مليارات.. لكن بائسة!!
لينا صالح
لينا صالح

 قرأت خبراً يقول: إن أحد الأمراء في دولة عربية (خليجية على الأرجح) توفي مؤخراً وكانت تركته (٨١٦) ملياراً.. لا أخفي، شعرت بصدمة شديدة وألم!.. لم أستطع التأكد من هذا الخبر ولا أتذكر إن كانت التركة بالدولار أم بعملة أخرى، لكن هل هذا غريب؟!، هل هذا مستبعد.. هل هذا لا يصدق؟!..كلا، هو ليس غريباً ولا مستبعدا، بل هذا أمر منطقي وواقعي جدا..
انظروا مثلاً وتذكروا.. قبل سنوات سمعنا عن صفقة شراء أحد الأندية الإنجليزية المشهورة من قبل أحد شيوخ دولة عربية، وكانت قيمة الصفقة حينها ضخمة جداً، لدرجة أن الصحف الأوروبية والعالمية ظلت تتداول أخبار هذه الصفقة وقيمتها الكبيرة جدا لفترة طويلة!..
نعود لصاحب التركة الخيالية!.. طبعاً.. هذا (أمير واحد) فقط كان يملك كل هذا!.. والأكيد أيضاً أن المبلغ ضخم للغاية.. إذ نعلم أن (٨١٦) مليار كفيلة بحل مشاكل بل كل مشاكل دول مثل (اليمن والسودان ومصر مجتمعة)! تصوروا ..إلى هذا الحد؟.. نعم إلى هذا الحد وأكثر.. ثم ما بالكم لو علمتم هذه الحقيقة المهولة، وقبل أن تسمع هذه ضع يدك على قلبك: هل تعلم أيها المواطن العربي أن في دول الخليج فقط يوجد آلاف من الأمراء والشيوخ وأبنائهم وأحفادهم وبناتهم وزوجاتهم.. عائلات محددة من ذوي الدماء الزرقاء، عائلات من طبقة الملوك.. الطبقة العالية، الطبقة الذهبية، هي من تتمتع بثروات وخيرات دول بأكملها !..إذن: إذا كانت ثروة أمير واحد فقط تقدر بـ(٨١٦)مليار.. فكيف إذا قمنا بضرب هذا الرقم المهول بآلاف عديدة، فكم ستكون النتيجة؟!، سيكون الناتج عشرات أو مئات التريليونات من العملة الصعبة!.. حسبنا الله ونعم الوكيل!.. إن(١%) من هذا المبلغ (الناتج) المهول كفيل بوقف تدهور وإنهاء احتياجات ومشاكل كل الشباب العربي والشعوب العربية كلها من المحيط إلى الخليج!.
الوطن العربي يعاني أزمات خانقة وتردي كامل في كل الخدمات والبنى التحتية والمعيشية، يعاني من نسبة الفقر والبطالة والحرمان المرتفعة جدا بين المواطنين العرب والتي تجاوزت ال٧٠% من السكان!.. بينما الثروات والخيرات بيد عائلات وأفراد في وطننا العربي!.. سواء في الدول الملكية العائلية، أو حتى فيما يسمى زوراً بالدول الجمهورية، وهي في حقيقتها جمهوريات عائلية!.
أخيراً لدي سؤال يحيرني بخصوص ذاك الأمير المتوفى: ترى هل أوصى هذا الأمير بأن تدفن تركته وثروته الضخمة (٨١٦) مليار معه وتدخل معه في قبره؟، وإلا فلماذا كدس وكنز كل هذه الأموال والكنوز و المليارات؟!، هل ليتركها ويدفن وحيدا في حفرة حقيرة مظلمة عارياً لا يملك غير كفن أبيض؟!.. فماذا بنى هؤلاء لدارهم الحقيقية في الحياة الآخرة؟!.. قال الشاعر: لا تأسى على الدنيا وما فيها.. فالموت يفنينا ويفنيها.. اعمل لدار البقاء رضوان خازنها.. الجار أحمد والرحمن بانيها.. لا دار للمرء بعد الموت يسكنها.. إلا التي كان قبل الموت بانيها.. فمن بناها بخير طاب مسكنه.. ومن بناها بشر خاب بانيها.

في الإثنين 09 سبتمبر-أيلول 2013 05:47:16 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=72961