خواطر من عيد الفطر
عبد الله غالب الزبيري
عبد الله غالب الزبيري

بعد أزيز الطائرات في سماء صنعاء التي لم يعيرها اليمنيون اهتماماً إلا بعض الفضوليين والمرجفين، هطلت أمطار غزيرة على صنعاء غسلت قذارة المتربصين باليمن وضاعفت من بهجة اليمنيين بعيد الفطر المبارك، لولا تعاطفنا مع البائعين التي كانت ليلة العيد بالنسبة لهم هي ذروة الموسم التجاري فبسبب المطار لم يحصدوا ما اّملوا من أرباح.
*على الرغم من التصرف غير الحصيف والذي تمثل بنشر أسماء أفراد قيل إنهم إرهابيون وبالصحف الرسمية مما قد يثير المخاوف عند الكثيرين وخصوصا الآباء الذين قد يدفعهم مثل هذا التصرف على فرض قيود على تحركات أبنائهم، إلا أن شجاعة اليمنيين تجاوزت غباء أولئك الذين نشروا تلك الأسماء.
*كما أن الرسالة السلبية التي توقعها البعض والمتمثلة بإعلان الولايات المتحدة الأمريكية إغلاق سفارتها بصنعاء إلا أن ما لوحظ هو العكس ساد الأمان والاطمئنان في أوساط اليمنيين الأمر الذي يجعلنا نراجع حساباتنا ويعطينا حق الاعتقاد أن تواجد الأمريكيين في اليمن ليس ضروريا ما داموا عاجزين عن مساعدة اليمن بالسير نحو بناء الدولة اليمنية الحديثة.
* لأول مرة في حياتي أهنئ مسئولا رفيعا المستوى بحجم الرئيس التوافقي الشجاع عبد ربه منصور هادي.
*وفي ضل المعاناة التي يعيشها اليمنيون كغياب الكهرباء والمسألة الأمنية والاختناقات المرورية وانخفاض مستوى دخل الفرد عند البعض والفقر المقذع عند الأكثرية الا ان اليمنيين اظهروا بهجتهم بعيد الفطر المبارك مما يؤكد صلابة هذا الشعب العظيم. وتأتي في مقدمة تلك التعبيرات مساعدة الميسورين ماديا لإخوانهم المعسرين وتبادل الزيارات وتهاني بعضهم بعض وإقامة ألاف الأعراس في طول اليمني وعرضها خلال أيام العيد وهي أمور مكلفة مادياً، كما أن اليمنيين لم ينسوا حرصهم على ترديد تلك الأغاني اليمنية المتعلقة بالمناسبة كتقليد يمني عريق ومنها أغنية (أنستنا ياعد).
*قبيل أيام العيد انتقدني بعض الأصدقاء والرفاق متهمين إيايَ بالكتابة لصالح الإخوان والدفاع عن توكل كرمان متنكرين لما كتبته عن ضرورة ومبررات قيام ثورة 11/فبراير وهي الثورة الشعبية الشبابية التي قامت في اليمن ومتنكرين أيضاً لمواقفي المضادة للقوى التقليدية أكانت قبلية أو دينية باعتبارهما قد أتي من رحم واحد متوجا ذلك بموضوعي الاستثنائي عن القائد الاستثنائي عبد الفتاح إسماعيل بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعون لميلاده. ولكن التاريخ سينصف المظلوم من الصديق قبل العدو. ومن العايدين.
*مع ثالث أيام العيد نكونُ قد وصلنا إلى التعبير اليمني الموروث (زلجَ العيد والحناءَ ورَجِعنا مثل ما كنا) وهذا يدل أن مخصصات العيد قد نفذت، وان الحناء قد بهتت حمرته، واننا بدأنا نكيف أوقات النوم والصحو على غير ما اعتدنا عليه في رمضان استعداداً لبدأ الدوام الرسمي الذي يصادف يوم الثلاثاء الموافق 13/8/2013


في الأحد 11 أغسطس-آب 2013 01:22:01 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=72655