلامية بث ونشر انطباع أن المعتصمين الآن في رابعة العدوية وكل مؤيدي الرئيس مرسي هم في غالبيتهم مجموعات إرهابية وظلامية وقتلة سيقومون بعمل حرب شوارع وسيقتلون الناس في كل مكان!. و.. و.. وغيرها من الافتراءات والتضليل الممنهج والمنظم وسيل من الأكاذيب المختارة بدقة، وذلك لتهيئة الشارع والمجتمع المصري فيما يبدو لأعمال وجرائم قتل بشعة سترتكبها قوات ووحدات تتبع السيسي مباشرة، بحق الإسلاميين والمؤيدين في ساحات الاعتصام ومسيرات التأييد اليومية.. ثم يقولون للناس: لقد قتلنا الإرهابيين الذين كانوا ينوون قتل وإفزاع المواطنين والآمنين، لا تبكوا عليهم، ولا تتعاطفوا معهم.. هؤلاء (المؤيدون لمرسي)كانوا ينوون قتلكم، فسبقناهم نحن وقمنا بتصفيتهم!.. إنها صورة بشعة لما يمكن أن يحدث..! نسأل الله أن ينتبه الشعب المصري الشقيق لهذه المؤامرة القذرة ..ويرفعوا أي غطاء عن مدبريها ومجرميها.!
***
هل هذا صحيح؟!..أخبار وتسريبات صحفية وإعلامية -غير مؤكدة بعد- تقول معلومات هامة وخطيرة للغاية مفادها :الامارات العربية والسعودية دفعتا ٢,٥مليار دولار لتمويل سد النهضة الاثيوبي!..واحدة دفعت مليار دولار، والدولة الأخرى دفعت مليار ونصف!!..حقا، أتمنى وبصدق، بل يا ليت يخرج علينا الآن مصدر مسؤول من الدولتين يؤكد ويثبت زيف هذه الأخبار، حتى لا تتوالى الصدمات علينا، أشبعتونا فجائع ومؤامرات مفزعة يا أهل الخليج الاشقاء !! أرجوكم، ارحمونا شوي بس!!
***
ما يفعله الداعية اليمني علي الجفري غريبا، أحببنا هذا الرجل الداعية كثيرا، وأنصتنا لعلمه وأسلوبه الراقي الشائق في خطبه ومقابلاته باهتمام شديد، كم كنا نفتخر به، لكن منذ أن قامت ثورات الربيع العربي، والرجل لا يعرف له موقف واضح من تأييدها أو مولاة الحاكم المستبد، إن شخصا داعية معروف جدا في عالمنا العربي وله مكانته بين الناس، كان عليه أن ينحاز بقوة للشعوب المظلومة المقهورة وإعلان دعمه الكامل والواضح لثوراتها المباركة، إنه للأسف لم يحصل هذا وكل ما كان يصرح به الحبيب الجفري فيه ميل نحو إنكاره لثورات الشعوب العربية ضد جلاديها وطغاتها، ما هكذا كان الظن فيك يا شيخنا، ثم أمر آخر أصابنا بذهول وصدمة من الشيخ علي، حيث رأينا في الفترة الأخيرة مواقف للشيخ الجفري تجاه ما يجري في مصر الشقيقة أشعرتني بارتباك الشيخ، ووقوعه بخطأ فادح حين اتجه للظهور في فضائيات مصرية مشبوهة مثل السي بي سي التي تلعب في مصر بعد الثورة وإلى اليوم دورا مشبوها ولا أخلاقي ومعاديا بعنف للتيار الإسلامي (الذي أغلبه معتدل واثبتت الايام رقيه ووطنيته وانضباطه في تعامله مع الحملة الشرسة التي تريد إجهاض التجربة الديمقراطية الوليدة في مصر)،إن هؤلاء الذين يستدعونك يا شيخ علي الجفري في برامجهم ويستدعوا فتاويك اليوم ليحاربوا بها خصومهم في التيار الإسلامي، الإسلاميون يا سيد جفري الذين انتخبهم الشعب المصري ونالوا ثقته في أكثر من محفل، وإن هؤلاء وقناتهم (خيري رمضان وسي بي سي ولميس الحديدي) الذين يعلنون أنهم مع حقوق وثورة الشعب المصري ويتباكون ليل نهار على الثورة المغدورة! وكيف ان الإسلاميون خطفوا الثورة، هم أنفسهم (المعادون والمهاجمون للتيار الاسلامي في هذه الفضائيات اللا مهنية واللاأخلاقية) يا شيخ علي هم أنفسهم من وقفوا ضد الثورة في ٢٥يناير٢٠١١م وما بعدها أمام العالم اجمع في نفس قنواتهم وبرامجهم هذه!.. الوجوه باتت مكشوفة والأقنعة سقطت بحمد الله!