ولا زالوا صامدين في رابعة وأخواتها
لينا صالح
لينا صالح


لم يستطع الإسرائيليون في وسائل إعلامهم ومراكز دراساتهم ومقابلاتهم وفي كل مكان ومناسبة، إخفاء مظاهر فرحهم الغامر بالانقلاب على الرئيس المصري المنتخب، وانتشائهم الغير عادي بما جرى، رغم الحرص الرسمي في إسرائيل على توجيه الرأي العام والإعلام والطلب منهم عدم إبداء أي ردة فعل مؤيدة أو معارضة لأحداث مصر.
في الإعلام المصري ـ الذي سقط سقوطاً مدوياً أمام العالم أجمع ـ ما يحدث الآن في هذا الإعلام (الكاذب بامتياز)هو: دعوات للتطهير العرقي والتحريض العنصري الفاضح ضد تيار كامل وفصيل عريض من الشعب هو تيار الإسلام السياسي وحلفائه وأنصاره وحتى المتعاطفين معه من باقي التيارات الوطنية الأخرى بل وكل إنسان بسيط متدين!!.
هل خدع المصريون وخدعنا نحن العرب بالجيش المصري؟!،وحقيقة الجيش المصري؟!،السؤال المصيري الذي يطرح نفسه بقوة الآن وفي هذا الوقت الحساس: هل فعلا الجيش المصري مؤسسة وطنية خالصة؟!..بعد ٣0 يوليو٢٠١٣م.. بعد الانقلاب.. وبعد مذبحة الساجدين أمام الحرس الجمهوري.. أجد نفسي أقول وبكل ثقة: كلا.. الجيش المصري ليس مؤسسة وطنية خالصة!، شأنه شأن باقي الجيوش العربية، وفساد الـ٦٠عاما الماضية من الحكم الديكتاتوري الأحادي القمعي، جعل الفساد ينخر في المؤسسة العسكرية ويخترقها.. كباقي مؤسسات البلد!.
إنه أمر يدعو للحيرة والألم.. المعلومات التي تتكشف عن حجم ميزانية وثروة المؤسسة العسكرية في مصر(هذا البلد الفقير جدا) تتحدث بعض الأرقام والتقارير عن أن الجيش المصري يسيطر ويستحوذ على نسبة ٥٠% من الدخل العام للاقتصاد المصري!!،السيء في هذا الأمر أن هذه النسبة لا تذهب لتقوية قدرات الجيش المصري وتسليحه وتطوير إمكاناته وجاهزية أفراده وكوادره، بل تذهب لمكان آخر تماما!، إذ يسيطر على هذه الميزانية الضخمة أفراد محددين وقيادات معدودة، ويستحوذون على رواتب خيالية تصل لمليوني جنيه في الشهر الواحد لكبار القيادات والجنرالات والضباط!!،هل يعقل هذا؟،ما هذا الظلم؟ ما هذا الافتراء؟.
الشعب المصري تعيش غالبيته تحت خط الفقر، مصر تعاني انعدام تام وتردي لكافة الخدمات في الصحة والتعليم وخراب شبكة القطارات والطرق وتدهور الكهرباء وبطالة غير مسبوقة بين الشباب! ثم نعلم أن هؤلاء النخبة والصفوة من قيادات(العسكر) يفوزون بنصف ميزانية البلد!، ياللعار!، كيف يقبلون لأنفسهم ولوطنهم أن يستحوذوا على كل خيرات الوطن، بينما شعبهم يذوق الحرمان من شدة الفقر؟ كيف سولت لهم أنفسهم ذلك؟ نعلم جيدا أن الجندي المصري البسيط لا يتقاضى شهريا سوى فتات لا يتجاوز الـ١٠٠أو ١٥٠جنيه!!،انظروا كم هو الفارق ضخم، ومعاناة وألم المواطن العربي على مر التاريخ والزمان عظيمة، إذ الشعب الذي يقدر عدده ب(٩٠)مليون فرد لا يجد رغيف خبز جاف.. بينما خيرات البلد وثرواتها تذهب (كالعادة في عالمنا العربي) لقلة قليلة من المنتفعين وذوي المصالح الخاصة في الدولة العميقة وعلية القوم وكبرائهم!..
