المشهد الانقلابي
د.يحيى عثمان
د.يحيى عثمان

أولاً: مرحلة ما قبل الانقلاب
 (1) تهيئة مسرح العمليات
(أ) توظيف الإعلام سواء الحكومي أو الخاص في خطة شاملة على المحاور التالية:
- شيطنة الإخوان وطمس أي إنجاز:
إثارة مشكلات مزمنة منذ عهود سابقة وكأنها وليدة اللحظة وتحميل عهد مرسى المسئولية مثل انقطاع الكهرباء، أنابيب البوتاجاز، محطات البنزين، أزمة المواصلات، المطالب الفئوية، أمن سيناء.. حملة شعواء من الإشاعات والأكاذيب مثل رهن القناة بيع أراضي سيناء وتوطين الفلسطينيين، أخونة الدولة وسيطرة الإخوان على مفاصل الدولة.
 (ب) عدم التعاون مع الرئاسة حتى على مستوى بعض الوزارات والأجهزة الأمنية والاستخباراتية، خاصةً فيما يخص الموضوعات الاستراتيجية.
 (ج) عرقلة أي تقدم على المسار الديمقراطي وبناء المؤسسات مثل إلغاء اللجنة التأسيسية الأولى لوضع الدستور، إلغاء مجلس النواب، العديد من القضايا الإجرائية لتعطيل انتخابات مجلس نواب جديد،...،.. إلخ.
 (د) عرقلة أي تقدم على المسار الاقتصادي عن طريق المطالبات الفئوية، الاعتصامات النقابية، تصريحات عن إعلان إفلاس مصر، إرهاب المستثمرين، السطو المسلح... إلخ.
 (ه) دخول القضاء الحلبة السياسية؛ ما أدَّى إلى تسييس بعض الأحكام مثل السماح لأفراد الشرطة والجيش بالانتخاب، الإفراج الفوري عن البلطجية الذين هاجموا الاتحادية... إلخ.
 (و) الشرطة, للأسف الشديد لقد لعبت دوراً هاماً للدولة رغم تعاقب أكثر من وزير من خلال التنسيق والتكامل مع قادة البلطجية سواء من خلال غض الطرف وتجاهل التعديات على المواطنين والأموال، وكذلك أحداث الشغب وافتعال المظاهرات والتعدي على مؤيدي الرئيس من الإخوان وغيرهم حتى وصل الأمر إلى إحضار ونش ونزع بوابة الاتحادية وإحراق معظم مقار الإخوان، ولعل سقطة محمد إبراهيم تُبين مدى علاقته وتواصله مع زعيم البلطجة نخنوخ تُبين خطأ مقولة إن الداخلية تستخدم البلطجية؛ حيث أوضح لنا محمد إبراهيم أن الداخلية هي أحد أدوات البلطجية، وأن آل نخنوخ بمصر أقوى وأعتى من آل كابوني وعصابات المافيا بإيطاليا وكل أمريكا الجنوبية، وأن البلطجة ليست فقط فئة من المجرمين، ولكنها منهجية مخططة لدور الداخلية.
(ذ) الجيش!. دائماً نحاول الفصل بين مجموع الجيش المصري وما يمثله من رمز وقيمة وطنية وبعض القادة وما قد يسقطوا فيه فهم يمثلون أنفسهم فقط، ولا يمتد ذلك على جيشنا الذي بنيناه من ثمار جهد كل مصري.
 رغم تجاوزات المجلس العسكري في فترة ما قبل عهد د. مرسى, إلا أن الرئاسة أشادت في كل مناسبة بعظمة الحيش وغطت الطرف عما سبق، ولكن اتضح أن القادة كما أعلن السيسي لم يرضوا بوجود رئيس من الإخوان- في الحقيقة لا يرضون برئيس مدني- وتواصلوا مع قوى المعارضة كما أفاد أكثر من واحد أمثال مصطفى بكري، صباجي، تهاني الجبالي... وآخرون.
ولعل الاجتماع الذي تمَّ يوم ٣ يوليو في بيت الجنزوري بالتنسيق مع المخابرات وإرسال بيان الاجتماع إلى السيسي، بالإضافة إلى الاجتماعات الفردية التي كان يعقدها السيسي مع ما يُعرف بجبهة الإنقاذ وهي بالطبع خارج نطاق طبيعة عمله- ودون التنسيق مع الرئاسة!
كل هذا وأكثر مما لا نعلمه يوضح ضلوع السيسي, بل وإدارته للمؤامرة منذ لحظة ثقة الرئيس به، بالإضافةِ إلى تورط الجيش مع المخابرات في الاضطراب الأمني بسيناء وقتل بعض جنودنا الأبرياء واستثارة الجماعات الجهادية والقبائل العربية ضد النظام المصري وافتعال معارك جانييه لإنهاك الرئاسة وشغلها عن خطط التنمية والبناء الديمقراطي والاقتصادي.