،ومن محبتنا للحبيب علي لا نريد منه أن يتوغل في مستنقع الشبهات والوقوف مع الظلم والمنتفعين والثورة المضادة التي يقود أحد أوجهها الإعلام المصري الخاص الغير وطني والغير الأخلاقي، والذي نعلم أنه لا يمثل الشعب المصري الشهم والنبيل الذي يقف بكل قوة مثلا في دعم الشعب السوري المظلوم المضطهد، بينما هؤلاء الإعلاميون الذين فقدوا كل إحساس بالمروءة والانسانية والعروبة يسمون ثورة الشعب السوري بأنها مؤامرة وليست ثورة!،ويقولون لا شأن لنا بالسوريين فليساعدوا أنفسهم بأنفسهم!،هل رأيتم أبشع من هذا؟،يصفون الطاغية بشار بالبطل المقاوم، ويؤيدوه في قمع وقتل الشعب السوري الحبيب الشقيق(بحجة ان الشعب الثائر مجموعة من المرتزقة والارهابيين!)،هل هؤلاء يا شيخ علي يستحقون أن تضفي على قبحهم واجرامهم شرعية أخلاقية وتظهر على قنواتهم وبرامجهم وتمنحهم الفتاوى والضحكات والود؟،أحزنني كثيرا فتواك أو رأيك(الذي بمثابة الفتوى!) ،والذي أعلنته اخيرا في ٢٧/٦/٢٠١٣م على احدى قنواتهم المضللة تقول فيه ما مفاده الآتي: أن ما يجري في مصر ليس جهادا(تعليقا على دعوات حماية الشرعية للرئيس المدني المنتخب والارادة الشعبية الحرة لصندوق الانتخاب بالاعتصامات والتظاهرات السلمية)وأنك ترفض تشبيه المعتصمين المصريين السلميين المؤيدون لرئيسهم المنتخب في ثباتهم وصمودهم في كل محافظات مصر ورباطهم لأجل قضيتهم هم يقولون بأنه نوع من أنواع الجهاد! وأنت تنكر هذا.. ونحن نسألك يا شيخنا: أليس هذا أفضل أنواع الجهاد؟.. أليس الثبات في الميادين لأيام وأسابيع متتالية بالصدور العارية امام عمليات القتل والبطش التي تنال المؤيدين وأنصارهم وحتى أقاربهم من البلطجية والقتلة الذين أطلقتهم داخلية مبارك ودولته العميقة التي لا زالت تحكم مصر إلى الأن، وهؤلاء الشرفاء المسالمون من ابناء التيار الاسلامي وأنصارهم لا يردون إلا بسلمية اكثر.. أليس هذا أرقى أنواع الجهاد الذي يحبه الله ورسوله؟!..ثم سميت ما يجري في سوريا.. بأنه ليس جهادا!،وأن ما يجري بسوريا هو دفع وصد، وأن السوريين فقط يدفعون الأذى والقتل عنهم، وليس جهادا ما يفعلوه! فالجهاد فقط في رأيك هو ان يدفع المسلمون احتلالاً خارجيا عن بلدهم!.. يا غارة الله يا شيخ علي!.. يا غارة الله عليك، وهل قوات الحرس الثوري الإيراني ومليشيات الباسيج المتطرفة الحاقدة على أهل السنة كل هذا الحقد الأسود ومليشيات حزب الله الطائفية العنصرية، والخبراء العسكريين الروس.. كل هؤلاء ألا يعتبرون غزاة محتلين للأرض السورية يعيثون فيها الفساد والقتل والمذابح لأهل السنة المواطنين السوريين العزل الآمنين في بيوتهم وبلادهم؟.. لم تعودوا تروا هذه الجرائم البشعة بحق شعب شقيق تنتهك حياته وأعراضه وحرماته ومساجده وأرضه؟.. عميت الأبصار والقلوب.. فلم تعودوا تروا شيء، يا شيخ علي :قل لأصحابك من الذين يسمون بالمعارضين والإعلاميين في تلك القنوات المشبوهة :لو كان الرئيس مرسي فعل بهم ما يفعله بشار في شعب سوريا الحبيب.. لوكان الرئيس مرسي يقصف المدن المصرية ويمسح القرى والشوارع بصواريخ سكود والمدفعية الثقيلة والبراميل المتفجرة بحجة ان الثوار إنما هم متآمرين وخونة.. أسألهم :بالله عليكم :هل كنتم سترضون بهذا وتقبلوه؟!،فمالكم كيف ترضون ان يحصل لأشقائكم وأخوة لكم في الدين والعروبة والإنسانية ما لا ترضوه لأنفسكم وأولادكم وأهاليكم، إن من أبسط قواعد الأخلاق والإنسانية، أن ما لا ترضوه لأهلكم وأنفسكم يجب ألا ترضوه للآخرين! أليس كذلك؟!.. يا شيخنا الجفري ما نقول لك ذلك إلا عتابا وإخلاصا.. عسى أن نسمع عنك في الأيام القادمة أقوال طيبة ومواقف مشرفة تشرح صدورنا في نصرة الحق والمظلومين إن شاء الله.
