جرت العادة أن نتوقع الأجمل في هذا البلد خصوصا في مجال الخدمات ولكن ما يحدث أننا نتقهقر للوراء بفعل مبني للمجهول، خدمتا الكهرباء والمياه دليل واضح على وجهة نظري ومؤخراً خدمة الإنترنت والتي وصلتها أيد كلفوتية في يوم من الأيام وأخرى تشبه كثيرا منشار النجار!

في ساعات تعطلت خدمة النت بسبب غير معروف على علم أن هذه المشكلة عطلت شغل أناس كثر وتوقفت أعمالهم، هل تعلمون أن النت في اليمن كلها لا يتعدى عشرة جيجا بايت، ولو قسمنا هذا العدد على عدد المستخدمين المتواجدين في الفيس بوك مثلا اللذين في اليمن تقريبا 500 ألف لن يحصل الواحد منهم على مئة كيلو بايت، في حين أن أميركا في خدمة جوجل فايبر ب 150$ في الشهر سرعة الخط واحد جيجا، بمعنى أن اليمن كلها عشرة خطوط جوجل فايبر.. فارق كبير فلا حول ولا قوة إلا بالله!

على الصعيد الآخر تجد أحدث الخدمات الخاصة بالنت السريعة ليست سوى توسيع جيوب وحمل أثقال، بمعنى أنها تنهب المال وتحبو كالسلحفاة مع أن بعضها بوصف (برق) والأخرى (نيزك)!

ما يهمني حقا هو لماذا تسمى خدمة وهي نقمة ومنشار في كل الاتجاهات ينشر، وفوق كل هذا لا يمت للخدمة بالقليل!

 حتى بشبكات الاتصال الخاص بالهواتف النقالة تعاني من نفس المرض (القشقشة) ، حيث تصيب المواطن بنوبة قلبية بعد أن يضيع أكبر كرت شحن بدقيقتين والمهم انه شم الأنترنت شموم.. حسبي الله. 

أخيراً وليس بأخير.. متى سنسمع عن خدمة نظيفة من التلاعب والاستغلال في هذا البلد ومتى سيشعر المواطن أن أبسط حقوقه بالحياة متوفرة دون قيود أو خوف من أن تكون هذه الخدمات سكيناً على جيبه وقلقاً وخيماً يهدد سكينته بالحياة ؟!