(ح) التنسيق والتعاون مع الدول التي تسعى لإجهاض مشروع الثورة بمصر، خاصةً الدعم المادي وإدارة المعركة من أراضيها، ولقد لعبت الإمارات الدور الأقدر في ذلك.
(ط) طبعاً ساهمت عناصر الدولة العميقة من خلال الأموال التي نهبتها عائلة المخلوع أو رجال الأعمال الفاسدين ومناهضي إرجاع مصر إلى أصالتها الإسلامية والعربية- أعلن سويرس أنه رصد 3 مليارات جنيه لإزالة الوجه الإسلامي وإعادة الشكل العلماني لمصر- من أمثال بعض المسيحيين الذين استغلوا حالة الاضطراب ومرحلة التحول الاستراتيجي التي تخوضها مصر وتخلوا عن وطنيتهم في مقابل تحقيق أي امتيازات، بالإضافة إلى تعمد تواضروس إلى إظهار أن هناك مشكلة دينية للمسيحيين بمصر، وأنه لا يوجد تنسيق مع الرئاسة، ناهيك عن جهاز إداري عقيم استشرى الفساد في معظم جوانبه عارض أي محاولة نحو تطويره، ولعل المشاكل التي واجها الوزير الفذ د. باسم عودة في منظومة الخبز وكروت توزيع الوقود ووو.. وتعرضه للتعدي عليه تُبيِّن مدى المشاكل الإدارية المتراكمة عبر ثلاثة عهود من حكم العسكر وما صاحبها من ترحيلٍ للمشاكل، بل وتعمد إحداث مشاكل اقتصادية وتعليمية وإسكانية حتى الاجتماعية بما يشغل المواطن بهمومه الحياتية مشغولاً عن فساد الطغمة الحاكمة سياسياً ومالياً ووو.
على الجانب الآخر تميز الأداء الإعلامي للرئاسة بالضعف الشديد، متجاهلاً الرد على الأكاذيب أو عرض حقيقة ما يواجهه الرئيس وفريق العمل من معوقات، إلا الأسبوع الأخير حين أصدرت الرئاسة تقريرًا تحت عنوان حصاد العام وكان تقريرًا وافيًا شمل كل الملفات وإنجازات الرئاسة وتضمن العديد من المعلومات الهامة والأحداث التي مرَّت بمصر خلال العام الرئاسي، ولكن الكذب والبهتان قد ملأ عقول العامة، وأظن إنه لو كانت هناك تقارير أسبوعية وشهرية وربع سنوية بنفس مستوى التقرير الأخير والوحيد لكان الأمر مختلف، قدَّر الله وما شاء كان.
 ثانياً: الانقلاب
فعليّاً بدأ الانقلاب من 30 يونيو.
مظاهرات 30 من يونيو:
طبعاً لا يمكن إنكار أن هناك بعض المصريين الوطنيين لهم بعض النقد لإدارة البلاد سواء من خلال وزارة د. قنديل أو الرئاسة قد شاركوا في المظاهرات للتعبير عن نقدهم، لكن صاحب ذلك البلطجية ومجندون ومنتسبون للداخلية والجيش، وحشد كنسي بالإضافة إلى تزييف حقيقة عدد المتظاهرين، ولعل تقرير الجزيرة والذي اعتمد على تقدير المساحات التي شغلها المتظاهرين وبمعدل 5 أفراد في المتر المربع، قد قدر عدد المتظاهرين بما لا يزيد عن مليون، إلا أنه قد عقد مزاد لتزييف عدد المتظاهرين وتسابقت كل القنوات حتى وصل إلى 32 مليون!!.
 الإنذار الأول من السيسي:
طبعًا قد أعلنت جبهة الإنقاذ عدم تلبية أي دعوة للحوار من الرئاسة؛ لذا كانت النتيجة محسومة وكأنها تعطي مبررًا للانقلاب.
 الإنذار الثاني:
واضح أن الإجراءات العملية لتنفيذ الانقلاب قد بدأت فعليًّا بعزل الرئيس عن العالم الخارجي حتى أسرته.
 الإخراج المسرحي للانقلاب:
كان للأسف مخزيًا للرموز الإسلامية مع نشوة انتصار تواضروس، ورغم أن جميع مَن كان على المسرح كومبارس إلا أن صورة الهلال والصليب أداة جيدة للتسويق الشعبي؛ لأن المخرج والممثل الحقيقي لهذه المسرحية الهزلية هو السيسي، أما الشعب فانقسم فريقين على كل المستويات حتى الأسرة الواحدة فريق سلَّم عقله لقنوات الصرف غير الصحي وصدَّق كل الأكاذيب والبهتان فهلل لهلاكه من حيث لا يدري، أما من عقل الموقف حتى ولو كان معارضًا لأداء د. مرسى فأدرك إنه انقلاب عسكري صريح.