بعد ٣0 يوليو٢٠١٣م.. وبعد اختطاف السلطة المنتخبة الشرعية، تأكد للجميع؛ أن تحرير مصر وتحرير قرارها الوطني يبدأ من تطهير الجيش المصري أولا، وإخضاع ميزانيته وقياداته لرقابة ومحاسبة القيادة المدنية المنتخبة، حتى لا يتم اختراقه أمريكيا وإسرائيليا وغربيا، كما هو حاصل الآن!..
قيادة الجيش والداخلية بدأت بتفعيل ميليشيات البلاطجة والدفع بهم في كل شوارع مصر للتصدي للمظاهرات السلمية لمعارضي الانقلاب.. إذن إسلاميو مصر يواجهون الآن (عصابة من الفلول وجنرالات الجيش والداخلية المنقلبة على الشرعية) ..كما خلصت صحيفة الديلي ديست الأمريكية!.
وسائل الإعلام المصرية (المرتزقة والمأجورة بشكل علني من قبل الدولة العميقة)والنخب والسياسيين الداعمين للانقلاب، قالوا يوم مذبحة الحرس: ندين المذبحة وندين سقوط ضحايا!،ثم قاموا في نفس اللحظة بشن هجوم كاسح على الضحية وتحميلها المسؤولية!!..أي انفصام في الشخصية يعانيه هؤلاء المرضى؟!!.
حين استمعنا لخطاب التفويض المشؤوم للسيسي زعيم الانقلاب.. شعرنا أنه كان يريد أن يقول للشعب المصري كما قال سيء الذكر(القذافي) لشعبه: من أنتم؟!..لقد كنا يومها أمام طاغية جديد!، طاغية من نوع آخر!.
لكن الحقيقة التي تتجاهلها أيها الجنرال المغرور المخدوع: أن نزول الملايين(إن نزلوا حقا!)في الشوارع لدعمك.. لا يعطيك الحق أبدا في ارتكاب المذابح.. حرمة الدم حق مكتسب لكل مواطن.. وحق أصيل لكل إنسان.. ليس لك أن تغير أنت سنن الإنسانية، وما اتفقت عليه البشرية طوال تاريخها الطويل.
الخارجية الأمريكية يوم السبت ٢٧/٧/٢٠١٣م تصرح: ليس من مصلحتنا وصف ما حدث في مصر بأنه انقلاب!..
التعليق: هذا شيء معروف، لأنكم ابرز مدبري ومخططي الانقلاب؛ وجزء أصيل منه!.
خبر السبت ٢٧/٧/٢٠١٣م:مجلس العموم البريطاني يطالب بمقاطعة حكومة الانقلاب.. التعليق: أحسنتم أيها الإنجليز، يبدو أنكم تمتلكون لباقة وشجاعة أفضل من أصدقائكم الأمريكيين!..
وزير داخلية الانقلاب يعلن يوم السبت ٢٧/٧/٢٠١٣م:سيتم فض اعتصامي رابعة والنهضة خلال ساعات بالتنسيق مع الجيش.. ثم يصرح وزير الداخلية الهمام(الذي كان مثل القطة المعوقة في عهد الرئيس مرسي، لا يهش ولا ينش)يصرح أخيرا بالخبر السار:(أصدرت أوامري بعودة جهاز أمن الدولة الذي توقف نشاطه بعد ثورة ٢٥ يناير٢٠١١م)..التعليق: مرحى، مرحى!.. فليفرح المصريون! ماذا يريدون أكثر من هكذا حرية ورفاهية و(دلع) من الانقلابيين؟..جهاز أمن الدولة الرهيب قادم بقوة يكسر رؤوسهم واحد واحد!!،هل يريدون نعمة وترف أكثر من هذا؟.. صدقوني: أكثر من كذا.. بطره!.
تصريح آخر لوزير داخلية الانقلاب قاله في مؤتمر صحفي: الشرطة المصرية لن ولم تستخدم الرصاص والقتل ضد المواطنين في تاريخها كله!!..
التعليق: يا الله.! أكبر كذبة في التاريخ البشري سمعتها في حياتي، أطلقها هذا الرجل.. ليخبرني أحدكم: هل هذا الرجل بكامل قواه العقلية؟ ،أم أن المسكين فاقد لعقله وفاقد للذاكرة أيضا؟!..
إن شبكة المصالح الضخمة الغير شرعية التي انتعشت وبنيت في عهد مبارك، يبدو أنها عادت من جديد.. وأصدق تعبير لما جرى في مصر الكنانة بعد الثورة المضادة في٣٠يونيو ..هو: بقايا نظام مبارك خرجوا من جحورهم وعادوا من جديد ليكملوا جرائمهم!،كما كتبت الفايننشال تايمز.