***
تكشف التسريبات والأخبار التي تتوالى عن تفاصيل ما جرى في مصر، بأنه كان يعد للانقلاب ويخطط له منذ شهور، لكنهم كانوا ينتظرن غطاء شعبي، وهو ما تعهدت بالحشد له جهات عدة.. مثل: بقايا وفلول نظام مبارك التي تمتلك وتسيطر على ثروة مصر التي نهبتها بمئات المليارات لم يتم إرجاعها طوال الفترة ما بعد ثورة ٢٥يناير والى الآن.. ودول وحكومات في الخليج.. ورجال أعمال مستفيدين من نظام مبارك.. ثم آلة إعلامية جبارة تنشر سيل من معلومات مغلوطة تحرض الناس على التيار الإسلامي وتشوه صورته وتلفق وتنسب له جرائم لم يرتكبها، وتضع لدى ذهن المشاهد وتطبع في عقله صورة أكيدة عن أن الإسلاميين والإخوان شياطين سيحرقون البلد إن لم نسقطهم الآن وبأسرع وقت.. ستحدث كارثة على البلد!! .
***
الدول العميقة تتصرف الآن في مصر وهي من تحكم الآن بالعلن.. بعد ان كانت طوال العامين والنصف الذين تليا الثورة تحكم بالسر والخفاء..
***
أول قرارات أصدرتها سلطة الجيش الانقلابية :قرار بمنع دخول قيادات حركة المقاومة حماس لمصر!،وقرار إغلاق معبر رفح بوجه أهل غزة الفلسطينيين! ثم اضطروا لفتحه بعد ذلك لأربع ساعات في اليوم فقط تجنبا للأحراج بعد ان انكشفت نواياهم وما يحملونه من حقد على أهل غزة وفلسطين عموما!،ثم أصدرت الستة الانقلابية بعد ساعات فقط من الانقلاب قرارا بمنع دخول اللاجئين السوريين للأراضي المصرية!،ثم تأملوا أيضا.. أصدرت قرارا بإعادة فتح سفارة نظام الطاغية الأسد بالقاهرة!.. سؤال سيطرح نفسه: إذن هل قيادة الجيش المصري قامت بالانقلاب على الرئيس المنتخب مرسي بسبب موقفه الداعم للمقاومة الفلسطينية؟!،..إذن هذا معناه أن السيسي قام بالانقلاب لأجل إسرائيل وخدمة وتحقيقا لمطالب إسرائيلية طالما طلبتها إسرائيل من الرئيس مرسي وضغطت بكل اتجاه عليه ليحققها لهم، لكنه رفض بقوة تحقيقها للإسرائيليين!!.. السؤال الثاني : هل قام السيسي بانقلابه الغادر هذا على الرئيس المنتخب مرسي بسبب موقفه الداعم أيضا لثورة الشعب السوري ضد نظام الأسد الدموي المستبد؟!..إذن فرموز السلطة الانقلابية الجديدة هم ضد ثورات الربيع العربي!،وبالتالي وبالمحصلة :هم ضد ثورة ٢٥يناير ٢٠١١م على نظام مبارك المستبد !!، وإلا ما تفسير اندفاعهم لفتح سفارة النظام السوري بعد اقل من يوم واحد من الانقلاب ووصلهم للسلطة؟ ما سر تمسكهم بعلاقة مع نظام ساقط على أرضا الواقع ساقط عمليا وأخلاقيا ودينينا ووطنيا، إذن فعلا رموز السلطة الانقلابية الجديدة هم ضد ثورات الربيع العربي!،وبالتالي :هم ضد ثورة ٢٥يناير ٢٠١١م التي قامت ضد نظام مبارك المستبد !!
***
حكام الخليج أفعالهم مثل عنوان البرنامج اليمني الساخر(عاكس خط) .. أفعالهم كلها عكس وبالمقلوب.. فبدلا من يدعموا ويساعدوا الشعب السوري-بالمال والسلاح- في التخلص من حاكمه الطاغية المستبد ..قاموا بفعل العكس ..قاموا بالتآمر-بالمال والمال الهائل- على الشعب المصري بالتخلص وأسقاط حاكمه الشرعي الوطني والمخلص!!..ما أعجب هؤلاء القوم!..