 ثالثًا: مرحلة ما بعد إعلان الانقلاب
حتى نفهم متوالية الأحداث دعونا نقفز إلى الفصل الأخير من المسرحية: حكم ديكتاتوري عسكري لخدمة المرحلة الحالية للمنطقة:
 - ضرب سوريا قبل أن تتمكن المعارضة الإسلامية من تحقيق نصر بات الأكثر احتمالاً وتحويلها إلى صراعات مذهبية وعرقية وما العراق عنها ببعيد.
 - إنهاء القضية الفلسطينية حيث بدأت مباحثات الاستذلال مع السلطة، وفي المقابل تركيع غزة كإمارة إسلامية تمثل رمزًا للمقاومة الإسلامية وعقبة في سبيل ضمان أمن واستقرار إسرائيل، خاصةً بعد خروج الجيش المصري من الصراع وأصبح أداة طيعة للقيادة العسكرية الأمريكية؛ حيث يُوفِّر لها بيئة التدريب العملي لأفرادها لأي اقتحامٍ تريده بالمنطقة وتجريب كفاءة أفرادها وأسلحتها وخططها تحت مسمى التعاون العسكري ناهيك عن إمدادهم بالمعلومات عن المنطقة تحت ما يُسمَّى التعاون الاستخباراتي!.
 ولكنَّ يظل للجيش المصري دور.ه الذي عليه أن يقوم به في صياغة الشرق الأوسط الجديد بقيادة الصهاينة- ولم يكن له أن يقوم به في عهد مرسي- وهو محاصرة غزة عن طريق غلق المعابر وفتحها نادرًا، وتدمير الأنفاق، وافتعال المشاكل مع حكومة حماس الإخوانية، ووصم الإخوان بالإرهاب واستثارة الجماعات الجهادية في المناطق الملاصقة لغزة وإدعاء أنهم مدعمون من حماس، وكما تم شيطنة الجماعة بمصر يتم ليس فقط شيطنة فرعها بغزة بل تحت مظلة العهر الإعلامي ردد أحد الأبواق ما تمناه رابين، وهو أن يصبح وقد اختفت غزة من الوجود! وردد آخر أن الذي يهدد أمن مصر هي غزة وليست إسرائيل!.
 وحتى تقوم مصر بهذا الدور المخزي لا بد أن تظل مصر في يد عملاء يستمرون في تزييف الوعي المصري وتدميرها اقتصاديًّا واجتماعيًّا و..
 ولعل حملة "كمل جميلك"، وتصريح عمرو موسى، وشفيق ثم العديد من أبواق النظام يوضح أنه ليس فقط السيسي هو الذي يحكم الآن بل هو رئيس المستقبل إلى أجلٍ غير محدود.
 وحتى تتحقق هذه الأهداف كانت خطة الانقلاب كما يلي:
(1) اقتلاع فكرة الإصلاح كلية من الثقافة والوعي المصري بل والعربي- ولعل هذا في الأساس ما يبين دعم بعض الأنظمة العربية للانقلاب رغم وجود أسباب أخرى منها اقتصادية لدى الإمارات، ومنها التنافس على زعامة زائفة كالسعودية رغم ذلة الجميع وتنافسهم في مَن يكون أقرب لحذاء أمريكا!- وحيث إن جماعة الإخوان هي الجماعة التي تحمل الفكر الوسطى ويتوفر لديها سواء من حيث المنهج الإصلاحي أو كفاءات بدءًا من العامل الحرفي حتى أساتذة الجامعات والعلماء ورجال الأعمال ووو.... أي أنها تشمل فعليًّا كل فئات المجتمع وهي الأكثر انتشارًا في كل قرى مصر وعالميًّا لا يخلو بلدًا من تنظيم إخواني وطني أو مصري، فهي القادرة على ريادة المشروع الإصلاحي من خلال المنظور الإسلامي، طبعًا هناك هامات وقمم إصلاحية ذو مرجعيات متعددة منها الإسلامية أو علمانية أو المسيحية أو القومية أو.. سواء أفراداً أو مجموعات لا يمكن التقليل من مساهماتهم الإصلاحية، ولكن من حيث قوة التأثير تظل جماعة الإخوان هي الأقدر على الحشد وتحمل أعباء الإصلاح، لذا كانت المبالغة في التنكيل بهم لأحداث رعب لكل مَن يفكر في الإصلاح وتمثل ذلك بالقبض على كل الصف الأول ومعظم الصف الثاني وبعض من الصف الثالث باستثناء من كان، بالخارج أو من تمكن من الخروج، وحتى يشعر الجميع بتوقع القبض عليه ويعيش وأهله هاجس الترقب لم تتم الحملة في يوم واحد بل يوميًّا يتم القبض على مجموعات متباينة.