اتهام الرئيس المنتخب محمد مرسي بتهمة "التخابر مع حماس"!.. يقول البعض ساخرا: من عجائب الزمان ان التخابر مع إسرائيل شرف ولا شيء فيه!،وأن التخابر مع أمريكا تحضر وفخر، بينما التخابر مع "حماس" جريمة!!في مصر بعد الانقلاب!.
أخيرا فضح القوم.. وفضحت عداوتهم ليس للإسلاميين كما كنا نظن عن طيبة منا(أو عن بلاهة!)..بل أعلنوا أن عداوتهم أصلا للإسلام كدين وعقيدة!،،هذا مقطع فيديو بثته جميع القنوات الفضائية الأحد ٢٨/٧/٢٠١٣م لاجتماع القوى المدنية والعلمانية المشاركة في لجنة إعادة صياغة الدستور المصري(الغير شرعية).. إنها فضيحة ما سرب وأعلن من اجتماع هؤلاء الذين تم تعيينهم أصلا بشكل غير شرعي إذ هم ليسوا بلجنة منتخبة ممثلة شرعية للشعب بل تم تعينهم من قبل سلطة انقلاب اغتصبت السلطة من رئيس منتخب شرعي، بعض ما جاء في هذا الاجتماع العاصف: هجوم شديد على إدراج الإسلام كدين رسمي للدولة!.. والمطالبة بحذف الإسلام من الدستور بالكامل، ومطالبات صريحة بمزيد من سفك الدماء لأجل التخلص من تيار الإسلام السياسي بالكامل!.. التعليق: هل رأى أحدكم تطرفا وفاشية أكثر من هؤلاء العلمانيين المصريين المتطرفين؟!، ويقولون عن الإسلاميين أنهم متطرفون!، لكن الإسلاميين أثبتوا تحضرا وسماحة وديمقراطية وسلمية خلال العام من حكم مرسي شهد لها العالم أجمع!.
تقرير مدوي لشبكة الجزيرة صدر١/٨/٢٠١٣م يفضح الادعاءات الكاذبة عن حقيقة أرقام ٣٠يونيو المزعومة!.. فبعد أن حسبت المساحة الإجمالية بالمتر المربع لميدان التحرير وحتى الشوارع المتفرعة منه - مع افتراض أنها هي الأخرى كانت ممتلئة بالمتظاهرين - خلص التقرير أن إجمالي عدد المتظاهرين في هذا الميدان وحواليه والتفرعات التي تخرج منه وصل إلى قرابة ال٦٥٠ألف شخص على أقصى تقدير!.
أيضا قام المختصين الذين أعدوا هذا التقرير التقني والمهني والمعد بأحدث التقنيات الإعلامية والتكنولوجية في شبكة الجزيرة العالمية، قاموا بحساب مساحة شارع قصر الاتحادية والشارع الذي تفرع في نهايته والذي قيل أنه كانت فيه تظاهرة هو الآخر.. وبعد الحساب الدقيق للمساحة بالمتر المربع وكم يتسع المتر الواحد من أشخاص، كانت النتيجة المفاجئة هي الأخرى أن العدد الإجمالي لعدد المتظاهرين هناك كان قرابة ال٣٠٠ ألف متظاهر فقط كأقصى تقدير !..