***
مذبحة حقيقية ما يجري الان في مصر للحريات وحرية الأعلام والصحافة والحريات العامة والشخصية وحرية التظاهر السلمي والكلمة.. مذبحة تجري على قدم وساق، وسط سكوت وصمت مخزيين، أقفلت عشرات القنوات والصحف ومقرات أحزاب معارضة للانقلاب العسكري والسلطة الجديدة الغير شرعية، ولا توجد أي ردة فعل بحجم هذا الحدث الجلل، ردة فعل من الذين ظلوا عاما وهم يصرخون ويولولون حين رفعت قضية(عبر القانون والقضاء وليس الاعتقال التعسفي) على إعلامي واحد فقط لا يتمتع ولا يعرف أدنى معايير المهنية والأخلاق، تفرغ في برنامجه المخزي طوال شهور كاملة، تفرغ فيه فقط لسب وشتم ومهاجمة رئيس جمهورية مصر العربية المنتخب النظيف بكل الفاظ القدح والبذاءة التي عرفها الناس دون أي مراعاة لمكانة المنصب السيادي الذي يحتله كرئيس لجمهورية مصر، لم يفعل القوم أي اعتبار وتقدير واحترام لبلدهم ولرئيس بلدهم(مهما كان مقدار الكراهية التي يحملوها للرجل! كان عليهم أن يضعوا اعتبار واحترام للإرادة الانتخابية الحرة التي جاءت بأول رئيس مدني منتخب!)..وحين قدم هذا الإعلامي للقضاء بكل احترام له دون الاعتداء عليه أو ممارسة القمع معه، صاح القوم(الذين خرسوا الآن أمام مذبحة الحريات الجارية الان) وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها واعتبروا ذلك اعتداء صارخ على الحريات والأعلام والتعبير، واليوم يمارسون صمت أهل القبور أمام مذابح تجري على الحريات والأعلام والتعبير !..لماذا؟.. لأنهم في الحقيقة ليس لديهم أي مبادئ وقيم أخلاقية، ثبت اليوم أنهم يرون الحريات والحقوق وحرية الأعلام فقط لهم، بينما لا يروا لخصومهم(رغم انهم مواطنون مثلهم)أي حقوق، ويمارسون على مخالفيهم في الرأي أبشع أشكال الإقصاء الغير مسبوق!.. إنها الديمقراطية كما تراها جبهة الانقاذ ومن خلفها من بعض الناصريين واليساريين والليبراليين وغيرهم من الأشياء الكرتونية الورقية التي ليس لها أي رصيد أو وجود في الشارع وعلى الأرض وفي أي انتخابات!.. فالناس لا تعطي إلا من أعطاها.. هؤلاء لا يصلحون لحكم -عنهم، وبانت حقيقة نواياهم في أيام قليلة.. سبحان الله الذي فضحهم وكشف سوءتهم بكل وضوح!..
***
نقول للرئيس هادي: تأتي الأيام كل يوم بأخبار غير سارة لنا نحن الشعب الذي أعطاك ثقته راضيا وزحف للصناديق بالملايين ليجعلك على رأس الهرم، لتحقق لنا أهداف الثورة لا ان تمسح الثورة وأهدافها، لكن الأخبار القادمة من رئاسة اليمن لا تشي بالأخبار السارة.. إن اعتراف هادي ومباركته للانقلاب على الشرعية في مصر والانقلاب على ثورة ٢٥يناير ٢٠١١م،مرفوض من الشعب اليمني كله، وعلى هادي ان كان يحترم اليمنيين وإرادتهم ويعترف بثورتهم المباركة التي جاءت به، فعليه أن يعتذر فورا للشعب اليمني ويسحب تهنئته للانقلابين في مصر، ويكف عن دور التابع لآل سعود والخليج(بنفس طريقة تبعية صالح للخارج وجعله اليمن بلا قرار او سيادة لعقود طويلة) ،فالقوة والشرعية تستمدها أيها الرئيس هادي من الشعب اليمني وحده، وليس من الخارج!.. وأننا يمنيون أحرار لن نقبل منك أن تستمر على طريق المخلوع صالح في جعل آل سعود يديرون هم البلاد ويتحكمون بشؤون اليمن، واجب أن تفهم جيدا هذه الحقيقة، وتكف عن استفزاز مشاعر اليمنيين.! ونرجوك أن تسحب تهنئتك لانقلابيي مصر الآن.. لو سمحت.

في السبت 13 يوليو-تموز 2013 05:55:21 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=72416