التنكيل والإهانة الشخصية ونبرة التشفي في بيانات القبض والاستهزاء بالرأي العام في إعلان التهم وكأنه إعلان صوري فتهمة الجميع التحريض على العنف والقتل وحيازة السلاح صاحب ذلك سفه إعلامي يستعدي قوى الأمن ويتهمها بالتخاذل!.
 اختلاق بعض الجرائم ونسبها للإخوان ولا حرج بالتضحية ببعض الجنود، لإحباك الفرية.
 إشغال الرأي العام بأمن سيناء من خلال افتعال مواجهات مع الجماعات الجهادية وغزة وإلصاق ذلك بالإخوان التجاهل التام لمظاهرات الشارع وإيهام الرأي العام أن الأمر قد حُسم وكل مصر تهلل للسيسي وتدعوه إلى إنقاذ مصر بتولي رئاستها!.
 تسويق الانقلاب من خلال محورين الأول هو أنه استجابة لإرادة شعبية، وأن هناك خريطة طريق للمسار الديمقراطي، والثاني هو إنقاذ مصر بل والعالم، إلا تكون مصر تحت قيادة جماعة إرهابية، فهي وكيلة عن العالم في محاربة الإرهاب وعلى العالم أن يدعمها في ذلك.
 تأمين الشرطة وإطلاق يدها دون أي محاسبة- تم تداول فيديو لمساعد وزير الداخلية يأمر الضباط بالضرب في القلب وبكل بجاحة يقول لو حد كلمك أنا المسئول.
 رابعة والنهضة: ليس مبالغةً أن مصر لم تشهد أفظع مما حدث من قتل حتى الجرحى وحرق الموتى ثم ما أعقب ذلك من حرق سيارة الترحيلات وما سبق ذلك من قتل الساجدين أمام الحرس الجمهوري بهدف زرع الرعب في قلوب كل المصريين، وحتى يردد كل الإعلاميين نفس الأكاذيب، يتم قتل أحد صحفي الجمهورية في كمين لأنه نقل جزءًا من حقيقة تعامل الجيش مع المعتصمين ويُحبس آخر لأنه صور فيديو عن اقتحام قوات الأمن مساكن أهالي الشيخ زويد وووو، حتى د. عمرو حمزاوي وهو ليبرالي لا يتحرج أن يُبدي اعتراضه على كل ما هو إسلامي عندما أبدى بعض النقد لهولامية خريطة الطريق أُبعد عن كل القنوات الرسمية والخاصة، وهو الذي كان مقررًا أساسيًّا في كل البرامج الحوارية لمهاجمة المشروع الإسلامي.
 ساهمت دول دعم المؤامرة بعدة مليارات ليشعر الشعب بتحسن ولو وقتيًّا، ويدعم الانقلاب لكن النهبَ لم يبقى منها شيء لرجل الشارع ومع تعثر حركة الإنتاج بسبب المظاهرات التي تعم كل أنحاء مصر والتخبط الاقتصادي والمالي والسطو على أموال المودعين بالبنوك ارتفعت الأسعار إلى أرقامٍ فلكية، إضافة إلى مهزلة لجنة الدستور رغم كل هذا وأكثر يمضي السيسي وزمرته بانطلاقة فائقة بمصر إلى ما بعد الهاوية غير مبالٍ بنصائح علماء غير محسوبين على أي تيارٍ مثل د. سيف عبد الفتاح، د. حسن الشافعي، د. نادية مصطفى، د. سليم العوا..، كذلك لجنة من المفكرين وهي نخبة من علماء مصر في عدة تخصصات أصدرت بيانًا برفض الانقضاض على الشرعية الدستورية وقدَّمت مبادرة للخروج من الأزمة يعتقد السيسي أن العنف سيرهب المعارضين وأنهم سيملون المظاهرات أو سيدفعهم العنف إلى اللجوء إلى العنف فيكون لديه المبررات للإبادة.

 كيف يواجه المصريون الانقلاب؟
إن المظاهرات السلمية والعصيان المدني إذا شمل كل قرية وشارع بفضل الله سيسقط الانقلاب.. طبعاً الثمن غالٍ، وهو مزيد من الشهداء، وهل هناك أغلى من العيش بكرامة؟.. ولعل السيسي يجهل أن دماء الشهداء تشعل جذوةَ الأحرار وتزيدهم إصراراً وفداءً وتضحية.. إن أنوار الفجر لاحت في الأفق, فأعداد المتظاهرين بفضل الله في تضاعفٍ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

في الإثنين 16 سبتمبر-أيلول 2013 04:50:07 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=73043