يقول التقرير: إن هذا الرقم الذي يقارب الـ(٨٠٠)ألف متظاهر هو للذين خرجوا في العاصمة القاهرة فقط؛ وأن العاصمة المصرية تعداد سكانها يشكل خمس(بضم الخاء) سكان جمهورية مصر العربية، ثم يقول التقرير أن هناك مظاهرات قيل أنها خرجت في يوم ٣٠يونيو في محافظات أخرى، قام التقرير بضمها أيضا، فقام بعمل حسبة بسيطة ليضم أيضا التظاهرات التي قيل أنها خرجت في باقي المحافظات، لكي يضم كل التظاهرات التي زعم المنظمين للتظاهرات أنها خرجت في ٣٠يونيو في كل أنحاء مصر، هذه الحسبة كالآتي: يقول معدي التقرير.. إذا كانت القاهرة(التي هي أكبر نقطة انطلاق للتظاهر والحشد من بين كل المحافظات)وهي تشكل ما نسبته ٢٠% من إجمالي سكان البلاد، إذا كان القاهرة خرج منها فقط(٨٠٠)ألف شخص في يوم ٣٠ يونيو، إذن باقي المحافظات تشكل ما نسبته أربعة أخماس سكان البلاد، وإذا في كل خمس(بضم الخاء)من السكان جزمنا وسلمنا أنه خرج (٨٠٠) ألف متظاهر(أي بنفس قوة الحشد والخروج التي في العاصمة)،فإذا ضربنا هذا الرقم (٨٠٠) ألف في ٥ (عدد الأخماس)،فإن الناتج النهائي للعدد الإجمالي من المتظاهرين الذين خرجوا في يوم ٣٠يونيو ضد الرئيس مرسي في كل محافظات مصر بما فيها القاهرة الكبرى العاصمة والجيزة هو: (٤)ملايين متظاهر على أقصى تقدير!.. وليس ٣٣ مليون متظاهر كما زعم الانقلابيون و النخب والقيادات والإعلام الذين يتحالفون معهم، والذين يحاولون تسويق هذا الرقم الخيالي(٣٣ مليون!) في العالم الأن ليقنعوا دول العالم بأن ماجرى هو ثورة شعبية تعدت ال٣٠مليون مواطن وليس انقلاب عسكري!.. لكن.. تسقط كل يوم كذبة وفضيحة ٣٠ يونيو!،وتتكشف للعالم كل ساعة حقائق ومعلومات وأخبار تفند ادعاءاتهم الباطلة وأكاذيبهم، وتسقط مزيدا من مصداقيتهم(المنعدمة أصلا) أمام العالم، وأمام الشعب المصري العظيم والشعوب العربية التي تتابع ما يجري بمصر باهتمام كبير، لأنها تعلم أنها ليست معركة المصريين وحدهم لانتزاع الحرية والكرامة والاستقلال، بل هي معركة كل شعوب المنطقة، وكل الأحرار في العالم.
مقطع فيديو يبث تحريضاً فجاً وواضحاً ضد معتصمي رابعة العدوية السلميين في قناة(التحرير)..أحدهم يتصل بمذيع القناة.. ويبلغ عن وجود صواريخ وأسلحة مختلفة في الشقق المواجهة لميدان رابعة، ويولول وينادي الجيش بالتدخل والهجوم على المعتصمين السلميين، ويصرخ الرجل بشكل مسرحي فاضح: أنقذونا.. أهالي رابعة يستغيثون من الإرهابيين الأخوان اللي في ميدان رابعة، أقول والله المستعان: كل هذا.. مسرحية واضحة ومفبركة.. وأساليب رخيصة من السلطة الانقلابية ومحاولة مفضوحة منها لاستجلاب غطاء وهمي من الناس.. أو الشعب، لتبرر به مذابح قادمة بحق أهل رابعة المرابطين السلميين وباقي ميادين الثورة في كل ركن وشارع في مصر.!
إنها مسرحية معروفة يا سيادة الفريق القاتل السيسي.. قد فعلها قبلك طغاة العرب، فسقطوا في مزابل التاريخ، تلعنهم السنين والأيام، وتلعنهم كل الشعوب الحية، أين هم الأن؟،ألا تعتبر من مصيرهم؟!..لكن يبدو ان الله غاضب عليك وحرمك نعمة الهداية والتبصر!، فصرت تغوص في مستنقع الدم أكثر وأكثر.. حتى يأخذك أخذ عزيز مقتدر.. وبإذن الله سيكون هذا اليوم قريبا!. وستبكي طويلا ياسيسي بإذن الله.. قريبا جدا!.
ترى هل سيكون لنا في يوم ما قيادات سياسية وأحزاب محترمة مشرفة مثل حزب الوسط المصري؟.. أذهلتني المواقف المشرفة لقياداته وحنكتهم وخبرتهم وولائهم للحق دوما، وزهدهم عن السلطة على حساب مصالح وطن، وهم أمثال: عصام سلطان وأبو العلا ماضي ومحمد محسوب ونيفين ملك وحاتم عزام.. كم أتمنى أن يكون لنا نخب رائعة ومسؤولة ومخلصة للوطن والعروبة والإسلام وشامخة من أمثال رموز حزب الوسط المصري، أقول لحزب الوسط المصري :كم أفتخر بكم وبمواقفكم البطولية القوية التي لا تهزها رياح الخليج وأموالها، أو عواصف الدولة العميقة الفاسدة، إنكم حقا أبطال المواقف الصعبة، قد رفعتم رؤوسنا جميعا بمواقفكم الوطنية والعروبية الرائعة.
نعود لوزير داخلية الانقلاب(فتى الشاشة الأول هذه الأيام لأن القوم يعولون عليه وحده في فض الاعتصامات ودفعوا به في وجه المدفع!)،إذ أنه في حفل تخرج لدفعة من طلبة الشرطة جرى يوم الأحد ٢٩/٧/٢٠١٣م حضره الرئيس المؤقت ووزير الدفاع، تحدث وزير الداخلية وألقى كلمته، فقال شعرا في مدح السيسي..! على شاكلة :أنت ابن مصر البار، وحققت معجزات، ومنجزات ووو..وهو أمر غريب أن يمتدح وزير وزيرا آخر مثله! لم يحدث هذا من قبل، عادة الوزير أو المسؤول يمتدح ويتملق لرئيس الجمهورية!،التحليل الذي اتفق عليه كثير من المحللين: أن هذه محاولة من وزير الداخلية أن يرفع معنويات السيسي التي يقال أنها هبطت إلى أدنى مستوى لها، ويرجح هؤلاء المراقبين أن الرجل(السيسي) لم يعد يملك قراره بشكل كامل وتام!.
حيث أن رجالات وبقايا نظام مبارك قد طفوا إلى سطح المشهد وصاروا يديرون البلاد والمشهد بكل قوة في العلن بعد أن أجبرتهم ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١م على الاختفاء والانحناء أمام العاصفة الثورية، إلى أن تمر، واليوم.. بعد عامين ونصف خرجت الفئران من الجحور، وعادت لتظهر على السطح بقوة، وفجاجة، ووقاحة!، وتعود للحكم من جديد!..
للتفكر: لم يستقر الوضع بعد للانقلابيين في مصر.. حتى سارعت الولايات المتحدة بالعمل الدؤوب والسريع لبدأ عملية مفاوضات فلسطينية إسرائيلية، على وجه العجل!،هل هذا أحد ثمار الانقلاب. إذ يراد الآن استغلال ما يجري في مصر لتصفية القضية الفلسطينية تماما.. حيث ما تفسير التعجل والاندفاع نحو جر الفلسطينيين للتفاوض بدون أي غطاء عربي وإسلامي.. كيف يدخل الفلسطينيين التفاوض وظهرهم (المصري) و(العربي)مكشوف ومنشغل تماما، وبدون أي دعم وغطاء لهم، بينما إسرائيل تدخل بكل قوة ودعم وغطاء أمريكي أوروبي!!،إذن ما يقوم به محمود عباس الأن بكل وضوح هو: خيانة!،إنه يشارك في تصفية قضية فلسطين بشكل غير مسبوق وخطير في ظروف استثنائية لم تحدث من قبل!
رئاسة الوزراء في مصر: تعتبر أن اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة خطر على الأمن القومي للبلاد!،وتفوض وزير الداخلية بفض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة بكافة الوسائل والسبل القانونية.. تعليقا على ذلك :ألم تكن مئات بل آلاف التظاهرات والوقفات والاعتصامات والاحتجاجات تنزل في الشوارع طوال العام كله الذي قضاه الرئيس مرسي في السلطة، وكانت الاحتجاجات تلك تستخدم في قطع الطرق والهجوم على المرافق والمنشئات العامة والخاصة وأعمال قتل وحرق وتدمير واحتلال مرافق دولة رسمية وإطلاق يد عصابات من البلطجية بحماية الشرطة تعمل بكل حرية تقتل وتحرق وتسرق.. إذن لم تكن تلك التحركات الشعبية اليومية العنيفة تمثل تهديدا للأمن القومي المصري..! أما اعتصامات مؤيدي الشرعية السلمية الحضارية التي شهد لها العالم، والعدو قبل الصديق برقيها وسلميتها،، هذه فقط هي التي تهدد الأمن القومي!.. لأنها تهدد الانقلابيون وأعوانهم بشكل مباشر وترعبهم قوة وصمود المؤيدين للشرعية ولذلك يريدون فض رابعة وأخواتها، ولن يفلحوا إنشاء الله!..
لا يمكن أن يكون هناك شخص يدعي المدنية والديمقراطية وحقوق الإنسان والتحضر أن يحرض وينطق بلسانه اللفاظ عنيفة بشعة وفجة تدعو للقتل المباشر الصريح!.. هذا يكشف حقيقة هؤلاء (أمثال عبدالحليم قنديل ومصطفى بكري وتوفيق عكاشة وغيرهم)،وحقيقة متاجرتهم بالمدنية والديمقراطية والحريات والحقوق طوال الوقت كم خدعنا بهم وصدقناهم!،إذ أنهم فقط.. كانوا يتاجرون بهذه الكلمات، ولم يكونوا مؤمنين بها حقا.. ثم هاهم اليوم يدوسونها بأقدامهم! بكل عنف.. وبكل قسوة!.
صحيفة أكتوبر اليمنية تقوم بدور مشبوه ومشارك(كأنها إحدى وسائل الإعلام المصرية الغير مهنية والكاذبة التي افتضح أمرها وتحريضها وتضليلها اللاأخلاقي والظالم على الإسلاميين وكل ثوار ٢٥يناير ٢٠١١م الحقيقيين)،إن صحيفة أكتوبر التي تشن حملة تشويه ممنهجة هي الأخرى على الإسلاميين والإخوان بمصر باندفاع شديد وانكشاف فاضح! ينطبق عليها المثل القائل: ملكية أكثر من الملك، السؤال: هل الصحيفة تتبع النظام اليمني الحالي؟،أم لا زالت تدين بالولاء الخاص للمخلوع صالح، وتمارس نفس المنهج والتضليل الذي تمارسه وسائل إعلام المخلوع(صحيفة
وقناة اليمن اليوم وغيرها) المتعاطفة مع الثورة المضادة التي يشنها نظام صديقه المخلوع مبارك؟.
سؤال آخر: أين محاسبة وزير الإعلام للصحف التي تغرد خارج الثورة اليمنية الشبابية وضد ثورات الربيع العربي؟.. عار على القائمين على هذه الصحيفة ما يفعلونه من تبعية وولاء للمخلوع صالح ضد الشعب اليمني وضد ثورات الربيع العربي عامة، والعار الأكبر السكوت عليهم وعدم محاسبتهم من قبل المسؤولين، نريد إعلاما مهنيا محترما، لا نريد إعلام كاذب ينفذ أجندة خارجية سعودية أمريكية أجنبية، نريد لإعلامنا ان يتحرر من التبعية المزمنة والباطلة لمن حكم اليمن ٣٣عاما ودمرها وأفسدها، ونشر الفقر والحرمان بين شعبها.
خبر :حكم ببراءة ٣من المعارضة الكويتية من تهمة الإساءة (للذات الأميرية)!!!..
التعليق: أية أنظمة هذه التي تعطي لنفسها قدسية وألوهية، ألا يعلمون ان الزمن غير الزمن، ألا يعلمون أن أفعالهم تلك تزيديهم خزي وعار؟!..حقا، نحن بحاجة لألف ربيع عربي يكتسح عالمنا العربي المليء بالظلم والقهر والأذلال لكل حكم مستبد رضخت تحت أقدامه شعوبنا العربية.!
عضو مجلس الشورى السعودي(الذي نعلم أنه مجلس معين وليس منتخبا وبالتالي فهو يمثل الحكومة رسميا)،هذا
المسؤول فاجأ الجميع حين تحدث مع شبكة الجزيرة الإخبارية التي أجرت معه حوار بخصوص ما يجري في مصر، فقال الرجل: الحل في مصر يكمن بعودة الرئيس مرسي وأجراء انتخابات أو استفتاء!،تصريح مدوي، ربما يمهد لأن يكون موقف رسمي للسعودية في قادم الأيام.. وبالتالي ستكون السعودية بهذا قد نفضت يدها هي الأخرى من الانقلابيين، وقفزت من سفينتهم الغارقة!،بعد أن منحتهم الفرصة لأكثر من شهر ليحسموا الأمر، لكنهم فشلوا !.لأنهم اصطدموا بشعب جبار واعي للمؤامرة، اكتسح الساحات والميادين في كل مصر. فأسقط هؤلاء الخونة، والمستبدين الجدد!.
في نفس اليوم، وصل القاهرة عضوي الكونجرس الأمريكي جون ماكين ولينزي جراهام، ونفس الأمر حصل، إذ فجر الرجلان هما الآخران قنبلة مدوية وصرحا بالآتي:(ما جرى في مصر هو انقلاب! - وهذا أول تصريح واعتراف أمريكي واضح يصف ماجرى بأنه انقلاب- وأن الموجودين الآن في الحكم هم أشخاص غير منتخبين، بينما المنتخبون موجودون الآن في السجن!،وأن فشل الديمقراطية اليوم في مصر أمر أكثر من سيستفيد منه هو المتطرفون والقاعدة والإرهابيون!) طبعا هذه التصريحات أزعجت سلطة الانقلاب فأوعزت لوسائل إعلامها بشن حملة على الرجلين وعلى حكومة بلادهما.! والرجلان غادرا مصر بعدها بساعات بلا أي نتيجة.
صباحي(بعد يوم من زيارة ماكين وجراهام وتصريحاتهما المدوية ضد الانقلاب في ٧/٨/٢٠١٣م)يصرح: بأنه يستنكر التدخل الأمريكي في الشأن المصري!.. ألم يعلم صباحي ويسمع عن مناشدة السيسي قائد الانقلاب واستدعائه للإدارة الأمريكية للتدخل والضغط على الأخوان!..
ما يهمنا هنا أمر ملفت لمسته من موقف وكلام الرجلين، فبعد زيارة ماكين وجراهام لمصر؛ تأكد لي أن الأمريكان لن يستطيعوا تحمل تكاليف سقوط مصر في منزلق فوضى شاملة، فوضى تشكل تربة خصبة تنمو فيها بشدة الجماعات والتنظيمات المسلحة الجهادية التي ستكون قوة ضاربة ستوجه قوتها وانتقامها الأساسي وبشكل مركز نحو إسرائيل!. التي لم تستطع التخلص من صداع حماس لوحدها!،فكيف إذا تفجرت الأرض من تحتهم على شريط حدودي طويل مع مصر ووجدت أنها أمام (بدلا من حماس واحدة!)ستجد عشرات الحركات والتنظيمات الجهادية التي تتلهف شوقا لخوض حرب جهاد مقدسة ضد اليهود كانت تحلم بها منذ عشرات السنين!.
تسريبات متداولة منذ يوم الأربعاء ٧/٨/٢٠١٣م عن أن الرئيس المؤقت في مصر عدلي منصور قد منح حكومة الإمارات مساحات شاسعة(تقدر بآلاف الفدانات)من أراضي تقع في إقليم قناة السويس المائي للاستفادة منها أو الاستثمار..
التعليق: لا ندري ماهي عقدة الإماراتيين من أي ممر مائي هام أو ميناء ذي موقع رائع، إذ ما يلبثوا أن يحشروا أنفهم، ويبادروا لوضع يدهم حوله لإفساد هذا الموقع المائي العالمي!.. نشتم من وجودهم هناك رائحة مؤامرة لتخريب قناة السويس ووقف حالها، لا تقولوا لي أنني أبالغ فب مخاوفي منهم، فلقد جربناهم في اليمن، وما فعلوه بميناء عدن العالمي من خراب ودمار ليس ببعيد!..
مفارقة للتفكير: حكام الإمارات والسعودية لا يتحملون خروج ثلاثة أفراد للتظاهر ضد حكمهم الفاسد، ولا يتحملون أي نقد أو معارضة لأخطائهم ولنظام حكمهم من أي جهة!،بينما هم ماذا يفعلون في الدول العربية: إنهم يقومون بتدخل فج وسافر في شأن دولة عربية هي مصر، وقاموا بدعم علني فاضح وصريح وبقوة لانقلاب عسكري أسقط رئيسا شرعيا منتخبا انتخبه شعبه في انتخابات حرة ونزيهة شهد لها العالم!!..ومن قبل تدخلهم السافر في ثورتنا في اليمن، ودعمهم الصريح للطاغية صالح ضد إرادة الشعب اليمني، وفرضهم علينا مبادرة أفرغت ثورتنا من مضمونها وأهدافها!.. هل يتحملون هم أن يفعل بهم أحد.. ما يفعلوه هم بالآخرين؟!..لأمراء الخليج وملوكها نهديكم هذه الكلمات: ألا قل للشامتين فينا أفيقوا.. سيلقى الشامتون فينا غدا مالقينا.
في الإثنين 12 أغسطس-آب 2013 03:33:26 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=72666